صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
عرس النبوة - منتدى دمعـــة ولـــه

         :: مكتب توفير عمالة فى مصر للاتصال 00201003629993 (آخر رد :مايكول)       :: سورة الممتحنة من هي الممتحنة !!؟ (آخر رد :غلا)       :: تعرّف على الفرق بين الإضاءة البيضاء والإضاءة الصفراء (آخر رد :وردة الكويت)       :: المواد المختلفة في التصميم الداخلي والأثاث (آخر رد :وردة الكويت)       :: الزجاج وتطبيقاته في التصميم الداخلي (آخر رد :وردة الكويت)       :: مراحل تصنيع الزجاج (آخر رد :وردة الكويت)       :: مهم (آخر رد :دموع العشاق)       :: رحلتك للسياحة (آخر رد :wego)       :: ماهو فضل العمرة؟ (آخر رد :دمعة وله)       :: دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة قصير (آخر رد :غلا)      

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتدى دمعـــة ولـــه > المنتــديات العـــامـه > منتدى المواضيع الاسلامية -Islamic Section

منتدى المواضيع الاسلامية -Islamic Section لكل المواضيع الإسلامية المتعلقة بديننا الحنيف وأهل السنة والجماعة فقط

عرس النبوة

إن الحديث عن محمد صلى الله عليه وسلم لهو أجمل الحديث، وأحسنه، وأتمه، وأكمله، وأمتعه، وإن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لهي أحسن السير، وأكرمها، وأجلها، وأصدقها، فأطلق العبرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-2010, 08:36 AM   #1


الصورة الرمزية ام فارس
ام فارس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9077
 تاريخ التسجيل :  Aug 2010
 أخر زيارة : 07-05-2011 (09:32 AM)
 المشاركات : 21 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي عرس النبوة



