صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
عناقيد الحب...أولى محاولاتي القصصية - منتدى دمعـــة ولـــه

         :: مكتب توفير عمالة فى مصر للاتصال 00201003629993 (آخر رد :مايكول)       :: سورة الممتحنة من هي الممتحنة !!؟ (آخر رد :غلا)       :: تعرّف على الفرق بين الإضاءة البيضاء والإضاءة الصفراء (آخر رد :وردة الكويت)       :: المواد المختلفة في التصميم الداخلي والأثاث (آخر رد :وردة الكويت)       :: الزجاج وتطبيقاته في التصميم الداخلي (آخر رد :وردة الكويت)       :: مراحل تصنيع الزجاج (آخر رد :وردة الكويت)       :: مهم (آخر رد :دموع العشاق)       :: رحلتك للسياحة (آخر رد :wego)       :: ماهو فضل العمرة؟ (آخر رد :دمعة وله)       :: دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة قصير (آخر رد :غلا)      

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتدى دمعـــة ولـــه > المنتـديات الأدبيــــه > القصص والروايات - Stories and Novels Section

القصص والروايات - Stories and Novels Section يهتم بكتابة القصص والمقالات والروايات سواء منقولة أو مكتوبة

عناقيد الحب...أولى محاولاتي القصصية

هذه أولى محاولاتي في كتابة القصة ..ولقد رأيت أن الوقت مناسب لنشرها....أتمنى أن تعجبكم عناقيد الحب عندما ينتزع الراعي عنزه من براثن ذئب، تعده العنزه بطلا،

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-2006, 01:10 AM   #1


الصورة الرمزية نور الدنيا
نور الدنيا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 241
 تاريخ التسجيل :  Jun 2006
 أخر زيارة : 09-29-2014 (11:59 AM)
 المشاركات : 282 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي عناقيد الحب...أولى محاولاتي القصصية



هذه أولى محاولاتي في كتابة القصة ..ولقد رأيت أن الوقت مناسب لنشرها....أتمنى أن تعجبكم


عناقيد الحب



عندما ينتزع الراعي عنزه من براثن ذئب، تعده العنزه بطلا، أما الذئب فيعده دكتاتورا......إبراهام لنكولن


إنه صيف 1991م في الجنوب اللبناني وبالتحديد بقانا أجمل قراها، إلتقا دوما في هذا المكان يحلقان فيه كما الطيور، وحولهما فراش تتطاير أبدع الخالق في تلوينها، وأزهار تناثرت هنا وهناك، وعصافير تطرب ألحانها السامعين وتتمايل عليها أغصان الأشجار وكأن الطبيعة في عرس بديع.


جلسا على البساط الأخضر يتجاذبان أطراف الحديث، ويحلمان معا بين ازهار الأقحوان، ويصنعان منها أطواق وأكاليل، وحين ترهقهما الأحلام يعودان للماضي ويستردان معا ذكريات الطفولة ..ولكن دائما وفي نهاية كل حديث يختمانه بالدموع حيث الاحتلال الذي يهدد امن بلدهما الصغير.وأحيانا أخرى يقطع حديثهما دوي هائل ويشاهدان أدخنة متصاعدة من احدى القرى البعيدة أو القريبة فيهرعان معا لانقاذ المنكوبين ومد يد العون لأهلها، وتتناقل وكالات الانباء العالميه إنه حدث انتهى وكفى...دون محاسبة لمرتكبه.

وفي ذلك الصيف ألتقى أحمد زينة شباب قانا بندى حبيبته وصديقة الطفولة وفتاته التي يستريح لها بعد تعب يلاقيه من جراء الأعمال الشاقة التي يقوم بها بجانب دراسته حيث يعمل بعد انقضاء اليوم الدراسي في الفرق التي تشكل لإعادة إعمار ما يهدمه العدو الاسرائيلي ومتابعة احتياجات الاسر التي فقدت عائلها وتحتاج لمساعدة دائمه.

أما ندى فتصغره بسنه واحده فقط وهي ابنة خاله وتدرس معه بنفس المدرسه التي يدرس بها... واليوم يلتقيان بعد ان انهيا دراستهما وتم قبول أحمد بالجامعة ببيروت، وقد تمت خطبتهما لبعض رسميا ووضعا "الدبل " بأصبعيهما عنوان لرباط مقدس يربطهما معا..قالت له: لا اعلم ما سيكون عليه المستقبل، رغم أننا كنا نحلم دائما بما سيكون عليه، وبما اننا لوناه بألوان زاهية فأنا خائفة جدا.

