صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
قصة أعظم حب .قيس وليلى - منتدى دمعـــة ولـــه

التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم    المشرفة المميزه 
قريبا

بقلم :
قريبا
قريبا

العودة   منتدى دمعـــة ولـــه > المنتـديات الأدبيــــه > الشعر وعذب الكلام- Poetry Section

الشعر وعذب الكلام- Poetry Section وكل مايخص الشعر النبطي والفصيح للمبدعين والمبتدئين

قصة أعظم حب .قيس وليلى

قصة أعظم حب .قيس وليلى قصة الحب العذري الخالد الحب الذي قتل الحب الذي تناقلته كتب التاريخ وقصائد العشاق الحب الذي افنى حب قيس و ليلي قيس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-20-2011, 09:33 AM   #1
مشرفة عامه


الصورة الرمزية الهاشمية
الهاشمية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10482
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 11-14-2018 (03:07 AM)
 المشاركات : 14,665 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
حلمي بأن اكون انا كما انا وهُم ..!! هُم لن احتاج لهُم فيما بعد .

لوني المفضل : Brown
افتراضي قصة أعظم حب .قيس وليلى



قصة أعظم حب .قيس وليلى

1278851759.gif

قصة الحب العذري الخالد
الحب الذي قتل
الحب الذي تناقلته كتب التاريخ وقصائد العشاق
الحب الذي افنى
حب قيس و ليلي
قيس بن الملوح و ليلي العامرية
حب نقله الرواة ... وكتبه الكتاب ... وأرخ له المؤرخون ... ونسج مشاعره الشعراء ... وجسده الممثلون في السينما ...
حب قل ان نسمع مثله على أرض الواقع بين البشر ألف قيس وألف ليلى
ولكن ليس بينهم من يرى الحب بعيني قيس وليلى
ليهذي مع العتمة وعندما تطلع الشمس يعود الى سابق الهذيان.... يقول :
قد صرت مجنوناً من الحب هائماً
كأني عـان في قـيود وثـيق
بري حبـــها جسمي ومهجتي
فلـم يبق الا عـظم وعـروق
فلا تعدلـوا بل إن هلكت ترحموا
علـي ففقد النفس ليس يعـوق
وخطوا على قبري إذا مت اسطرا
قتيل لحاظا مات وهـو عشـيق
إلى الله أشكو ما ألاقى من الهوى
بليلى ففي قلبي جوى وحـريق
.
.
.
.
من هذين العاشقين .... وماخبرهما ... واين وجدا ... وكيف جرت بهما الأحداث ليصيرا أشهر عاشقين على الأرض ...؟

