صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
منتدى دمعـــة ولـــه - عرض مشاركة واحدة - عنبر لولو
الموضوع: عنبر لولو
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2008, 05:48 AM   #5


الصورة الرمزية أحساس أنثى
أحساس أنثى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3837
 تاريخ التسجيل :  Dec 2007
 أخر زيارة : 05-10-2008 (07:37 AM)
 المشاركات : 3,123 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: عنبر لولو




الجزء الاخير
وفصل الصمت بينهما طويلاً. حتى قال: إن الرصاص يحرك غرائز في أعماقي,
لقد زلزل كياني في هذه اللحظة القصيرة.
- يؤسفني أنني كدت صفوك.
- لنعد إن ما كنا فيه , أكنت تتحدثين عن سر ؟!
فابتسمت قائلة : أجل ...هناك سر
فرمقها بنظرة مستطلعة فقالت :ثمة رجل في حياتي. – حقاً؟
- شاب غني من طنطا !
- هاهو الحلم يتحقق .
- كلا , إنه متزوج .
- ما مهنته ؟
- تاجر .
- أتقبلين أن تكوني الزوجة الثانية ؟
- لكنه يمقت فكرة تعدد الزوجات .
- هل سيطلق زوجته ؟
- ويمقت فكرة الطلاق .
- وماذا يريد إذن ؟
- إنه يحبني !
- كذاب !
- أعتقد أنه صادق .
- هل.... هل....
- تقابلنا في مشرب شاي مرتين...
- ماذا يريد ؟
- يريد أن أقابله مرة ثانية ...
- لا كرامة في ذلك....
- رجعنا إلى الكرامة !
- واضح أنه يريد العبث بك - أو أن أعبث به !
- كوني بريئة بقدر ما أنت صغيرة .
- وحدثني عرضاً عن شقة يملكها في الهرم !
- الداعر !
- لم أقطع برأي بعد .
- فهتف بحدة : الرقص والغناء والمرح .
- لا أحب لك أن تغضب ....
ومالت نحوه فلثمت جبينه . وجعل ينظر اليها باهتمام وتوقد .
سألته برجاء : ألا تريد أن تمن علي برأي ؟
- عليك أن تصبري حتى يجيء الفرج كما أن علي أن أصبر حتى يجيء الموت !
فقامت وهي تقول : شكراً , وإذن يجب أن أذهب .
هتف باستنكار : تذهبين !
- لم أجيء لأقيم هنا .
- إنتِ ذاهبة إلى الشاب الغني من طنطا .
- كلا , ليس موعده اليوم .
- لا يمكن أن تذهبي .
- آن لي أن أذهب .
قام إلى جدار الكشك ورمى ببصره إلى الخارج ثم بعصبية :
- الحب لا يتوقف لحظة واحدة .
- متع بصرك .
تحول إليها وهو يقول بانفعال : كأنكِ ابنتي !
ومال نحوها فلثم جبينها وهو يقول : لا تذهبي إلى مشرب الشاي .
- ليس اليوم .
- إنه يريد عشيقة !
- لم يصرح بذلك .
- أنتِ ساذجة ؟ أنت ِماكرة ؟ ما أنتِ ؟
- أنا مصممة .
- أنتِ جميلة , أنتِ فاتنة , اصبري ....
- يجب أن أذهب ....
- إنه يرفض أن يطلق , ويرفض أن يتزوج زوجة ثانية , لماذا؟ لعل زوجته غنية , لعلها رأسماله الحقيقي , وغير بعيد أن تكون أكبر منه سناً , لذلك جهز شقة للعبث , يجيء إلى
القاهرة باسم التجارة ليمارس الدعارة , هذه هي الحقيقة .
أشكرك , ولكن آن لي أن أذهب .
قبض على يدها و ثم على ساعدها , وقال وهو يزداد انفعالاً : لن تذهبي .
ابتسمت قائلة : لقد تأثرت لحالي أكثر مما يجوز .
- لا حدود لما يجوز في ذلك.
- شد ما أزعجتك .
- أكثر من سبب يشد أحدنا إلى الآخر .
- ولكن الوقت يسرقنا وزوج أمي رجل شرس .