وهنا سرت الرعدة بجسدها النحيل فشعر بها أحمد وامسك يديها الصغيرتين كأنه يطمئنها؛ وقال:
-إن أحلامنا ليست بمستحيلة حتى نجزع عن تحقيقها إنها قريبة جدا منا، إننا نحلم بالحياة والحب؛ ونحن هنا بالحياة ، أما الحب فألا يكفي ما نحن فيه.....

وكأنه استدرك شيئا كاد ان ينساه وهي معاناة شعبه من الاحتلال الاسرائيلي وما يقوم به من أعمال ترهب الأبرياء والآمنين وتخطف كل فترة أرواحا لاذنب لها سوى أنها ولدت في هذا المكان...واغروقت عيناه بالدموع حين تذكر الأيام والليالي الطوال وهو يقوم بانقاذ المنكوبينجراء القصف الذي يحدث بين الفنية والأخرى، ويفكر ماذا سيحدث إذا فارق الجنوب لبيروت وكيف سيتلقى اخبار حبيبته ويطمئن عليها وهي بعيدة عنه وحين تنقطع الاتصالات، وبقيا صامتين حتى أشرفت الشمس على المغيب وأفل نجمها، فنهضا وتركا خلفهما المكان الذي شهد كل كلمة حب وكل عهود الصبا والطفولة، هذا المكان الجميل حيث شجرتان عملاقتان تتوسطان فضاء واسع أخضر اللون.

وعندما وصلا إلى بيت ندى وقفا أمام الباب صامتين ينظر كل منهما للآخر وكأن أعينهم تتحدث وتتسامر تحت أضواء القمر، ففتح الباب وانقطع حديث العيون فتوادعا:
-أرجوك يا احمد اكتب لي كثيرا...كثيرا..وهنا ذرفت دمعة كأنها حبة لؤلؤ أخذت تتلامع ...
فإذا بوالدها يقف ويلقي التحية عليهما ويرد أحمد بينما تفر ندى للداخل كالحمامة الجريحة، ويودع احمد خاله الذي يبادره بالسؤال عن موعد رحيله:
-سمعنا انك ستغادر في الصباح الباكر!
-نعم يا خالي، فالحافلة ستنطلق عند الخامسة فجرا..
وهنا تعانقا عناقا طويلا، فمن لا يحب أحمد في هذه القرية! فقد عرف عنه الشهامة فالبعيد احبه فما بالكم بالقريب! الذي أحبه مرتين مرة لصلة القرابة مرة للشهامة والأخلاق العالية فأصبح مضربا للأمثال..فكم من أب وأم تمنوا أن يكون لديه ولد مثله، وطالما حسدت ندى نفسها على هذه النعمة وخافت من زوالها..ألا وهي نعمة وجود أحمد بجوارها دوما، والآن سيذهب بعيدا..سيرحل لبيروت.

تقطع الحافلة الطريق من قانا لبيروت، وفي منتصف الطريق فإذا بالنار تتصاعد في الأفق من احدى التلال فيستصرخ أحمد سائق الحافلة:
-انتظر هناك قصف..لحظة قف!!
-لاياعزيزي انهم يقومون باعمال البناء ...

فهدأ روعه وانتظمت ضربات قلبه وتنفس الصعداء، وصل لبيروت ورأى لابد من الكتابة لحبيبة قلبه يخبرها بالوصول...

ندى:
بيروت ..ليتك معي لتشهدي مولد مدينة، قدوم الحياة لأوصال من فقد الحياة! إنها بيروت
طائر الافنيق الذي يخرج من الرماد ويحلق عاليا...
ندى ..أن بيروت جميلة شمرت عن ساعديها..ونهضت لتستقبل الحياة..
آه ما اجمل الحرية ، والأروع بأن تشعر بالأمان..ليتها تعود الواحد..
ندى..إني أرى لبنان ما قبل الحرب التي حدثنا عن أبائنا تنفض غبار الأمس لتعيش...
فمتى يأتي الغد حاملا معه الحياة لي ولك ولأبنائنا...
ودمتي
أحمد

ورغم انه داخل وطنه فقد شعر بغربة وحياة اخرى غير التي عاشها بقانا، ورغم قصر المسافة فالعدو طول المسافة بين مدينتين داخل وطن واحد صغير.