1278851961.jpg

مجنون ليلى هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن عدس بن ربيعه بن جعده بن كعب من بلاد نجد من قبيلة بني عامر ولد في سنة (440) في عهد خلافة عبدالملك بن مروان من خلفاء بني أميه ونشأ قيس مترعرعا فطنا ذكيا وورث عن أبيه شعر العرب وأخبارهم وعلّمه أبوه ببلدة اسمها القطيف قرب ديار نجد فتفوق في الأدب ومعرفة النجوم للسير ليلا فكان رجلا رزينا دمث الأخلاق محبا للمكارم , ومن الدليل أن اسمه قيس هو قول صاحبته ليلى فيه:
ألا ليت شعري والخطوب كثيرة متى رحل قيس مستقل وراجع
وكان مديد القامة, جعد الشعر أبيض اللون ولم ينله الهزال والجنون إلا من العشق والهيام.
أما صاحبته فهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن ربيعة ابن الحريش بن
كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وتكنى أم مالك وقد قال قيس فيها :
تكاد بلاد الله يا أم مالك بما رحبت يوما عليّ تضيق
وهي ابنة عم قيس وكانت سكناهما في بلدة اسمها النجوع قرب ديار
نجد ولدت سنة اربعمائة واربعة واربعين هجرية وكان قيس اكبر منها بأربعة اعوام وكانت بيضاء اللون ولها عينان ساحرتان بشكل جذاب
معتدلة القوام وكانت هي وقيس صبيان يجمع بينهما القرابة والرحم فعلق كل واحد منهما صاحبه . وكانا يرعيان مواشي اهلهما ولم يزالا على تلك الحاله حتى كبر كل منهما , فحجبت عنه ليلى فجن جنونه بها , وازداد شغفه بحبها وضاق صدره وأنشد قائلا:
تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة ولم يبد للاتراب من ثديها حجم
صغيرين نرعى البهم ياليت أننا إلا اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
قيل ومر وقت طويل لم يرى فيه ليلى وذلك من يوم أن حجبت عنه, وجرى عليه مالم يجري على قلب بشر , وهو يكابد ألم الفراق ولما اشتد به ذلك خرج من داره وركب ناقته , وكان عليه حلتان من حلل الملوك الفاخرة فمرّ بإمرأة من قومه يقال لها كريمة , وكان عندها نسوة يتحدثن فأعجبهم حسنه وجماله فدعونه للنزول والحديث معه , فنزل وكانت ليلى بين تلك النسوة فجعل يحادثهن ويقلب طرفه حولهن فبينما هو كذلك إذ وقعت عينه على ليلى فلم يصرف عنها طرفا وشاغلته عنها فلم يشتغل وأنشد لها الشعر:
سحرتني ليلى بسواد عينها إنما السحر في سواد العيون
فلما سمعت ليلى شعره ذرفت عيناها بالدموع وكانت تخفي دموعها بطرف قناعها, فعلم قيس ما عندها له من الحب وجاء إلى ليلى وقال لها: اعندكن ما تأكلن ؟ فقالت له ليلى : لا. فعمد على ناقته فنحرها وقطعها. فقامت ليلى لتمسك معه اللحم فجعل يحز بالمدية في كفه وهو شاخص فيها حتى اعرّق كفه فجذبته من يده , فقام قيس وطرح من اللحم شيئا على الغضا وأقبل يحادثها فقالت له : انظر إلى اللحم هل استوى؟ فمدّ يده الى الجمر وجعل يقلب بها اللحم فاحترقت يده ولم يشعر فلما ماعلمت ما داخله من الحب صرفته عن ذلك ثم شدت يده بهدب قناعها وقد ذهب عقله وتحكم عشقهامن قلبه .
فاقام معهن بياض ذلك اليوم الى أن أقبل المساء فبينما هم على ذلك إذ أقبل عليهن غلام شاب جميل الطلعة مليح الوجه له عينان ساحرتان وفوق خده خال أسود وهو من حيهن يدعى منازل وكان يسوق غنما له فلما رأته تلك النسوة وما هو فيه من الجمال انصرفن اليه وأقبلن بوجوههن عليه يقلن له كيف ظللت يا منازل وكانت ليلى أيضا ممن انصرفن ,وتركن قيس فاغتاظ غيظا شديدا وقال لمنازل : هلّم نتصارع أو تتركهن؟ فنظر الفتى لوجه قيس وعلم ما حل به من الغيظ فخجل واستحى ثم ترك النسوة ورحل. قال الراوي لما رأت ليلى قيسا قام غاضبا علمت انه تكدّر من ذلك صاحت به واستدعته للمحادثة معها وكان قد داخلها الحب فقالت : هل لك في محادثة من لا يصرفه عنك صارف ؟ قال: ومن لي بذلك؟
وتحدثا إلى ان افترقا وذهب كل منهم إلى بيته واشتعل قلب كل واحد منهما بحب الآخروالتهبت قلوبهم بنار الغرام .وفي الصباح انتظرت قيسا لعله يمر عليها فبينما هي كذلك إذ أقبل قيس على ناقة حمراء وعليه حلة فاخرة فسلم ودعته للنزول وأرادت أن تعلم إن كان يحبها فاشتغلت تتحدث مع غيره من الجواري والتهت بهن فنظرت إلى قيس وقد امتقع لونه فأنشدت ليلى :
كلانا مظهر للناس بغضا وكل عند صاحبه مكين
تبلغنا العيون بما اردنا وفي القلبين ثم هوى دفين
فطب نفسا وقر عينـــــا فإن هواك في قلبي معين
فعندما سمع قولها شهق شهقة شديدة وخر مغشيا عليه فلما أفاق أنشد :
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجدي عليّ جنونٍ
فيا نفس صبرا لاتكوني لجوجة فما قد قضى الرحمن فهو يكون
فتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه ثم مكثا مجتمعين إلى المساء فانصرف كل إلى بيته.
قال الراوي: فبات قيس تلك الليلة كأطول ليلة في حياته وحتى إذا أصبح الصباح ذهب إليها وعاد في المساء فبات ليلته أطول من السابقة ولم ينم فانشد:
نهاري نهار الناس حتى إذا بدا لي الليل هزتني إليك المضاجع
أقضي نهاري بالحديث وبالمنى ويجمعني الهم بالليل جامع
لقد ثبتت في القلب منك محبة كما ثبتت في الراحتين الأصابع
فكان يأتيها كل يوم وذات يوم جاء قوم من العشيرة يريدون أدما فأمر أبو ليلى ليلى أن تحضر السمن فاستبطأها وعندما ذهب وجدها مع قيس يشكوان الغرام ولما سمع شعر قيس استعظم الأمر ولطم ليلى على خدها وأدخلها الدار وطرد قيسا ومنعها الزيارة في الليل والنهار خوفا من الفضيحة والعار.
الآن قصة هذا الحب الخالد ..
تسامع أهل الحيّ بعشق قيس لليلى فما كان من والدها إلا أن منع قيس من زيارتهم.
بل إن الناس قالوا له ليس لك ان تدخل بيت ليلى بعد هذا فلما سمع قولهم بكى وقال: إن الذي بي ليس بهين فأقلوا من كلامكم فإني لست بسامع ولا مطيع فوصل كلامه لوالد ليلى وشكاه إلى والي مدينتهم فما كان منه إلا ان أرسل إ لعامله بإهدار دم قيس إن هو زار ليلى وتحسر قيس وقال:

فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها مقالة واش أو وعيد أمير
فلن يمنعوا عيني من دائم البكا ولم يذهبوا ما قد أجن ضميري ...

فلما يئس قيس من زيارة ليلى خرج هائما في القفار حتى أشرف على الهلاك فلحقه أهله فدعوه فلم يستجب لهم وعندما علمت ليلى بحاله أشفقت عليه وأمرت جاريتها أن تذهب لقيس وتواسيه وترثي حال ليلى إليه .

فضعف جسمه أكثروآلمه أن ليلى تلاقي مايلاقي وقيل أن قيس بن ذريح مجنون لبنى ( عاشق آخر وله قصة عشق أخرى ) سمع به وأراد لقائه فلما رآه عرفه وسلم عليه فلم يرد فقام إليه فحضنه وتباكيا ساعة من الزمن على ماحلّ بهما من العشق والهيام ..