إن الحديث عن محمد صلى الله عليه وسلم لهو أجمل الحديث، وأحسنه، وأتمه، وأكمله، وأمتعه، وإن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم لهي أحسن السير، وأكرمها، وأجلها، وأصدقها، فأطلق العبرة مع العبارة، وأسرع الدمعة مع الدعاء، واغسل سريرتك بماء سيرته، وانضح قلبك بنهر هدايته، بارك الله فيمن أحبه، وحفظ الله من اتبعه، ونصر الله من نصره، وأكرم الله من أكرمه صلى الله عليه وسلم.
ومحمد عليه الصلاة والسلام بشر يتزوج كما يتزوج البشر، ويفرح كما يفرح البشر، ويحزن كما يحزن البشر وبجوع كما يجوعون، ويظمأ كما يظمأون، ولله الحكمة البالغة أن جعل محمداً يتزوج: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)).
فالأنبياء والرسل ليسوا ملائكة لا يتزوجون.
لقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون الأسوة والقدوة الحسنة في بناء البيت المسلم، وتربية الأولاد، ومعاشرة النساء، وليرشد الأجيال، فمن أين نتعلم معاشرة النساء، وتربية الأولاد إلا منه هو صلى الله عليه وسلم، فكل ما أتى به تشريع نحن على هديه سائرون، وبسنته مستمسكون ((إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى))، ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ الله كَثِيرًا)).
تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره، فكان أحسن الشباب، فهو القدوة، كما يقول أبو الحسن الندوي رحمه الله: إن كنت شاباً؛ فأروع وأجمل قدوة لك محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كنت شيخاً؛ فهو مثلك، وإن كنت فقيراً؛ فهو أسوتك، وإن كنت غنياً؛ فهو إمامك، وإن حاربت؛ فقد حارب، وإن سالمت، فقد سالم قبلك، وإن رضيت؛ فقد رضي، وإن غضبت؛ فقد غضب، ولذلك جعله الله يمر بكل أطوار الحياة، افتقر واغتنى، رضي وغضب، جاع وشبع، سالم وحارب، فكان الأتقى، والأنقى، والأرفع في كل المنازل.
في الخامسة والعشرين يذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ريعان الشباب للتجارة، ومعه ميسرة غلام خديجة بنت خويلد ، أعقل نساء قريش، وتصل سيرته العطرة إلى مسامع خديجة بعد رجوعه إلى مكة ، فهو الصادق الأمين، كل الخصال الطيبة يتحلى بها، وكل الأوصاف الحسنة يتصف بها.
ميسرة نقل لمولاته خديجة صورة حية عن محمد، الأمر الذي جعل خديجة -وهي العاقلة- تفكر في الزواج منه، فهو القوي الأمين، قوي في عمله وتجارته، وأمين، وسمعته حسنة طيبة.
تقدم أبو طالب عم الرسول يخطب خديجة من عمهـا عمرو بن أسد لابن أخيه محمد، فقال: إن محمدا كما ترون مكانة وصدقاً وأمانة، وإن كان قليل المال؛ فإن المال عرض زائل.
قال عم خديجة : رضينا، وتم العقد على شيء من المهر، وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره خمساً وعشرين سنة، وعمرها أربعين سنة، وأنشأ بذلك أعظم بيت في التاريخ، وبنى أطهر بيت على وجه المعمورة.
قال ابن إسحاق : وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوماً تجاراً، فلما بلغها عن رسول الله ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه؛ بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجراًَ، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها، يقال له: ميسرة ، فقبل رسول الله منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام .
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب الرهبان، فاطلع الراهب إلى ميسرة ، فقال له: من هذا الرجل الذي تحت هذه الشجرة؟
قال له ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم.
فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي.
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلاً إلى مكة ومعه ميسرة ، فكان ميسرة -فيما يقولون- إذا كانت الهاجرة واشتد الحر؛ يرى ملكين يظلانه من الشمس، وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به، فأضعف أو قريباً، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه، وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، مع ما أراد الله بها من كرامته، فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به؛ بعثت إلى رسول الله، فقالت له فيما يزعمون:يا ابن عم! إني قد رغبت فيك لقرابتك وسطتك في قومك، وأمانتك، وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها، خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسباًَ، وأعظمهن شرفاً، وأكثرهن مالاً، كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه.
قال بعض الرواة: فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها.
قال ابن هشام : وأصدقها سول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت رضي الله عنها. (1).
قال بعض أهل العلم: إذا وجد الرجل في المرأة الكبيرة السن مأوىً وملجأً وعقلاً؛ فإنها تؤثر على الصغيرة التي لا تملك ميزاتها وصفاتها، فأنت تميز المرأة، بدينها، وعقلها، ورشدها، وعلمها، وصدقها، وأمانتها، لقد اختار الله لرسوله صلى الله عليه وسلم من الثيبات والأبكار، أعقل الأمة وأدينهن، وأصدق الأمة على الإطلاق.
أما سيرتها رضي الله عنها فهي الصادقة العاقلة الأمينة، واختيارها سول الله صلى الله عليه وسلم دليل على رجاحة عقلها، ووفور ذكائها، وسلامة فطرتها، ففضلت العاقل الدين حسن السمعة.
ورزق منها بأولاده كلهم إلا إبراهيم فإنه من سريته مارية ، وكلهم ماتوا في حياته، ولم يبق منهم إلا فاطمة ماتت بعده بستة أشهر.
تجلد وصبر صلى الله عليه وسلم على فقدان أولاده، وكانت تدمع عيناه ويحزن كما يحزن الناس، ولكنه لا يقول إلا ما يرضي الرب، وكان يضم الطفل ويقبله وكان أرحم الناس، رآه الأقرع بن حابس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل طفلاً إما الحسن وإما الحسين ، فقال له متعحباً: (أتقبلون أطفالكم؟
فقال صلى الله عليه وسلم: نعم. فقال الأقرع : والله الذي لا إله إلا هو إن عندي عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم.
فقال: أو أملك إن نزع الله الرحمة من قلبك، من لا يرحم لا يرحم) (1) .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يحمل أمامة ابنة زينب على كتفة في الصلاة، فإذا سجد؛ وضعها وإذا قام؛ رفعها.
وارتقى الحسن على ظهره وهو ساجد؛ فأطال السجود خشية أن يفزع الطفل أو يؤذيه.
وكان صلى الله عليه وسلم يحفظ جميل خديجة فإذا عاتب إحدى زوجاته؛ كان يقول: أين خديجة ؛ وفت وقامت معه ونصرته وآوته ورزق منها الأبناء إلى غير ذلك، حتى تقول عائشة : [ما غرت من امرأة غيرتي من خديجة، وقد ماتت ولم أرها.].
من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ووفائه لعهدها، أنه كان يذبح الشاة ويقيمها في خلائل خديجة ، الأمر الذي جعل شوقي يمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:

وإذا صحبت رأى الوفاء مجسماً في بردك الأصحاب والخلطاء

وإذا أخذت العهد أو أعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء

ويوم أن نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حدثاً عالميا ونبأ عظيماً لا يدور بالخيال، ولا يخطر على البال، ولا يتصوره أحد من البشر في الأرض، جاءه وهو في الغار يتحنث، ولما كان الأمر صعباً وشاقاً على نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى زوجته خديجة ، ترتعد فرائصه، ويتصبب عرقا، ويرتجف فؤاده، فدخل عليها وهو يقول: (زملوني زملوني أي: غطوني، ولكن خديجة المرأة العاقلة الحصيفة قالت: كلا والله، لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) (1) .
فليبشر كل من كانت خصاله حميدة، وأخلاقه حسنة، وأفعاله صالحة، وسلوكياته طيبة، ومواقفه مشرقة، بأن عاقبته حميدة، ومآله إلى رشاد وتوفيق من الرحمن.
قال صاحب الطحاوية : فانظر كيف استدلت بعقلها ورشدها على أن الأفعال الجميلة لا تورث صاحبها إن شاء الله عاقبه سيئة، وهذا أمر معهود وسنة من سنن الله عز وجل في الناس، ومصداق ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (صنائع المعروف تقي مصارع السوء) (1) ، فلا تجد أحداً من أهل الخير، وأصحاب المروءات والأعمال الحسنة يموت ميتة سوء، فمن يحافظ على صلاته ويداوم على قراءة القرآن، ويلهج بذكر الله؛ هل يتصور أحد أن الله عز وجل يخذله أو يضله فيموت وكأس الخمر في يديه؟
لا. وألف لا، فمن ظن أن الله يفعل ذلك؛ فقد ظن به ظن السوء، إن الله عز وجل لا يظلم الناس شيئاً.
وكان صلى الله عليه وسلم أوصل الناس لرحمه، حتى إنه كان يسأل عمن أرضعته ويكرمها ويحتفي بها، تأتي حليمة السعدية مرضعته، فيقوم لها ويجلسها مكانه ويكرمها، وكان يزور أم أيمن ، وكان يسأل عن صديقات خديجة فيصلهن بالهدايا واللحم، وكان يصل عمه أبا طالب ، حتى زاره في مرض الموت، وكان على أمل أن ينفتح قلبه لهذا الدين وهذا النور.
أما قول خديجة : وتحمل الكل، فمعناه: أي تعين على المصائب الكبار، والأمور الشاقة الثقيلة، فلا يحملها إلا الرجال، فكان يحمل عن الناس، ويخفف عنهم، ويواسيهم، ويداويهم.
قالت: وتكسب المعدوم؛ إذ كان عليه الصلاة والسلام يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان إذا سئل أي شيء لا يقول: لا (1) . حتى إنه سئل ثوبه الذي يرتديه فلم يمنعه عن السائل، فأعطاه إياه مع أنه في حاجة إليه.
وعندما لام الصحابة هذا الرجل قال: أريد أن أكفن فيه، وقد صار كفنه بالفعل (1) .
قالت: وتقري الضيف؛ حيث كان صلى الله عليه وسلم يكرم الضيوف، ويقدم لهم ما عنده، الكثير والقليل، وليست الضيافة بالتكلف، وصح عنه أنه نهى عن التكلف؛ قال عمر : [نهينا عن التكلف] (1) .
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا خير فيمن لا يضيف) (1) .
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) (1) . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكرم الناس للضيف.
وقولها: وتعين على نوائب الحق: معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقف مع المسكين، والفقير، والضعيف، ومع من أصابته جائحة أو فاجأته حادثة.
إن الإسلام ليس مثاليات في الأذهان، وليس متونا تحفظ في الصدور أو الصدور، ثم لا تطبق في أرض الواقع.
إن الذي يتشاغل بحفظ مختصر الزبيدي ليلاً ونهارا، وهو يسمع بالجنائز تمر من أمامه، ولا يحضر للصلاة عليها، ويسمع بالمرضى على الأسرة البيضاء ولا يزورهم ويواسيهم، أو يسمع بالفقراء وهم يطرحون على الأرصفة يعانون برد الشتاء وحر الصيف، ثم لا يقف معهم ويمد لهم يد العون، أو من يسمع بالمنكوبين في بلاد العالم ولا يتفاعل معهم، ويشغل كل باله فيهم ويسعى جاهداً لخدمتهم، إن من كان كذلك واتخذ الحديث والعلم تلاوة وحفظاً فقط؛ فقد صار ذلك حجة عليه.