مرت الأربع سنوات بسرعة ، وكان أحمد خلال اجازاته يزور أهله ويلتقي بخطيبته، وفي احد الأيام والد احمد مخاطبا خاله:
-فقد آن زواج ولدي من ابنتك، ألا ترى فرحتهما.
-نعم ولكن أحمد لم يحصل على عمل حتى الآن؟
- أولم يخبرك بانه حصل على عقد عمل في الكويت ..سيذهب هناك سنة ينظم خلالها حياته ويعد المكان المناسب لزوجته ثم ياتي ليأخذها.
- على بركه الله ، مارأيك أن يتم عقد القران الخميس القادم؟
-الخيرة فيما اختاره الله، مبروك علينا وعلى ولدينا.
وهنا تعانقا ودخل أحمد وعرف سبب هذا العناق ففرح كثيرا وخرج ليزف الخبر على حبيبته حيث انها تنتظره كالعادة بين أزهار الأقحوان في ملتقاهما:
-ندى ...ندى...يناديها من بعيد وكأنه يريد مسابقة الريح ليزف لها هذا الخبر السعيد قبل أن يصل إليها احد يبشرها..وقد كانت حينها واقفة عند إحدى الشجرتين ترتدي ثوبا أحمر وقد زينت شعرها بطوق من أزهار الأقحوان، ولم تلتفت له كأنها تنصت للمستقبل..مستقبلها ..ومستقبل هذه القرية الرازحة تحت نير الاحتلال وكأن هذا الثوب الذي تستقبل به نبأ زواجها ينبئها بشيء آخر، وعندما اقترب منها قال:
-ندى سنتزوج يوم الخميس القادم والذي سيوافق الثامن عشر من نيسان لسنة 1995 وبينما هو يحدثها قطف لها بعض الأزهار ووقف أمامها وقال:
-سيدتي ما أجملك اليوم وكل يوم، وقدم لها باقة الورود..قابتسمت رغم كل مخاوفها ، ثم ضحكا معا وجلسا كعادتهما يتحدثان عن المستقبل وعن أحلامهما..

مر أسبوع على زواجهما عاشت فيه ندى أجمل أيام حياتها ، فعاد احمد من جديد يحزم حقائبه للسفر ولكن لمكان بعيد خارج لبنان، لمرحلة جديدة في حياته:
-سنة واحده فقط ستمر كما مرقت الأربع سنين الماضية لاتخافي سأعود بعدها فأنا كالطائر يحلق بعيدا ولكن مصيره ان يعود إلى عشه من جديد فلا مكان لي غير صدرك الدافئ فهمو موطني وعشي.
فبكت وأنت أنينا لم تأنه من قبل فقد كانت ترى اشياء لا يراها أحد، فقد شعرت بانها آخر مرة تراه وآخر مرة تتنفس من الهواء الذي يتنفسه، فحضنها بذراعيه وأخذ يواسيها ويخفف عنها آلام الفراق وهو احوج منها إلى من يواسيه.
-هيا دعيني أرى ابتسامتك العذبه.
تصمت وتحاول أن تبتسم، فيقول:
-تعلمين أن أجمل ابتسامة بالوجود هي التي تشق طريقها بين الدموع...فما أسعدني وأنا أشاهد أجمل ابتسامة بالوجود.


وبعد غياب احمد داومت ندى على الذهاب لملتقاهما احيانا تجلس وحيده واحيانا اخرى مع صديقتها تغريد ، وفي احدى المرات وبينما ندى كانت مع تغريد قالت لها:
- ندى لقد اصبحت طوال الوقت واجمة وشاردة فما خطبك ..لست أول من غادر له حبيب فاحمدي الله كثيرا لأنه سيعود عما قريب.
فاحتضنت ندى الأرض بشدة –وكأنها لاتنصت لصاحبتها- فقالت:
-ما أجمل الطبيعة ! والأجمل أنك تشعرين معها بالسعادة ، فما أغلى الحرية، وإن اعتقدت يا تغريد إني فقدت الأمل بعودة أحمد فأنت مخطئة، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت أحلم كثيرا بأني كلما أقتربت من أحمد زادت المسافة بيني وبينه! فما تفسير هذا الحلم يا تغريد ..أخبريني أرجوك؟؟
-إنها أضغاث احلام يا ندى ، فلا تبالي!!
-تغريد أني أشعر بجنيني في احشائي!!
باستغراب:
-انت حامل؟؟ ولاتخبريني أنا، إذا من اخبرتي إن لم تخبريني؟1
-أنا في الشهر الثاني فقط.