ظل هذا حال قيس هائما وباكيا , واشتهر أمرهما بين العرب , فكان قيس يتسلل إلى ديار ليلى فحذر القوم والده فقال لقيس:
إن القوم يريدون قتلك وإني اخاف عليك يا بني ان يغدر فيك عمك فلا تفجعني فيك ! ولما يئس قيس قلق قلقا شديدا وأصبح يلعب بالحجارة والتراب فاقد عقله غالب وقته ..
اما والد ليلى فقد أقسم كذباً أن قيسا ظل يهجم على بيوتهم مرة تلو أخرى وقد سبق أن شكاه لوالي المدينة ومن ثم إلى الخليفة عبدالملكبن مروان وصور له ان قيساً يريد ان يهتك عرضه وعرض أهل بيته على العرب وتوعد بقتله فلم يرعه ذلك وقال قيس :
الموت أروح لي فليتهم قتلوني. فخاف والدها من الفضيحة ومن ان يتشبب بهم قيس فارتحلوا من ديارهم ..
فأصبح قيس يزور آثار ديارها ويستعبر ويبكي, ومرّ وقت طويل لم يسمع عنها شيء فمرض حتى أشرف على الهلاك ودخل عليه والده يعلله فوجده هائما ينشد في حب ليلى فما هان حاله على أبيه ، فأخذ جماعة من قومه يصحبهم قيس إلى ديار ليلى ونزلوا ضيوفا على أبيها وتحادثا في أمر قيس وليلى ودفع لوالد ليلى خمسين بعيرا حمراء وراعيها مهرا لليلى فلم يقبل أبوها وجاء في الوقت ذاته قوم من ثقيف يخطبون ليلى لرجل يدعى ورد وكان جميلا فقال أبوها نخيّرها بين الاثنين , ودخل على ليلى وقال لها : إن لم تختاري وردا لأمثلن بك ولأرسلن من يقتل قيساً .
فاختارته وهي كارهة ومجبرة خوفاً على قيس من الموت فخرج على القوم وقال : إن ليلى قد اختارت ورداً ..

فغضب والد قيس وخرج ومعهم قيس هائما وقام عليه أبناء عمه فحادثوه في النسيان فازداد في الهيام وعزم على التوحش والخروج إلى الصحاري فأشار بعضهم ان يُأخذ إلى البيت الحرام لعله يسلى ثم توجهوا جميعا إلى الحرم فقال له والده : تعلق بأستار الكعبة يابني واسأل الله أن يعافيك مما انت فيه من حب لليلى فلما تعلق قيس بأستار الكعبة قال:
اللهم زدني بليلى حبا وبها كلفا ولا تنسني ذكرها أبدا.

وفي نفس السنة اخذت ليلى إلى الحج بسبب مرضها علّ ما يشفيها هناك والتقت بقيس في رمي الجمرات فرآها قيس ورأته وكان لقاءً ساخنا حاراً بالعيون والأرواح .

رآهما والد ليلى فأقبل عليهما قاطعاً لقائهما الحزين الباكي ..

1278852082.jpg

رحلت وهي تبكي فعلم ابوها أنها لازالت تحبه فثار غضبه ولطمها حتى سقطت من الهودج ثم ارتحلوا فلحقهم قيسا حتى امسكوه ونظر إلى الركب الراحل وإلى خف بعير ليلى فأكب عليه يقبله ويحثو تراب اثار ناقتها على رأسه هائما مستصرخاً بالناس ان يحضروا ليلى له ..

عند هذا أسرع والد ليلى في تزويجها من ورد وبعد ان تزوجته لم تنشف لها دمعه ولا تبرد لها لوعة حبا في قيس وخوفا عليه وعرضوها على سائر الأطباء وقد عجزوا عن دوائها .


وكان لقيس ابن عم يدعى زياد فذهب معه ولزمه في وحشته فيقول زياد: انه كان يقول الشعر فلما انتهى صرخ صرخة خلت روحه غادرت جسده ثم سقط على وجهه وقد شج جبينه وسال الدم وغاب عن صوابه فأصابني الذهول لحالته وقام وهو يتخيل ليلى وينظر إلى الجبل ويقول : انظر إلى ليلى ..ليلى فقلت له انه واهم لكنه كان مبتسما وهو يتذكرها في صباها عندما كانا يرعيان الاغنام سويةَ فقلت له:
دع هذه الوساوس وإلا تركتك ثم بكى فقلت :
اصبر وتجلد فإني لا افارقك حتى نرى ما يكون المصير.

ذهب زياد ليصطاد شيئا وبعد ان ترك قيس لوحده رأى قيس صيادا يلاحق غزالة من غزلان المسك فوقعت في الفخ وأسرع اليها قيسا واحتضنها وأمعن النظر في عينيها فوجدهما تشبهان ليلى وخفة حركتها كرشاقة ليلى فقبلها وأطلق سراحها وكان الصياد يصرخ به فلم
يسمعه إلى أن ضربه فقال له:
قطعك الله كما قطعت رزقي فقال له قيس:
كفاني ياهذا ما ضربتني فإن عيناها تشبه عين ليلى واكمل سيره وهو يقول :
ليلى ..ليلى..
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني لك اليوم من دون الوحوش صديقُ
ويا شبه ليلى لو توقفت ساعة لعل فؤادي من جواه يفيقُ

فعيناك عيناها وجيدك جيدها سوى ان عظم الساق منك دقيقُ

فتغير حال الصياد وأصابه الذهول وسأل قيسا :
ماهذه الفعال؟ فقال له قيس وقد اشتد به الجوى وعظم مصابه لا تلمني فإن عينيها تشبه عين ليلى فتركه الصياد وهو يهذي بليلى ...