أعانت خديجة رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسالته في تلك الفترة الحاسمة، وهي أشد وأخطر فترة مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنها فترة الأذى، والتكذيب والتهم والصد، فلقد وقفت مع زوجها مواقف رائعة ماتعة، وقد قيل: وراء كل عظيم امرأة، وهذا مثل حق وصدق إذا وضع في مجراه الصحيح وسياقه الراشد، فقد وقفت معه في الأزمات، والنكبات والكوارث والشدائد، والمحن، والبلايا، تواسيه، وتشد من أزره، وتخف عنه، وتزيل الهم، والغم، والكرب، وتنفس عنه، وقفت معه مواقف جليلة عظيمة عجز عنها كثير من الرجال بل كثير من القبائل بأسرها.
والله يحفظ الجميل لمن أسداه، فمن أحسن في الليل؛ كافأه الله بالنهار فأعطاه ومنحه، ومن أحسن في النهار كافأه بالليل، وهذا في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من أجر جزيل، ولا يحرم أجر الدنيا -أيضا- من انشراح الصدر، وإزالة الهموم والمحن، وتفريج الكروب والشدائد.
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لـخديجة : (هذا جبريل أتاني يخبرني أن الله يقرأ عليك السلام) (1) . فأية منزلة مثل هذه المنزلة، الله الملك الخالق يقرأ عليها السلام فقالت: [الله السلام ومنه السلام، وعليك وعلى جبريل السلام]. قال أهل العلم: هذا من عقلها، فإنها لم تقل: على الله السلام؛ لأن الله لا يدعى له بالسلام، فهو سبحانه السلام، وهو الذي سلم عباده، وهو سبحانه الذي يمنح السلامة لمن شاء من عباده.
فهذه مكافأة لها على وقوفها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرها ببيت في الجنة، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يا خديجة! إن الله يبشرك ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه، ولا نصب) (1) .
ولنا وقفات مع هذا الحديث:
الوقفة الأولى: لماذا قال: بيتاً، ولم يقل قصرا؟
قيل: لأنها أنشأت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت الزوجية، فكان بيتهما أحسن بيت في العالم، وأنقى بيت في الدنيا. الوقفة الثانية: لماذا قال: من قصب؟
.
قيل: لأنها حازت قصب السبق في الخير، وكانت أول امرأة آمنت وأسلمت، والقصب هو اللؤلؤ المجوف، واللؤلؤة الواحدة مجوفة، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها.
الوقفة الثالثة: قوله: لا صخب، ولا صياح، أو ضجيج، أو تهويش، فقد كان بيتها هادئاً مريحاً مطمئنا، وليس فيه تعب، بل هي تحملت التعب عنه صلى الله عليه وسلم، وأزالت عنه الهموم، والغموم، والكروب من أجل راحته وسعادته.
لذا أوصي كل امرأة مسلمة أن تهدئ بيتها، وتبعد عنه التهويش، والضجيج، والصخب، والتعب، فإن هذه هي العقبات الكبرى في طريق الحياة السعيدة.
لما علم ورقة بن نوفل بما حدث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذهبت خديجة إليه لتخبره، طمأن الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره أنه الناموس الذي كان ينزل على موسى عليه السلام.
وأخبره -أيضاً- بأن قومه سوف يكذبونه ويؤذونه ويخرجونه من وطنه.
فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قوله: لتخرجن. فقال: (أو مخرجي هم) فانظر إلى نزعة حب الوطن في النفس البشرية.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفياً لـخديجة بعدما توفيت، فلم يقطع ذكرها، وكان يتصدق عنها، ويبر ويصل الرحم التي لا توصل إلا بها، ويصل صديقاتها، ولذا ينبغي على من كان لديه زوجة صالحة ففارقها لسبب شرعي أو ماتت عنه أن يحفظ سرها، ويصل رحمها، ويدعو لها.