حبيبي أحمد:
وصلت رسالتك التي تسأل فيها عن الكل وكان اسمي مجرد أحرف ذكرتها مثل بقية من ذكرت، ولم تخصني بشيء ، هذا احزنني فأخاف أن يكون الجو الجديدالذي تعيش فيه قد أنساك حبيبتك، ولا يفوتني أن أخبرك بأني حامل في شهري الثاني.

وحتى تعود لي سالما
لك حبي واخلاصي
ندى




حبيبتي:
إن راودك الشك للحظة واحدة باني ممكن أن أنسى روحي فأنت مخطئة، وهل رأيتِ أنسانا ينسى روحه وقلبه وحياته كلها واحلامه وطموحاته وكل آماله إنه فقط البائس اليائس، واعلمي أنك حياتي وروحي وقلبي وأحلامي وطموحاتي وآمالي في هذه الحياة.
ندى:لقد انشغلت كثيرا باعداد العش الذي سيجمعنا معا هنا في الكويت، وكونت صداقات عديدة بالسكن والعمل أصبح لدينا جيران جدد هما بسام وعبير ولديهما طفلة جميلة اسمها ندى..نعم لقد أحببت هذه الطفلة فهي بمثل شقاوتك وأنا لا أنقطع عن ندائها وترديد اسمها ..فهي تذكرني بك دائما رغم أني لم انساك ولو للحظة واحدة.
وأخيرا وليس آخرا..
ندى اوصيك بنفسك فحافظي عليها كثيرا فهي أمانة في عنقك..
سلامي لك ولطفلي
أحمد




الموضوع الأصلي: عناقيد الحب...أولى محاولاتي القصصية || الكاتب: نور الدنيا || المصدر:





ukhrd] hgpf>>>H,gn lph,ghjd hgrwwdm hgpfH,gn hgrwwdm




ukhrd] hgpf>>>H,gn lph,ghjd hgrwwdm hgpfH,gn



 


رد مع اقتباس
قديم 08-07-2006, 03:15 AM   #2


الصورة الرمزية ملك الاحـزان
ملك الاحـزان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 363
 تاريخ التسجيل :  Aug 2006
 أخر زيارة : 02-09-2007 (12:38 PM)
 المشاركات : 22 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



صراحه بدايتك يانور كانت من قمة ما توصل اليه المبدعون


 


رد مع اقتباس
قديم 08-07-2006, 03:25 AM   #3


الصورة الرمزية نور الدنيا
نور الدنيا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 241
 تاريخ التسجيل :  Jun 2006
 أخر زيارة : 09-29-2014 (11:59 AM)
 المشاركات : 282 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي




حبيبي :
لقد خرجت اليوم لأرتاض قليلا وبعد أن وصلت لملتقانا شعرت بأن الجو بدأ يتغير، فملأت الأفق سحابة سوداءتنذر بعاصفة هوجاء، فاسرعت بالعودة للمنزل وفي الطريق صادفت صديقك فراس وسألني عنك، ويبعث لك بسلامه ، وهو عاتب عليك، لما يا أحمد لا تسأل عن أصدقائك؟! يظهر أن الكل يحبك ويريد أن تخصه بشيء، آه نسيت أن أخبرك أنا في شهري الرابع والجنين لايهدأ دائما يسأل عنك..والآن أرى حبات الثلج بدأت تتساقط خارج النافذة، أتذكر حين كنت أقول لك متى يذهب الشتاء ليجيء الربيع، واليوم انتظر بفارغ الصبر ذهابه لتأتي أنت.
وحتى تعود لي سالما
لك حبي وأخلاصي
ندى