لما رجع زياد ولم يجد قيسا خرج يبحث عنه, فرأى شبحا فإذا هو قيس فأقبل يمسح عنه التراب فوجدا رجلا قادما من ديار ليلى فسأله قيس عن حال ليلى فنظر إليه الرجل وقال: قيس؟
فقال : نعم
فذهب مسرعا ولكن قيس أمسكه واستحلفه أن يخبره عن ليلى فأخبره أنها مريضة جدا
فقال قيس:
واحر قلبي .. وأسى حياتي ليتك يا قيس أنت المريض وليلى المعافاه... ثم بكى بكاءً مراً وهو يدعو على نفسه بالويل والثبور ..
ثم ذهب قيس إلى الخباء ولما جلس أخذته سنة من النوم لألم الصداع الذي في رأسه وكان يرى في نومه ليلى وهي تحدثه وتعاتبه على ما فعله بنفسه فانتبه من نومه ووجد زياد أمامه فتذكر ليلى وصار ينشد ويصرخ بإسمها:

يقولون ليلى بتيماء مريضة
فمالك لا تضنى وأنت صديق

قال : لما سمع اهل الحي صراخه أتوا إليه وسقوه لبنا وواعدوه بليلى وفجأة قام من بينهم ومرق كالسهم متبطنا الصحراء وهو ينادي بأعلى صوته :
ليلى ليلى لبيك ياحبيبتي ها انا واقف بخبائك .. هاأنا واقف انتظركِ ..
ولحقوه وأمسكوا به ولاطفوه حتى رجعوا به فقال له زياد:
أننا غدا سنرحل إلى وادي تيماء فقال قيس:
أحقا ما تقول؟ قال زياد:
لقد أخذت على نفسي عهدا بذلك!
وبات قيس ليلته قلقا ينتظر الصباح وينتظر لقاء الحبيبة التي سيراها إن هو رحل لها .


أما ماكان من أمر ليلى فإنها وصلت لوادي تيماء وقد أعياها المرض وعجز الكل عن مداواتها ولم يكن بها مرض سوى فراق قيس فأفضت إلى جاريتها مرجانه :
إن مرضي ودوائي هو الهوى وأن طبيبي الوحيد هو قيس .
فوصل قوم من الشام قد مروا عليه وجائتهم أخبار قيس فسألتهم عنه فقالوا أنه في حالة بؤس وقد رأوا ما به من نكبات الغرام والهيام .. ونقلوا لها بعض قصائده ونحيبه وبكائه فيها وعليها .
وأخبرها رجل منهم انه ذاهب لبني عامر فتنهدت وطلبت منه ان يذهب إلى وادي الصخرة وأقرأه السلام وقل له : ليلى أضناها السقام .
وعندما علم قيس بأمر ليلى ورسالتها مع الرسول صرخ صرخة قويه وشاط عقله اكثر وصار ينشد بقصائد ينوح لها قساة القلوب وتذيب جلمد الصخر ..
كان زياد يلاطفه فرحلوا إلى الوادي ووصلوا بعد أيام يقول زياد:
فنصبنا خيامنا قريب من منازل ليلى وكان الليل قد دخل ويتنهد قيس ويطلق أشعاره في هذا الليل ويسأله زياد السكوت لئلا يفضحه.
وترى ليلى الخيام فتطلب من مرجانة ان تذهب لتعرف من هؤلاء علهم يعرفون شيئاً عن قيس وتسرع الجارية ليلا وتسمع شعر قيس وصراخه وتدخل عليه وهولا يعي وتحادثه ولا يسمع حتى ذكرت له ليلى فأفاق وعرفها :
فقال اعذريني فإني مشغول اللب وأنشد :

شغلت عن فهم الحديث سوى ماكان فيك وأنتم شغلي
وأديم نحو محدثي ليرى أن قد فهمت وعندكم عقلي

وكان والد ليلى وزوجها في مكة لقضاء بعض الأعمال..

فرأى قيس ليلى وكان كل ليلة يراها حتى قدم القوم فارتحل هو وزياد وكان قيس يلعلع في الصحراء بصوته بكاء وغناء ورجع لقومه فاستقبلته امه باكية وقدمت له الطعام فامتنع عنه وخرج هائما في الصباح وأبوه يرثي لحاله ويبكي لما آل إليه قيس .

فخرج إلى البراري عله يعرف خبرا عنها وبعد وقت طويل سمع انها وصلت لديارها فعاد لأهله ووجد والده مريضا فدخل عليه وقد زال نشاط والده وانقطع صوته فانكب عليه قيس باكيا وضمه لصدره حتى فاضت روحه وقيل ان قيسا نحر ناقته على جانب قبر أبيه وجاء القوم معزين ومعهم والد ليلى فعز القوم ولم يعزي قيسا فجن جنونه واعتراه الهزال وعلمت ليلى ما فعله والدها احتقارا لقيس فازداد مرضها وقد أصبح دمع عينيها سيال .

مكث قيس ثلاثة أيام ورحل وهو باكيا حزينا تأخذه رعشة قويه وطال غيابه وكان يسرح مع الغزلان وتغير شكله وقد توحش وانسدل شعره على جسده وأصبح في صورة مريعة وإذا بإمرأة عجوز توقد النيران فجاء قيس
فهربت ظنا منها انه جان وجاء ابنائها وسألوه :
أجني أم انسي؟
فانشد لهم شعره وآخر ما قاله:
ولو أنني أشكوا الذي قد أصابني إلى ميت في قبره لرثى ليا

وعلموا انه قيسا وخرجت العجوز لرؤية ليلى فقالت لها مرجانة:
لا تتعبي نفسك فمنذ ثلاثة أيام لم يدخل عليها أحد ولا تكلم احدا!
فرجعت ولم تجد قيس , فكان يرافق الغزلان وأتت الغربان على ذلك الوادي وسمع نعيقها فأنّ وبكى:

ألا يا غراب البين مالك ناعيـــا أفارقت ألفا أو دهتك الدواهيا
ألا يا غراب البين عذبت مهجتي ولازلت بالانشاد تكوي فؤاديا

