نورا 00 بنت السلطان !
____________________
من أي شيء مخلوقة أنتِ ؟!
حتى أنا تائة ، ضائع ، حائر .. لاهث وراء رضاكِ ، ناثر قلبي على دربكِ ، واقف النظر على جمالكِ !
أأنتِ مخلوقة من نار ؟!
ولكن شوق نفسي إليكِ لا يكبحه إلا أن أنظر في عينيكِ ، وأروي مستقبلي فيهما مشرقاً .. فتهدأ نفسي ويأنس قلبي حتى تغيبين عني غياب قلبي مني !
فاحتار بكِ .. من أي شىء أنتِ مخلوقة حتى أحببتكِ ؟
أأنتِ مخلوقة من لطف ورقة ؟
غيابكِ عني أجلف مافي عمري .. فأعاني الألم ، ويكف بصري عن كل شيء ، وتعاف نفسي كل شيء .. ويدنو مني العدم شيئاً فشيئاً .. ولا شيء في خاطري سوى مسارب ظنون متشعبة وأسئلة متكاثفة .. من أين شيء أنتِ مخلوقة حتى أحببتكِ ؟
أأنتِ مخلوقة من نور ؟
حتى أضاء حبكِ جوانب فكري ، وأستطعت أن أضع اصبعي على الصحيح .. وأن أضع قدمي على المستقيم .. فأرى الشمس كلما رأيتكِ .. فيصبح بصري أكثر فأكثر .. وأنا أستزيد من النظر اليكِ أكثر فأكثر .. فتذهبين أنتِ في سمتكِ .. واضيع أنا فاقد الدليل .. ترى أنا فاقد الدليل .. ترى من أي شيء مخلوقة حتى أحببتكِ .
أأنتِ مخلوقة من الخيال ؟!
حتى نما حلمي ، وطاف أملي عند كل ربيع وعند كل جمال .. فرأيت في الربيع بعضاً من حسنكِ .. وفي الجمال بعضاً من جمالكِ .. فغدوت الخيال المترفع عن الأرض والطافق في مجاهل السماء .. رغم يقيني بأنكِ مثلي صاحبة فؤاد ومثلي تشعرين بالحب ؟!
ولكن .. هل أنتِ مثلي يعايشكِ العذاب ؟ ترى من أي شيء أنتِ مخلوقة حتى أحببتكِ .
لستِ الحقيقة كلها .. ولستِ الخيال كله .. منكِ بعض العذاب ومنكِ بعض الهناء .. في قربكِ سحر وأنس .. وفي بعدكِ لهفة ومرارة .. بين جوانحكِ سريرة غامضة .. وفي وجهكِ براءة سافرة .. في حبكِ طموح ومستقبل واعد .. وفي حبكِ أيضاً عدم وركود .. فمن أي شيء أنتِ مخلوقة حتى أحببتكِ !
أمخلوقة أنتِ لشقائي ، أم أنتِ مخلوقة للهناء ، أن أنتِ هكذا مخلوقة من سحر وضياء ؟!
أو أنتِ لا مثيل لكِ .. غفا الدهر حيناً .. فانجبتكِ واحدة من كل النساء .
نــــــــــورا .. غاليتي دمتِ بخير