حبيبتي:
كم سعدت برسالتك فهي تكاد تخفف عني عناء العملن وكم اشتاق لرؤياك والصور وحدها لا تكفي، عندما قرأت خطابكووصلت للسطور الأخيرة بدأت مخيلتي تعيد لي ذكريات الطفولة ..ما أجملها حين كنا كعصفورين نحلق هنا وهناكن نبني القصور من الرمال ونقطف الأزهار..الأقحوان والجوري والبنفسج والسوسن لنعمل بها أطواقا واكاليل وكنا نسمي اطفالنا بزهرة وزاهر وسوسن ونرجس وغيرها من أسماء الزهور..أتذكرين حين تشاجرنا لأول مرة وآخر مرة حول زهرة كنت اسألك كيف ستعيديها سيرتها الأولى!!بعد أن قطفتيها ..أما الآن لو استطيع لصنعت لك أجمل طوق ووضعته على شعرك الناعم ..فقد أيقنت سر وجود الأزهار؛ ليصنع منها اطواقا واكاليل توضع على شعرك، أنت فقط يا سيدتي من يعطي للأزهار قيمتها.
واخيرا: لو استطيع لثم هذا الجسد الذي يحمل بداخله أجمل ذكرى لأجمل حب...
سلامي لك ولطفلي
احمد


حبيبي:
كل شي بدأ أبيضا كقلوب أهل هذه القرية الطيبة، خرج ابي للعمل، وخرجت أنا لزيارة الأهل والأصدقاء،وفي طريق عودتي ذهبت للشجرتان الصامدتان أمام الريح، وجلست قليلا هناك وتذكرت وأنا أجول بناظري السماء تلك السطور التي قرأناها معا في أحد الكتب في نفس المكان:" هذا عالم جميل يلهب خيالك بالرؤى حين تنظر للغيوم دعك من قدميك المغروزتين في الوحل".
فعلا هذا العالم جميل ولكن حين تكون معي أنت وحدك من يلهب خيالي بالرؤى، ومشيت قليلا وكاني أسمع فيروز تغني –كما كنا نغني لها- تلك الأغنية:
أعطني الناي وغني
فالغناء سر الوجود
وانينا لايبقى
بعد ان يفنى الوجود
هل اتخذت الغاب مثلي
منزلا دون القصور
فتتبعت السواقي
وتسلقت الصخور
هل تحممت بعطري
وتنشفت بنور
وشربت الفجر خمرا
في كؤوس من اسيل
أعطني الناي وغني
فالغناء سر الوجود
وانينا لايبقى
بعد أن يفنى الوجود
هل جلست العصر مثلي
بين جفنات العنب
والعناقيد تتدلت
كثريات الذهب
هل فرشت العشب ليلا
وتلحفت الفضاء
زاهدا فيما سيأتي
ناسيا ما قد مضى...
فأطرقت أسمع صوتينا ونحن نغني عاليا هذه الأغنية ونقطف الأزهار، فلم أتمالك نفسي وأخذت أبكي هذه الذكريات، فوجدت مسمارا نحت به اسمي واسمك وتاريخ هذا اليوم على الشجرة ، وحفرت حرفي على شجرة وحرفك على الأخرى حتى نكون دوما كهاتين الشجرتين.
وحتى تعود لي سالما
لك حبي واخلاصي
ندى 15/ 1/1996

حبيبتي:
خرجت اليوم لعملي كالمعتاد وقدمت بطلب إجازة وتمت الموافقة عليها، فأنا لا أكاد أصدق، قريبا سأكون عندك، وستبدأ الإجازة بمنتصف نيسان ، كم أنا محظوظ سنحتفل معا بذكرى زواجنا..
وإلى لقاء قريب بإذن الله.
لك سلامي ولطفلي
أحمد


حبيبي:
أكتب لك من الجنوب، من زينة لبنان ، رفم كل القيود ، رغم الاحتلال...لم أزل أذكر تلك العبارة التي قلتها: إن أجمل ابتسامة بالوجود هي التي تشق طريقها بين الدموع..وها هي قانا تشبه هذه الابتسامة.
اكتب لك ياحبيبي وقد حل الربيع ربيع العصافير والأزهار..الكل أجتمع مثل كل سنة يحتفل بمقدم الربيع إلا أنا انتظرك..فلا ربيع دونك..فأشجار أثمرت وأينعت والازهار تفتحت،وشجرتك المغروسة تفرعت وتنتظرك، وقد طال فراقك وازداد شوقها لك..مثلي انا مشتاقة، وها هي طفلتك ..إنها تنظر إلي معاتبة فهي مشتاقة لك ايضا اكثر مني رؤريتك.. منذ ان وضعتها منذ اسبوعين نهضت وغرست لها بجانب غرسك بذور الرمان..ليتك تأتي وتسقي غروسنا وزرعنا.
سعدت جدا عندمت اخبرتني بموعد إجازتك ...وإني لأنتظرك بفارغ الصبر.
أحبك
ندى
29/ 3/ 96م