أما ليلى بعد فراقها لقيس كانت لا تلذ بطعام ولا شراب وتخاطب نفسها وتعض على يديها حسرة وندامة فضاق وردا بها و وطلقها فعادت لاهلها.
ولما علموا أنها لفظت المال والجاه لأجل قيس أخذوا يضربونها ليلا ونهارا حتى أخذها الخبل والبكاء ومكثت ثلاثين يوما لا تأكل ولا تشرب حتى محى المرض والبكاء جسمها واختفت سمات الجمال من على محياها وتهاوى جسدها الغض الطري الذي لطالما أنشده قيس في شعره وبكائياته حتى صار جسداً نحيلاً وعظاماً يكسوها جلداً رقيق ... هذا حالها بكاءً وعويلاً على قيس حتى ضعفت ووهنت الى أن أسلمت الروح إلى باريها وأقامواعليها العزاء ...

انتشر الخبر وعلم قيس بذلك .........

وصار النور في عينيه ظلاما والنهار ليلاً سرمداً فحرم على نفسه الأكل والإبتسام وكانت تمر عليه الساعات مغمى عليه وإن إستفاق علا صراخه وبكاءه وصاح :
وداعا ياليلى هل من رجوع لأرى وجهك الجميل .. وداعاً ياأنس حياتي .. هل من رجوع لأرى وجهك الجميل .. وداعاً يامن افنيت عمري شوقاً لرؤيتكِ .. هل من رجوع لأرى وجهك الجميل .. وداعاً ... ويعود فيغمى عليه ..

ورجع إلى دياره مأخوذاً مجبوراً .
فكان قيس كلما سمع تغريد العصافير صاح : ليلى تركتيني وحيدا في هذه الحياة البائسه ياليتني مت قبل أن أفقدك لقد مات كل أمل بعدك يا ليلى وسألحق بك عما قريب .
ثم ابتهل إلى الله إنني عبدك المعترف هدني الحب أسألك أن تجمع بيننا وإن كانت يد الأقدار قد انتشلت روحها وكتب ان لا أراها بعد اليوم فخذ روحي إليك كما أخذت روحها لأستريح مما انا فيه.. اللهم لاتتركني فوق ارض ليلى تحتها ..

ووصل إلى حي ليلى فلما أقبل ازداد نحيب الناس وبكائهم عليه وهم يرونه ينوح ويبكي ...
سأل قيس عن قبر محبوبته فدلوه عليه فلما رآه انقلب عليه جاثيا واحتضنه صارخاً :
أيها القبرلقد ضممت رفات من أحبها ..وفيك دفنوا كل امل لي في الحياه .. إن روحي ترفرف حول رفاتكِ يا ليلى .. إن روحي يحسد ارضاً يضمكِ ياسعادةً فارقتني .. وكان يضم القبر ويحضنه ويسأل:
ليلى أين فمك الضحوك؟ اين رقة ابتساماتك؟ وأين دلالك؟ ابكي ابكي أيتها العينين على رحيل ليلى الأبدي ..

وظل هذا حاله حتى أقبل الليل وقيل انه كان يأوي إلى القبر ليلا ونهارا وكان يرثيها بالأشعار حتى جف جلده وضعفت قوته وجاء إليه رجلا ليواسيه ففر منه ثم اندفع إلى قبرها فاصطدم به وانهارت عظام جسده من حجارة القبر ثم يغمر رأسه في الرمل متوهما رؤية ليلى وتقبل هند اخته فتحضنه وتبكي وتهون عليه حتى يغشي عليه.
فلما أفاق قالت له:
إن ليلى ماتت فدعنا نخطب لك غيرها فارحم نفسك وارحمنا! فنظر إليها وقال:
وانت يا هند تعاذليني في ليلى أحب الناس إليّ وقد احترق قلبي عليها وتغيرت أحوالي وأصبحت شريدا من أجل حبها .. لقد ذهبت ليلى وذهبت معها أيام الصفاء ليلى في كل يوم أشعر بإنتهاء الحياة وانني على حافة القبر..
ليلى لقد تركتِ لي ذكرى تمزق قلبي وتقطعه إربا ثم يبكى وبكت معه أخته هند .
فظهرت له ظبية لحق بها وقال : السلام عليك يا هند فما أراك تريني بعد اليوم وانطلق جاريا خلف الظبية...
صورة
خرج اهله يبحثون عنه فلم يجدوه ولم يلتمسوا له اثرا وفي اليوم الرابع قالوا :
فلما آيسنا منه عدنا طالبين الديار فبينما نسير إذ مررنا بواد كثير الحجارة فوجدناه ميتا بين الحجارة وكان قد خط عند رأسه :
توسد أحجار المهامة والقفرُ
ومات جريح القلب مندمل الصدرُ
فياليت هذا الحب يعشق مرة
فيعلم ما يلقى المحب من الهجرُ

قال زياد:
فحملناه ونحن نبكي وجاء كل من سمع بوفاته وقمنا بتكفينه ودفنه ولم تبقى فتاة من بني جعدة ولا بني الحريش إلا خرجت حاسرةصارخة عليه بالندب والنواح واجتمع فتيان الحي يبكون عليه أحر بكاء وينشجون عليه وحضر حي ليلى معزين وكان أبوها أشد القوم جزعا وجعل يقول ماعلمت أن الامر يبلغ كل ذلك ولكني كنت امرىء جلفاً أخاف من العار وقبح الله الأحدوثة ما يخاف مثلي فزوجتها ولو علمت ان الامر يجري على هذا لما أخرجتها عن يدك يا قيس ,, ياويلي قتلت روحين ابنتي وابن أخي .. ياويلي ..

