10-07-2011, 01:17 PM
|
#1
|
مشرفة عامه
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 10482
|
تاريخ التسجيل : Mar 2011
|
أخر زيارة : 11-14-2018 (03:07 AM)
|
المشاركات :
14,665 [
+
] |
التقييم : 10
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
SMS ~
|
|
لوني المفضل : Brown
|
|
آكلو لحوم البشر

آكلو لحوم البشر
إن لحم الإنسان - من الناحية النظرية – يصلح للأكل ، و قد وجهت بعض الانتقادات للجنس البشري - من الوجهة الاقتصادية – في أنه لا ينتفع بأجسام من يموتون من الناس ، إنه يتركهم للدود في القبور ، أو للنار و الحريق عند من يحرقون الموتى . و قد صح قولهم لو أنهم كانوا يتحدثون عن شيء غير الإنسان ، فنحن لا ندفن الأبقار و لا نحرقها ، و حتى الأحصنة نأكل لحومها لاسيما و الحرب قائمة ، و لكن للإنسان قيم إنسانية ترجح كل الحجج الاقتصادية ، طن واحد من هذه القيم يرجح ألف طن من أثقال المنطق جميعها .

أما عن عادة أكل لحوم البشر ، فقد جرى فيها كثير من المبالغات ، و لكن لم تحجب هذه المبالغات الحقيقة الواقعة ، و هي أن أكل لحوم البشر كان على الأقل مما مارسته قبائل الإنسان ، و قد لا يزال منها إلى اليوم بقية غير يسيرة تمارسه .
و نذكر من آكلي لحوم البشر : قبائل في غرب أفريقيا و أواسطها ، و في ماليزيا لاسيما في جزائر فيجي fiji ، و في أستراليا ، و بين المَعُوريين في نيوزيلندة ، و قبيلة الباتاك Batac في سومطرة ، و بقايا قبائل في أمريكا شمالها و جنوبها .

أما الهدف من أكل لحوم البشر فيختلف من قبيلة إلى قبيلة ، و من حال إلى حال ، فآكلو لحم البشر في ماليزيا يسوون بين لحم الإنسان و لحم الحيوان من حيث الاستهلاك ، فهم مع المنطق البدائي دون القيم . و المَعُوريون في نيوزيلندة يقطعون أجسام القتلى بعد المعارك ، و يجعلونها اللون الأول في ولائم يقيمونها من بعد نصر . أما قبيلة الباتاك في سومطرة فقد كانت تبيع لحم الإنسان في الأسواق كما تبيع لحم الخرفان و الأبقار . و بالنسبة للفيجيين فقد كان يفخر رؤساؤهم بعدد ما يستهلكون من أبدان بشرية ، فيحرصون على حصرها وتسجيلها .

و من القبائل من أكل أجسام البشر ، لا انتقاماً من أربابها ، و لا ازدراء لها ، و إنما احتراماً و تجلة ، و من ذلك ما حكاه قديماً المؤرخ اليوناني الشهير هيرودوتس أن ملكاً أحضر نفراً من اليونانيين ، و عرض عليهم مالاً كثيراً إذا هم أكلوا أبدان آبائهم عند موتهم ، فارتاع هذا النفر ارتياعاً كبيراً ( عادة اليونان أن يحرقوا موتاهم ) ، و بالطبع رفضوا ، فعرض الملك مثل هذا المال الكثير على نفر من قبيل آخر من البشر إذا هم رضوا بدفن أجسام آبائهم عند موتهم أو حرقها ، فارتاعوا كذلك ، و أخبروه أنهم إنما يأكلون أجسام آبائهم احتراماً لها و صيانة

.
و من القبائل من اعتقد أن قوة البطل تتركز في قلبه ، و قوة الحكيم تتركز في رأسه ، فلم يأكلوا الجسم كله ، و إنما تخيروا من أعضائه و أجزائه كل ما يدر الخير المكنون في هذه الأجزاء عليهم ، و جعلوا من الجماجم مشارب ؛ أكواباً و كؤوس .
أمور مستفظعة ، أن يستسيغ الآدمي لحم أخاه ، و لكنها حقيقة و واقع عاشه آكلو لحم البشر دون أي استفظاع أو تنكر .
إنما هذه الحياة من صنع أيدينا نحن ... نحن من نجعلها جحيماً
ونحن من نجعلها فردوساً
تحيااااتي
N;g, gp,l hgfav
N;g, gp,l hgfav
|
|
|