الدروس والعبر من هذا الزواج المبارك
1- السمعة الحسنة وأثرها في القبول عند الناس؛ فإن من أعظم ما يمنحه الله العبد في الحياة الدنيا أن يكون له سمعة حسنة طيبة وثناء جميل، فها هو الخليل إبراهيم يسأل ربه أن يكون له ذكر طيب، فقال: ((وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ))، فإذا عمل الإنسان عملاً حسناً؛ أتاه الناس بذكر جميل، وثناء طيب، فكان ذلك بشرى للمؤمن، كما قال صلى الله عليه وسلم: (تلك عاجل بشرى المؤمن) (1) وإذا أحب الله عبدا، أمر جبريل أن يحبه، ثم يوضع له القبول في الأرض.
2- فارق السن لا أثر له؛ إذا حصلت المودة، وإذا كانت الكبيرة عاقلة ورشيدة ودينة وصاحبة نضج وتجربة؛ وبهذا يرغب في الزواج منها.
3- الزواج بالثيب حسن إذا كان لها مزايا كأن تكون عاقلة وخيرة وفاضلة وذات أدب وحكمة.
4- بشرية محمد صلى الله عليه وسلم، فهو بشر، يأكل الطعام، ويمشي في الأسواق، وليس فيه شيء من الألوهية، وليس ملكا من الملائكة.
5- المرأة العظيمة مدد مبارك لزوجها، فإذا تربت البنت تربية صالحة طيبة مباركة، وخرجت من بيت مستقيم طاهر؛ كانت مثالاً صالحاً للزوجة الناجحة والسعيدة، وأما صالحة، تنشئ أجيالاً، وتبني رجالاً، وتقدم خيرات كثيرة لدينها وأمتها، ولنفسها، حيث صلاح الذرية يعود بالنفع على الأبوين في الآخرة.
6- المبادرة بالزواج في سن الشباب: حيث قال صلى الله عليه وسلم (يا معشر الشباب! من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع؛ فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) (1) .
ومن فوائد المبادرة بالزواج: تقوى الله عز وجل وإقامة البيت المسلم، واستثمار زهرة العمر، ووفور الصحة.
7- التكسب بالتجارة، وطلب الرزق، فمن سيرته صلى الله عليه وسلم مع خديجة أنه ذهب للتجارة.
أما من يترك العمل، والضرب في الأرض لتحصيل الرزق بحجة الزهد والورع؛ فهذا ليس من الإسلام في شيء، بل إن كثيراً من علمائنا كانوا أهل حرف ومهن، فـأبو بكر الصديق كان يبيع الإبل والغنم، و سعيد بن المسيب كان يبيع الزيت، وهذا الفراء النحوي الشهير العابد كان يدبغ الفراء، وهذا الزجاج كان له زجاج يصلحها ويبيعها، وهذا أبو حنيفة كان له بز يبيعه، وهكذا.
أما أن يلبس الإنسان المرقع والمقطع، ويترك العمل، ويزعم الزهد، ويدعي الورع، وقد يصل به الحال إلى أن يدور حول موائد اللئام؛ فهذا ليس من الإسلام في شيء.




الموضوع الأصلي: عرس النبوة || الكاتب: ام فارس || المصدر:





uvs hgkf,m




uvs hgkf,m



 


رد مع اقتباس
قديم 08-10-2010, 03:44 PM   #2
إدارة الموقع


الصورة الرمزية دمعة وله
دمعة وله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2005
 أخر زيارة : اليوم (01:03 AM)
 المشاركات : 7,225 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Sienna
افتراضي رد: عرس النبوة



اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ام فارس

الله يجزاكِ خيراً


 


رد مع اقتباس
قديم 08-11-2010, 06:05 AM   #3


الصورة الرمزية السمو
السمو غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1035
 تاريخ التسجيل :  Feb 2007
 أخر زيارة : 07-09-2016 (09:03 PM)
 المشاركات : 536 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: عرس النبوة




اللهم صلي وسلم عليه
ام فارس
يعطيك العافيه للنقل وجزاك الله خير

تقبلي مروري


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

Bookmark and Share


الساعة الآن 03:56 PM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
منتديات دمعة وله - منتدى دمعة وله - دمعة وله - دردشه صوتيه - شات دمعة وله - شات صوتي - سعودي كام - شات بنت ابوي - شات دقات قلبي