أخذ احمد يحزم حقائبه، وكان صاحبه بسام معه يراقبه ويتأمله ، فقال:
-أحمد ..أريد ان توصل هذه الرسالة لأهلي في بيروت لاتنسى!
-حسنا! اصبحت الآن ساعي البريد الله يزيد المحبة!
-تعلم يا أحمد اتمنى لو أني أحزم حقائبي مثلك وأعود عودة العائد للأبد وليس الزائر أياما تمضي بسرعة.
-لماذا تشعر بالغربة وأنت معك زوجتك وابنتك ؟ ألا تملآن الفراغ؟؟
-بلى! ولكن الوطن شيء آخر.
-هيا ياصديقي تشجع إنها أيام وستمضي ويعود لبنان الواحد مثل ما كان.
-ان شاء لله.
ويحمل صديقه الحقيبة عنه بينما يهم هو باغلاق بيته الصغير ..بيت ندى.

تحلق الطائرة عاليا بالفضاء وبعد ساعتين فإذا بصوت المضيفة يقتحم الجو:
-دخلت الطائرة أجواء لبنان وبعد دقائق تهبط في مطار بيروت، فالجاء ربط الأحزمة وشكرا.

ينظر أحمد عبر النافذة لبيروت المدينة النائمة في جنة من جنات الخلود..بيروت تحلم، لقد تراءت له كذلك، كأنها عروس .. وفجأة ..تزاحمت نشرات الأخبار بأنباء عن عناقيد الغضب حيث أخذ الجيس الأسرائيلي يقصف بلا هوادة ولارحمة الآمنين في الجنوب وفي قانا بالذات..إن هناك مذابح تسيل فيها الدماء أنهارا..
تمتم أحمد:
-أي جنون هذا..يالهم من اوغاد...


ركب احمد الحافلة التي تقله لقانا في حين غطى الظلام بلحافه الأسود الطريق المؤدي إلى الجنوب، وتوقفت الحافلة قليلا حيث فتح الطريق للهاربين من المذابح واعطيت الأولوية لدخول رجال الإسعاف والإنقاذ ...والإعلام!
وفجأة تراءى لأحمد طيف ندى ..إنها تتألم وتناديه فصرخ فزعا:
-آه ..ندى ..آه واخذ يصرخ ويتأوه كان مسا قد مسكه وفي نفس اللحظة كانت ندى تصرخ هي الأخرى وتنادي عليه من بعيد بعد ان وقعت قذيفة على الملجأ الذي أحتمت فيه.
أخذ من معه بتهدئته ثم أخذ يتمتم باغنيه لفيروز:
من اليوم اللي كون ياوطني الموج
كنا سوا
لليوم اللي بيعصف فيه ياوطني الغيم
حنبقى سوا
راجع مثل أمس يا وطني السلام
على رماد اللي راح
على حادم الزمان
على حجار السدود اللي يبنوا منها الحيطان
على منديل أمي..على ابواب البيوت
عم بكتب ياوطني.. وطن مابيموت
أنت أنت ..ياعمري اللي كنت ..رسمتك ياوطني
وطن السلام...

وهنا أجهش بالبكاء

فقد شعر بأن هناك مكروها قد مس ندى ، لأهل قريته ما هو هذا الشيء؟؟ ولم يفهم سر هذا الإحساس الذي سيطر عليه ، وكأنه يسمع صراخا وعويلا، لقد كان إحساسه قوي وشفاف كأنه يرى أهله عبر ستار رقيق!!