- فلنسحق رأسه ولكن لا تذهبي إلى الشاب الغني من طنطا .
- إني راجعة إلى البيت .
ففرقع بأصابعه وقال : جاءتني فكرة طيبة .
- فكرة .
- إنكِ مشغوفة بالحياة , ولا خوف عليكِ من كهل مثلي , فلنذهب سوياً إلى عنبر لولو .
- عنبر لولو ؟
- حديقة في صحراء صقاارة , في المركز منها بركة مترامية من ماء الورد , وتنتشر بها المقاصير المغطاة بالأزهار , وشعارها غير المكتوب افعل ما تشاء .
- فاتسعت عيناها دهشة وقالت : أنت تدعوني إلى ذلك ؟
- مع آمن رفيق !
- لا أصدق !
- لا يعز شيء على التصديق .
- ولكن ... ولكن ليس الوقت مناسباً .
- كل وقت فهو مناسب لزيارة عنبر لولو !
- لم أسمع بها من قبل .
- إنها جنة الأحلام , كل حلم فهو واقع في عنبر لولو .
- إنك تتكلم بصوت جديد . وعيناك تنطقان بمعان جديدة .
- جذيها من يدها إلى جدار الكشك فنظر من الثغرات داعياً إياها إلى النظر وقال محموما ً: انظري , جميع هؤلاء حمقى لأنهم لم يعرفوا الطريق إلى عنبر لولو ...
- تلك الحدائق النائية عرضة للخطر !
- إنها ترقد في حضن الأمان وآي ذلك أنه لا يوجد بها شرطي واحد !
- وماذا نفعل هناك ؟
- كما تهوين , لا أحد يرى الآخر في عنبر لولو .
- انظر إلى هذه الفتاة الفاجرة !
- إنها فاجرة لأنها تلهو بعيداً عن عنبر لولو .
- إنك تخيفني !
- لا ظل للخوف في عنبر لولو .
تراجعت عن الجدار فلحق بها في نشاط غير معهود وهو يشد على يدها .
وتساءل : ألم تجيئي لتسمعي نصيحة من كهل ؟
- إني أمقت النصائح !
- اذهبي معي إلى عنبر لولو ...
- رباه ...إني أتراجع , لعل حديثك الحكيم أثر في أكثر مما توقعت !
- حديث عنبر لولو ؟
- حديث الصبر والكرامة !
- إنكِ لا تؤمنين بالألفاظ الصفراء .
- ولكنك تؤمن بها ؟
- إن ربع قرن في السجن خليق بأن يخل الميزان .
- إنك تخيفني ...
- كلا , ولكنها حيلة نسائية بالية !
- اهدأ , فلنجلس , أود أن أعترف بسر جديد ...
- اعتراف آخر ؟!
عاد إلى مجلسهما وهو يلهث .وقبل أن تفتح فاها تدافعت أقدام مهرولة تند بين وقعها ضحكات شابة متوثبة . اندفعت إلى الداخل فتاة يطاردها شاب . لمحا وجود الكهل والفتاة ولكنهما لم يلقيا إلى ذلك بالاً. مضت تحاوره وهو يتحين غفلة للانقضاض عليها , وفجأة وثبت الفتاة فوق الأريكة الوحيدة التي يستقر عليها الكهل وصاحبته وتخطب الرجل فاختفى لحظة بين ساقيها ثم قفزت إلى الباب , ومنه إلى الحديقة والشاب في أثرها , سوى الكهل هندامه وتمتم كأنما يناجي نفسه :
- ما أجمل أن يذهبا إلى عنبر لولو !
ثم قال لفتاته بضيق : نحن نضيع وقتاً ثمينا ً لا يعوض !
فقالت تذره : لكن ثمة اعتراف جديد !
- لا قيمة الآن لأي اعتراف !
- أود أن اعترف لك بأن حكاية الشاب الغني من طنطا مختلفة من جذورها ولا أساس لها في الواقع !
- حقاً؟
- بالصدق أعترف لك .
- ذاك يعقد الأمور ولا يبسطها !
- وعلي أن أذهب الآن.
- كلا , لن تذهبي .
- لاشيء يدعونا للبقاء .