ودفن قيس بجانب قبر ليلى ونام قيس نومته الاخيرة إلى جانب حبيبته ليلى , وتحلل جسمه إلى تراب غامرةً بقاياه تراب حبيبته ..
ولم يرى يوما كان أكثر باكيا وباكية على ميت سوى قيس عام 490 من الهجره ولم يكن بينه وبين ليلى إلا خمس وعشرون ليلة.


ومن هذا الشعر نرى ان مجنون بني عامر قلب هائم, وعقل شارد , وضلوع خفاقه وروح أرق من النسيم وجسم ذائب, وعين ذاهلة وفيه رقة وسذاجة مريض الغرام, لا يملك شعوره ولا يقوى على تسيير القلب على طريق السواء , ويغمى عليه ولا يفيق إلا لذكر ليلى وأخيرا قضى عليه الألم والوجد , فوجد طريحا على الرمال صريع حبه وهيامه ..


هذه كانت قصته ... وهذه كانت قصة الحب الكبير .. الحب العظيم الذي لم يوجد مثله .. ولم تحمل كتب التاريخ قلباً وروحاً تحمل كل هذا العشق مثلما حمله هذين العاشقين ... رحمهما الله ..

وبعدها ستقرأون الملحمة العامرية قصيدة شهيرة تحكي قصة هذين العاشقين رواها قيس نفسه عن حبه ومحبوبته ..

من عيون الشعر العربي
الملحمة العامرية
صورة
تذكـرت ليلـى والسنيـن الخواليـا وأيـام لا نخشـى عـلـى اللهو ناهـيـا
ويـوم كظـل الرمح,قصـرت ظلـه بليـلـى , فلهّـانـي, وماكـنـت ناسـيـا
فيـا ليـل كـم مـن حاجـة لـي مهمـة إذا جئتكـم بالليـل لـم أدرٍِ مـا هـيـا
خليلـيّ إن لا تبكيـانـي ألتـمـس خلـيـلا إذا أنـزفـت دمـعـي بـكـى لـيـا
وقــد يجـمـع الله الشتيتـيـن بعـدمـا يظـنّـان كــل الـظـن أن لا تلاقـيـا
لحـى الله أقوامـا يقولـون أننـا وجـدنـا طــوال الـدهـر للـحـب شافـيـا
خليلـيّ, لاوالله, لا أملـك الـذي قضـى الله فـي ليلـى ولاماقـضـى لـيـا
قضاهـا لغيـري وابتلانـي بحبهـا فهـلا بـشـيء غـيـر ليـلـى ابتلانـيـا
وخبّرتمانـي أن تيمـاء منـزل لليلـى إذا مـا الصيـف ألـقـى المراسـيـا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميـا
فيـا رب ســو الـحـب بيـنـي وبينـهـا يـكـون كفـافـا لا عـلـيّ ولا لـيـا
فمـا طلـع النجـم الـذي يهتـدى بـه ولا الصبـح إلا هيجـا ذكـرهـا لـيـا
ولا سمّيـت عنـدي لهـا مـن سميـة مـن النـاس إلا بـلّ دمعـي ردائيـا
ولا هبـت الريـح الجنـوب لأرضهـا مـن الليـل إلا بـت للـريـح حانـيـا
فإن تمنعـوا ليلـى وتحمـوا بلادهـا علـيّ , فلـن تحمـوا علـيّ القوافيـا
فأشهـد عـنـد الله أنــي أحبـهـا فـهـذا لـهـا عـنـدي فـمـا عنـدهـا لـيـا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنـا وبالشـوق منـي والغـرام قضـى ليـا
أعــد الليـالـي ليـلـة بـعـد ليـلـة وقــد عـشـت دهــرا لا أعــد الليالـيـا
وأخـرج مـن بيـن البيـوت لعلنـي أحـدث عنـك النفـس باللـيـل خالـيـا
أراني إذا صليـت يممـت نحوهـا بوجهـي, وإن كـان المصلـى ورائيـا
ومابـي إشـراك ولكـن حبهـا وعظـم الجـوى أعيـا الطبـيـب المـداويـا
أحب من الأسماء مـا وافـق اسمهـا أو أشبهـه , أو كـان منـه مدانيـا
خليلي ليلى أكبـر الحـاج والمنـى فمـن لـي بليلـى أو فمـن ذا لهـا بيـا
خليلي ما أرجو من العيش بعدما أرى حاجتي تشرى ولا تشتـرى ليـا
وتجرم ليلى ثـم تزعـم أننـي سلـوت , ولا يخفـى علـى النـاس مابيـا
فلـم أرى مثلينـا خليلـي صبابـة أشـد علـي رغــم الأعــادي تصافـيـا
خلـيـلان لا نـرجـو اللـقـاء ولا نــرى خليلـيـن إلا يـرجـوان التلاقـيـا
يقـول انـاس عـلّ مجنـون عامـر يريـد سلـوا , قـلـت أنــى لـمـا بـيـا
إذا مـا استطـال الدهـر يـا أم مالـك فشـأن المنايـا القاضيـات وشانـيـا
إذا اكتحلت عيني بعينـك لـن تـزل بخيـر وجـلأّت غمـرة عـن فؤاديـا
فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي وأنت التي إن شئت أشقيت باليـا
وأنت التي ما من صديق ولا عدا يرى نِضـوَ مـا أبقيـتِ إلا رثـى ليـا
إذا سرت فـي الليـل الفضـاء رأيتنـي أصانـع رحلـي أن يميـل حياليـا
يمينا إذا كانت يمينـا وإن تكـن شمـالا ينازعنـي الهـوى عـن شماليـا
وإنـي لأستغشـي ومــا بــي نعـسـة لـعـل خـيـالا مـنـك يلـقـى خيالـيـا
هـي السحـر إلا أن للسحـر رقيـة وإنـي لا ألـفـي لـهـا الـدهـر راقـيـا
معذبتـي لـولاك ماكـنـت هائـمـا أبـيـت سخـيـن الـدمـع حــران باكـيـا
أناجي الذي فـوق السمـاوات عرشـه ليكشـف حبـا بيـن جنبـي ثاويـا
معذبتـي قـد طـال وجـدي وشفنـي هـواك , فيـا للـنـاس قــل عزائـيـا
و قـائـلـة وارحـمـتـا لشـبـابـه فـقـلـت : أجـــل وارحـمـتـا لشـبـابـيـا
ألا يـا حمامـات التوباد أعنيـي علـى شجنـي , وابكيـن مـثـل بكائـيـا
يقولـون ليلـى بتيماء مريضـة فيـا ليتنـي كـنـت الطبـيـب المـداويـا
تـمـر الليـالـي والشـهـور ولا أرى غـرامـي لـهـا يــزداد إلا تـمـاديـا
فيـارب إذ صيـرت ليلـى هـي المنـى فزنـي بعينيهـا كـمـا زنتـهـا لـيـا
وإلا فبغضـهـا إلـــي وأهـلـهـا فـإنــي بلـيـلـى قـــد لـقـيـت الـدواهـيـا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلـي إن ضنـوا بليلـى فقربـا لـي النعـش والأكفـان واستغـفـرا لـيـا

