عزيزتي : دمعة وله
_______________

( الشِّيعة الزّيديَّة )

في كتب التاريخ ورد .. هم _ الزيدية _ الذين تمسكوا بقول : زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب .. الذي تتلمذ على يد : واصل بن عطاء - أحد أئمة المعتزلة - ثم خرج على الدولة الأموية في أيام هشام بن عبد الملك ، الذي عُرف عنه بالتجبر في الارض ... بعد أن بايعه أكثر من خمسة عشر ألفاً من شيعة الكوفة .

وكان شعاره في خروجه : ( إني أدعو إلى كتاب الله وسُنة نبيه وإحياء السنن وإماتة البدع ، فإن تسمعوا يكنْ خيراً لكم ، وإن تأبوا ، فلستُ عليكم بوكيل )

وكان أمير ( الكوفة ) الأموي آنذاك - يوسف بن عمر الثقفي - وكان زيد بن علي ، يُفَّضل علياً بن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله .. ولكنَّه يتولَّى أبابكر وعُمر ، ويرى الخُرُوج على أئمِّة الجور ..

فلما ظهر بالكوفة في أصحابه الذين بايعوه سمع من بعضهم الطَّعن على ( أبى بكر وعُمر ) فأنكر ذلك على مَنْ سمعه منه .

فتفرَّق عنه الذين بايعوه ! فقال لهم : ( رَفَضْتُمُوني ) .. فيقال : إنهم سُموا ( الرافضة ) لقول زيد لهم ( رَفَضْتموني ) .. وهكذا لم يبقَ مع زيد إلاَّ جماعتة قليلة .. جاهد فيهم ببسالة جُند والي الكوفة يوسف بن عمر الثقفي .. فقتل زيد سنة 121هجرية ودفنه اأنصاره في مكان سرِّي ليلاً .. لكن اعداءه اكتشفوا قبره ، فنبشوه واستخرجوه وصلبوه عرياناً على نخلة ، وبقيت جثته مصلوبة مدة طويلة من الزمن !!

ومن هنا ، تقول الزيدية - تبعا للإمام زيد - أن علياً - رضي الله عنه - كان أولى الناس - بعد الرسول - بالناس ، لفضله وسابقته وقرابته وعلمه ، وهو افضل الناس كلهم بعده واشجعهم واسخاهم .

ولكنهم أجازوا - مع ذلك - خلافة أبي بكر وعمر , ورأوهما أهلاً لذلك المكان والمقام .. واحتجّوا في ذلك بأن عليَّاً سلَّم لهما الأمر ، ورضي بذالك ، وبايعهما طائعاً غير مُكره ، وتَرَكَ حقَّه لهما .

قالوا : فنحنُ راضون كما رضي المسلمون له ولمن تابع ، لايحلُّ لنا غير ذلك ، ولا يسع أحد إلا ذلك ، وأن ولاية أبي بكر صارت رشداً وهُدى لتسليم عليّ سلام الله عليه ، له ذلك ورضاه ، ولولا رضاه وتسليمه لكان أبوبكر مُخطئاً ضالاً هالكاً !

ومن هنا ، قالوا بقاعدة : ( جواز إمامة المفضول مع وجود الأفضل ) 0

عزيزتي : دمعة

تمنيت أن أطيل في الشرح ، وخاصة :

( أهمَّ ما تميّزت به الزّيديَّة من سائر الشيعة )

ولكن الشرح يطول ..

أشكرك على طرح مثل هذا النقاش عن المذاهب الدينية والفرق الاسلامية ، لا تعدو وجهات نظر مختلفة في فهم الاسلام .. وكلها نابعة في الأصل من الاسلام الحنيف ، تتحرك فيه وتتمسك بأصوله ، حسب فهمها ، وترجع إليه .

فالكل مسلمون ينتمون لأمة واحدة ، هي أمة محمد بن عبدالله - عليه افضل الصلاة والسلام - ويعبدون إلهاً واحدا هو الله الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .. ويؤمنون بكتاب واحد هو القرآن الكريم ويستقبلون قبلة واحدة هي بيت الله الحرام .