- بل علينا أن نفهم الأسباب التي دعتكِ إلى اختراع الحكاية .
- لا أهمية لذلك البتة .
- كلام غير علمي , فالحلم له أسبابه كالواقع سواء بسواء .
- أكرر ألا أهمية لذلك .
فهز رأسه مفكراً وقال باهتمام : دعيني أفكر .
ومسح على جبينه واستطرد :
- شاب ....تاجر .....غني ....من طنطا . شقة خاصة في الهرم ...
- كنت أنسى تلك التفاصيل .
- لا يمكن أن تنسى .
- أنت ظريف ولكنك عنيد .
- أصغي إلي ...شاب , تخيلته شاباً . الشباب رمز الجنون بحب الحياة , وأنتِ تهيمين بحب الحياة لحد الجنون .
- لكني تغيرت .
- كذب , لم يمر وقت يمسح بالتغيير .
- يخيل إلي أني عاشرتك في هذا الكشك عمراً.
- أصغي إلي يا عزيزتي ...تاجر ...ما معنى التاجر ؟ إنه نقيض المواظف , الموظف رمز الروتين , والتاجر رمز الحركة , الموظف ظل الأخلاق التقليدية , التاجر ظل الانطلاق واللا أخلاقية .
فتساءلت ضاحكة : أتراني حلمت بقرصان ؟
وأكثر يا عزيزتي , إنكِ تدعيننا للايمان بإبليس كما آمن إبليس بنفسه , إنكِ تنبذين آدم مخلوق الخطيئة والاستغفار , وتعشقين إبليس مخلوق الإبداع والكبرياء , إنكِ تعيدين للنار كرامتها حيال التراب .
- سامحك الله ... أنت خفيف الروح .
- وما معنى غني ؟ الغني هو الذي يملك المال والقوة , ولكننا لم نعد في عصر الأغنياء , أي غني اليوم إنما هو كاللص الذي لم يهتد إلى اثره بعد . ستطبق عليه يد العدالة في المساء أو عند منتصف الليل , فالحلم يريد شاباً غنياً , لفترة محددة , إنه يخشى المعاشرة الطويلة , يخشى أن يتكشف مع الزمن عن شخص حقير شرس مثل زوج أمكِ , فأنتِ ترغبين فيه وتكرهين في الوقت نفسه فكرة دوامه سوء ظن مكتسب من ماض تعيس .
- أتقرأ الفنجال أيضاً ؟
- من طنطا ! ماذا يقول الحلم ؟ طنطا هي مئوى السيد البدوي , صاحب الكرامات والمعجزات , الذي كان يجيء بالأسرى من الأعداء ..... فهمتِ يا عزيزتي ؟!
- فهمت يا سيدنا الشيخ .
- وشقة الهرم ؟ الشقة مفهومة ولكن الماذا في الهرم ؟ الهرم في ظاهره قبر ولكنه في حقيقته يشكل تحدياً للزمن .... للموت.
- تفسير مسل وجميل , ولكن يجب أن تفكر في الذهاب .
- ابصقي هذه النية من فيك وهلمي إلى عنبر لولو .
- بل إلى البيت .
- ماذا في البيت مما يغريكِ بالعودة اليه ؟
- هو بيتي على أي حال .
- سيتغير طعمه ومذاقه عقب زيارة لعنبر لولو.
- رمقته بنظرة ارتياب وسألته : ما علاقة كهل وقور مثلك بعنبر لولو؟
- فيه خلوة للعجزة , كل شيء في عنبر لولو .
- ترى ... ترى أأنت جدير بالسمعة الطيبة التي تتمتع بها ؟
- أنسيت رأيكِ في الوقف القديم ووصايا الأموات ؟
- لكني تعلمت أشياء جميلة من معاشرتك الطويلة هنا !
- لا تسخري من رجل قضى زهرة عمره وراء القبضان .
- اغفر لي فاني لم أجاوز الأربعة والعشرين ربيعاً من عمري !
- ولكنه في حالتكِ يعتبر مرحلة من مراحل الشيخوخة !
وقامت متجهمة فقام في أثرها بحال توحي بالاعتذار , وقال :
- لا معنى للغضب بعد أن تعارفنا على خير وجه !