1278852260.gif

مدينة الأفلاج و هي المنطقة التي شهدت هذا الحب الكبير وهذه الملحمة الغرامية التاريخية ...
وحول منازلها وعلى جبلها الشهير .. التوباد .. التقى وكبرا العاشقين على جهاته .. وفوق ترابه ..
وفي مغارة هذا الجبل شهد أجمل اللقاءات لهذين الحبيبين الذين سطرا بموتهما قصتهما المأساوية ..

الأفلاج منطقة قديمة ..... التي يعود عمرها لآلاف السنين
الأفلاج تحمل اسمين ، الأفلاج و اسم ليلى
سميت بليلى نسبة إلى ليلى العامرية معشوقة قيس وابنة عمه وهما يعودان لقبيلة بني جعدة المعروفة ..

كما أن هذه القرية تقع على مسافة تزيد على الثلاثمائة وخمسين كيلو مترا من الرياض ناحية الجنوب الغربي ..

قال فيها أمرؤ القيس الكندي :
بعيني ظعن الحي لمـا تحملـوا
لدى جانب الأفلاج من جنب تيموا
وقال فيها لبيد بن ربيعة :
فتكلم بتلكم غير فخر عليكم
وبيت على الأفلاج ثم مقيم

جبل التوباد
وعلى جانبها الشرقي يوجد جبل التوباد ...
هذا الجبل المشهور جدا ، يعرف بجبل العاشقين ، الذي أصبح رمزا للحب العذري ..
و إن وجد من لم يسمع به ، فمن المؤكد أنكم قد قرأتم أحد أشعار قيس بن الملوح ..الذي أورد كثيراً إسم هذا الجبل والمعروف حالياً بإسم جبل العشاق .. أو جبل المحبين ..

1278852346.jpg

الغار المعروف بغار ليلى والموجود في جهة الجبل الشمالية
يقع هذا الجبل في قرية الغيل التي تقع على مسافة 35 كم شمال غرب مدينة الأفلاج
كان يأتي قيس إلى هذا الجبل فيقيم
به ,فتأتي عليه أيام وهو هناك يستذكر أيام الصبا وملاهي الطفولة مع حبيبته ليلى ، فيجزع جزعا شديد وتتقطع نفسه وتجف مقلتاه من صبيب الدموع, فيظل على تلك الحال فترة من الزمن حتى زاد به الهيام وهام على وجهه عن ذلك الجبل إلى الشمال فيصحو على نفسه فيجدها في أرض غريبة عنه فيسأل أهل تلك الأرض عن أرض بني عامر فيقول له الرجال:
أين أنت من بني عامر ؟! أنت في الشمال عليك بنجم كذا وكذا .
فيتوجه إلى الجهة التي وصفوها له فلا يزال هائما على وجهه حتى يأتي الجنوب فيسأل عن أرض بني عامر فيجد الإجابة نفسها فلا يزال كذلك حتى يعود إلى جبل التوباد فإذا رآه رجع لعقله وأجهش بالبكاء وهو يقول :
وأجهشت للتوباد حين رأيته
وكبر للرحمن حين رآني
وأذرفت دمع العين لما عرفته
ونادى بأعلى صوته فدعاني
فقلت له قد كان حولك جيرة
وعهدي بذاك الجمع منذ زمان
فقال مضوا واستودعوني بلادهم
ومن ذا الذي يبقى على الحدثان
وإني لأبكي اليوم من حذري
غدا فراقك والحيان مجتمعان

1278852396.gif

صورة اخرى لجبل التوباد


ويقع بوسط قمة جبل التوباد غار يسمى ( غار قيس وليلى ) وهو عبارة عن فتحة صغيرة تقع في منتصف الجبل بمساحة لا تتجاوز أربعة أمتار ، يقال : أن قيس وليلى يجلسان فيه ويتبادلان الشعر والغزل، وقد كتب على أحد الصخور بجوار الغار بيت لإحدى قصائد قيس بن الملوح المشهورة ، تخليدا للقصة المشهورة ، عندما مر بجوار جبل التوباد وتذكر ابنة عمه ليلى العامرية ، والأيام الجميلة التي قضياها معا ، عندما كانا صغيرين يرعيان البهم على سفح جبل التوباد ، بعد أن حرم من رؤيتها و الزواج منها .