أطل صباح التاسع عشر من نيسان وتراءت له قريته من بعيد وقد غطت طبقة كثيفة من الدخان المتصاعد إلى السماء من جراء القصف المستمر على المدينة ، نزل احمد إلى الطريق المؤدية لقريته، ومر قبل ذهابه إلى لمنزل حبيبته بالملتقى ولعله يراها هناك جالسة كما كانت ..بالفعل تمنى لو أنه يراها ولو للحظة واحده فقط ويقف الزمان لهذه اللحظة، إنه لا يريد أن ترحل قبله فهو لم يطيق يوما الحياة دونها..لقد أحبها وشغف بها، فهي تسكنه وربما كان يعيش لأجلها، فماذا يفعل إنا لم يجدها..
وصل ووجد المكان هو نفسه لم يتغير، وركع امام تلك الشجرة الشامخة حيث نحتت عليه حروف أسمها في ذلك اليوم، فقبلها قبلا ملتهبة لعلها تطفئ ما في قلبه من شوق وحنين، وتمنى في قرارة نفسه لو كانا هاتين الشجرتين يتعانقان تحت الأرض، ويرقصان معا فوقها، ولو حاول أحد قطع أوصالهما تظل جذورهما متشابكة ، ومن ثم أتجه نحو منزلها وإذا بحركة غير عادية أمامه، وخلفه سحابة دخان قاتمة السواد تحجب ضوء الشمس، فأحس بأن شيئا يحدث، ماذا؟! اتراها..لاياربي رحماك..وأخذ يجري فإذا بتغريد مقبلة نحوه والدموع تملأ عينيها قائلة:
-لقد عدت متاخرا...تم نقلها وقد فارقت الحياة....
-طفلتي..آه طفلتي..

وإذا بأمه جالسة على عتبة الباب وهي تولول وتندب حظها:
-يا حادي العيس ..ويلي على ولدي ..ويلي على كبدي..ويلي على بلدي...

ويجري نحو الداخل ليرى طفلته...
ويالسخرية القدر فشتان ما بين مساء الثامن عشر من نيسان لعام 1995، ومساء الثامن عشر من نيسان لعام 1996، ففي الأولى كان زفافهما، وفي الأخرى فراقهما،وفي ذلك اليوم كانت ندى تعيش أجمل أيام حياتها واليوم تموت ندى ويموت احمد كل لحظه دون أن يصل لها..
أبهذه البساطة ينتهي كل شيء، فمازالت صرخة ندى تصدح في ذلك الوادي، وكل يوم تصرخ ندى وكل يوم يتأوه احمد، ومازالت الشجرتان تقفان بشموخ ترويان قصة حب لم ينتهي، وما زالت الحروف باقية منحوتة بقوة على وجه التاريخ، تؤكد وجود ندى وأحمد، وها أنا على قمة هذا الجبل عند هاتين الشجرتين أسمع صوتهما يتسامران.. وفجأة يقفز أحمد فرحا يجمع بعض الأزهار وتختبئ ندى خلف إحدى الشجرتين، فيجري نحوها ويضج المكان بالضحكات العذبة، وما زلت أرى خيال ندى وهي تنتظر أحمد ..وفجأة ..أختفى كل شيء وعم المكان حزن عميق..ورهيب، فهما كأغنية قديمة نرددها بكل حين..
فغدا ستجيء ندى ثانيه وسيكون هناك احمد وتستمر الحكايه..حكاية عشق لا ينتهي...


تمت
24/يوليو(تموز)/1996


 


رد مع اقتباس
قديم 08-07-2006, 03:43 AM   #4


الصورة الرمزية ملك الاحـزان
ملك الاحـزان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 363
 تاريخ التسجيل :  Aug 2006
 أخر زيارة : 02-09-2007 (12:38 PM)
 المشاركات : 22 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



من جميل الى اجمل


 


رد مع اقتباس
قديم 08-07-2006, 06:13 AM   #5


الصورة الرمزية نور الدنيا
نور الدنيا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 241
 تاريخ التسجيل :  Jun 2006
 أخر زيارة : 09-29-2014 (11:59 AM)
 المشاركات : 282 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ملك الأحزان

شكرااالك على ما ابديته من رأي..

هذه مجرد محاولة متواضعة..

اتمنى أن أكون قد وفقت فيها..


تحياتي لك

نونو


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

Bookmark and Share


الساعة الآن 08:14 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
منتديات دمعة وله - منتدى دمعة وله - دمعة وله - دردشه صوتيه - شات دمعة وله - شات صوتي - سعودي كام - شات بنت ابوي - شات دقات قلبي