فقالت بنبرة ساخرة : شيدت قصراً ولكن على الرمال !
- حقاً ؟
- الشاب الغني من طنطا من صميم الواقع !
فقبض على ساعدها بعنف وهو يطلق على عينيها نظرة من نار . وتوثب ليقذفها بسيل من الكلمات التي انصهر بها شدقاه ولكن شخصاً غريباً اقتحم الكشك على غير توقع . اقتحمه وكأنما ألقى به اليه . مشعث الشعر , اغبر الوجه , يتصبب عرقاً . رفع بنطلونه وحبكه حول وسطه . وضرب الأرض بقدميه شدة ليزيل عن حذاءه ما يطوقه من طين . بادلهما النظر صامتاً دون أن ينبس . مضى إلى طرف الأريكة وارتمى عليها في إعياء : جعل صدره يتفع وينخفض ورائحة عرقه تنتشر . حل بالكشك صمت كالشلل . لكن الفتاة كانت أول من خرج منه . خلصت يدها من قبضة الكهل وقالت : أستودعك الله , إني ذاهية .
فقال الكهل برجاء : انتظري يحسن بكِ ألا تسيري وحدكِ في الطرقات الخالية في هذه الساعة من الأصيل ! وإذا بالشاب الغريب يقول : ليست الطرقات بالخالية !
فرماه الكهل بنظرة مغيظة متسأئلة فقال الشاب :
- جميع الطرقات مطوقة برجال الشرطة !
فتحول غيظ الكهل إل دهشة وسأله : لَمِ ؟
فسأله الشاب بدوره : ألم تسمعوا طلقات الرصاص ؟
- بلى , منذ وقت غير قصير , ظننته تدريباً عسكرياً .
- لم يكن تدريباً عسكرياً .
فسألته الفتاة : أكان غارة جوية ؟
- لم يكن غارة جوية .
فسأله الكهل : هل بلغتك عنه أنباء صادقة ؟
فهز الشاب رأسه با لا يجاب , وأجاب النظرت المتسائلة قائلاً : صعد شخص إلى قمة البرج وأطلق الرصاص من بندقية سريعة الطلقات .
- ما هويته ؟
- لا يدري أحد .
- وما الهدف الذي أطلق عليه الرصاص ؟
- أطلقه على كافة الجهات , على جميع الناس !
- يا للخبر , وكم عدد الضحايا ؟
- لم يصب أحد !
- غير معقول .
- يبدو أنه أراد أن يطلق الرصاص لا أن يصيب أحداً !
- حادث غامض .
- إنه لكذلك ...
- هيهات أن يثبت عدم التسرع في القتل .
- ذاكواضح , ولكن ربما صفحته خالية من السوابق !
فقال الكهل باستياء : ليس خلو الصفحه من السوابق بالشهادة الطيبة دائماً , ولا العكس بالصحيح .
- قول لا يخلو من حكمة .
- أهنئك على حسن إدراكك .
- شكراً ...
- لكن لنعد إلى المطلق الرصاص , لعله مجنون ؟
- كلا ...
- إنك تتحدث عنه بيقين !
- بل أردد ما تناقله الناس في الطرق .
- ولكن لم يطلق النار في جميع الجهات دون أن يقصد إصابة أحد ؟
- ذلك بعض السر الذي يسعى وراءه رجال الشرطة .
فقالت الفتاة : لعله مجنون بالشهرة ....
- لا يبدو كذلك .
فعادت تقول : لعله كان في حاجة ملحة إلى الترفيه !؟
فابتسم الشاب قائلاً : لا أظن الأمر كذلك .
وسأله الكهل : ماذا يقول الناس عنه أيضاً ؟
- يقال إنه كان ضمن وفد دعي إلى زيارة الجبهة ومعسكرات اللاجئين .
- حقاً !.... لعل أعصابه اهتزت فوق ما يحتمل .
- لكنه لم يفقد توازنه قط وإلا لقتل الناس بالعشرات !
- أطلق النار وهو في كامل وعيه ؟
- وكامل عقله !
- يا له من حادث غامض !
وقالت الفتاة : كم أود أن أراه .