صغيرين كنا نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهمُ

فأجابته ليلى باكية لما سمعت شعره:

كلانا مطهر للناس بغضـاً
وكل عند صاحبه مكيـن

تخبرنا العيون بما أردنـا
وفي القلبين ثم هوى دفين

فلما سمع مقالتها خر مغشياً عليه , فلما أفاق قال:

صريع من الحب المبرح والهو
وأي فتى من علة الحب يسلم

ففطن جلساؤه عند ذلك, فأخبروا أباها, فحجبوها عنه ، وعن سائر الناس ، وقدموه الى السلطان فأهدر السلطان دمه إن هو زارها.

فلما حجبت عنه أنشأ يقول:

ألا حجبت عنه ليلى والى أميرها
عليّ يمنيـاً جاهـلاً لا ازورهـا

وأوعدني فيهـا رجـال أبوهـم
أبي وأبوها خثنت لي صدورهـا

على غير شيء غير أني أحبها
وإن فؤادي عند ليلـى أسيرهـا

وإني إذا حنّت إلى الالف إلفهـا
همّا بفؤادي حيث حنت سحورها


*************
ولما عرف عنه بين القبائل حبه لابنة عمه ، وولهه بها ، قام أبوه واخوته وبنو عمه وأهل بيته ، فأتوا ابا ليلى وسألوه بالرحم والقرابة والحق العظيم ان يزوجها منه, وأخبروه أنه ابتلي بها, فأبى ابو ليلى ولج وحلف, فأخرجه ابوه الى مكة كي يدعو الله في بيته الحرام ان يعافيه مما ابتلي فيه, فلما قدما مكة قال له ابوه: يا قيس تعلق باستار الكعبة, ففعل, فقال: قل اللهم ارحني من ليلى وحبها, فقال قيس: اللهم منّ عليّ بليلى وقربها, فضربه أبوه, فانشأ يقول:

دعا المحرمون الله يستغفرونـه
بمكة شعثاً كي تمحـى ذنوبهـا

وناديت يا رحمن أول سؤلتـي
لنفسي ليلى ثم أنـت حسيبهـا

وإن أعط ليلى في حياتي لم يتب
الى الله عبد توبـة لا أتوبهـا

***************
فأخذ أبوه بيده الى محفل من الناس, فسألهم أن يدعوا الله له بالفرج, فلما أخذ الناس في الدعاء انشأ يقول:

ذكرتك والحجيج لهم ضجيج
بمكة والقلوب لها وجيـب

اتوب إليك يا رحمن ممـا
عملت فقد تظاهرت الذنوب

فأما من هدى ليلى وتركي
زيارتهـا فإنـي لا أتـوب

وكيف وعندها قلبي رهيـن
أتوب إليك منها أو انيـب

***************
ومرض الشاعر العاشق مرضاً كبيراً ، وازدادت علته وتعسر علاجه, وأعيا الأطباء دواؤه.. ولم ينجح فيه الدواء وصار الى اسوأ حال من توحشه في الصحاري, فشق ذلك على ليلى وأذهلها فدعت بغلام وكتبت اليه:
بسم الله الرحمن الرحيم - والله يا ابن عمي ان الذي بي أضعاف ما بقلبك ولكن وجدت السترة ابقى للمودة واحمد في العاقبة .. ثم كتبت :

فلو أن ما ألقى وما بي من الهوى
بأرعـن ركنـاه صفـاً وحـديـد

تقطع مـن وجـد وذاب حديـده
وأمسى تراه العين وهـو عميـد

ثلاثون يومـاً كـل يـوم وليلـة
أمـوت وأحيـا إن ذا لشـديـد

**************
فأجابها قيس عن كتابها بعدة أبيات منها:

وجدت الحب نيراناً تلظـى
قلوب العاشقين لها وقـود

فلو كانت إذا احترقت تفانت
ولكن كلما احترقت تعـود

كأهل النار إذا نضجت جلودٌ
أعيدت للشقاء لهم جلـود

1278852444.gif

تحياتي الهاشمية




الموضوع الأصلي: قصة أعظم حب .قيس وليلى || الكاتب: الهاشمية || المصدر:





rwm Hu/l pf >rds ,gdgn




rwm Hu/l pf >rds ,gdgn



 


رد مع اقتباس
قديم 05-20-2011, 04:34 PM   #2


الصورة الرمزية عزوزز
عزوزز غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9206
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 04-14-2012 (11:03 PM)
 المشاركات : 16,089 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black
افتراضي رد: قصة أعظم حب .قيس وليلى



يسلمو الهاشمية على القصة الرائعه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تحياتي لك


 


رد مع اقتباس
قديم 05-20-2011, 06:46 PM   #3
مشرفة عامه


الصورة الرمزية الهاشمية
الهاشمية غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 10482
 تاريخ التسجيل :  Mar 2011
 أخر زيارة : 11-14-2018 (03:07 AM)
 المشاركات : 14,665 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
حلمي بأن اكون انا كما انا وهُم ..!! هُم لن احتاج لهُم فيما بعد .

لوني المفضل : Brown
افتراضي رد: قصة أعظم حب .قيس وليلى



يسلموووووووووووووو عزوزززز فديتك

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية

Bookmark and Share


الساعة الآن 04:03 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
منتديات دمعة وله - منتدى دمعة وله - دمعة وله - دردشه صوتيه - شات دمعة وله - شات صوتي - سعودي كام - شات بنت ابوي - شات دقات قلبي