فقال الكهل :
- سترينه في جرائد الغد , كذلك تجري الأمور منذ قديم !
ثم التفت إلى الشاب وهو يقول كأنما يقدم له نفسه :
- أنا أيضاً ولعت يوماً بإطلاق النار !
ثم بنبرة اعتزاز : ولكن الرصاص انصب على الأعداء !
فقال الشاب بامتعاض : يقال إن صاحب البندقية المجهول هتف قبل أن يختفي ( ليستقر الرصاص في قلب العدو الأكبر )..
فقال الكهل في حيرة : حتى القتل أصبح غامضاً رغم انه أوضح فعل في الوجود !
- ليس ثمة غموض ألبتة .
فتساءل الكهل بغيظ : أكان العدو الأكبر يسير فوق رؤوس المارة ؟
- أو خلفهم أو أمامهم أو تحت أرجلهم !
فقالت الفتاة بانفعال : واضح أو غامض , لا يهم , كم انه جميل أن يطوف إنسان بالجبهة وبمعسكرات اللاجئين ثم يصعد إلى برج القاهرة ليطلق النار في جميع الجهات !
فسألها الكهل : هل وضح لكِ ما غمض علي ؟
- نعم .
- ولكن كيف ؟
- إني أفهم بطريقتي الخاصة !
وسادت لحظات من الصمت ارتفعت خلالها ضجة في الخارج . ثم تبين على وجه اليقين أن ثمة ضجة تحتاج الحديقة .
هرعا إلى الثغرات الياسمين فرأيا العشاق يتجمعون في الممشى وقد تولاهم الوجوم والارتباك . ثم رأيا رجال الشرطة وهم يحتلون الأركان .
قالت الفتاة بانفعال : أصبحنا في قلب الحدث .
فقال الكهل : وقد يقع صدام دام .
والتفتت الفتاة نحو الشاب وقالت له : واضح ان رجال الشرطة يعتقدون أن صاحبك المجهول في الحديقة معنا !
فقال الشاب بهدوء : وهو فرض محتمل !
فقال الكهل : ولم يعد ثمة مجال للهرب .
فقال الشاب إن من يقدم على ما أقدم عليه لا يمكن أن يركن إلى الهرب إلى ما لا نهاية .
فقال الكهل وهو يحدجه بمودة : وعليه فخير سبيل أن يذهب اليهم بنفسه .
- أتظن ذلك ؟
وابتسم . ثم قام بهدوء . حياهما با حناءة من رأسه قائلاً : إلى اللقاء .
ومضى نحو باب الكشك فمرق منه إلى الحديقة وهما يردان وراءه : إلى اللقاء !
وإقتربا من باب الكشك متلاصقين وراحا يراقبان ما يحدث في الخارج لبثا وقتاً
غير قصير ثم رجعا إلى مجلسهما فيما يشبه الاعياء والحزن . وقال الكهل وكان يناجي نفسه :
- فاتني أن أستوضحه بعض الأمور , كان الوقت قصيراً وحرجاً !
فقالت الفتاة : وفاتني أن أدعوه إلى شيء من اللهو !
فقال لها معاتباً : دعني أعترف لكِ بأنه حلم لا أساس له في الواقع !
فهتف بغضب : لقد أرهقتني اعترافاتكِ المتضاربة .
فقالت بتسليم : هلم بنا إلى عنبر لولو !
ونهضت قائمة . لكنه جذبها برفه من يدها فأجلسها مرة أخرى وقال وهو يحني رأسه : دعيني اعترف لكِ بأنه عنبر لولو لم توجد بعد ....
فاتسعت عيناها دهشة وتمتمت : ماذا قلت ؟
- كانت مجرد مشروع !
- مشروع ؟ ! - أجل .
- ماذا تملك لتنفيذه ؟
- رسمنا له خطة عظيمة في غيابات السجن !
- السجن ؟ !
- كانت حيانتا الحقيقية , أنا وبعض الزملاء , وقد اشتققنا اسمه من عنبر السجن وأضفنا اليه ( لولو ) على مثال هو نو لولو.
- ماذا عن تمويله ؟
- فكرنا في ذلك بطبيعة الحال , وبالاجماع اتفقنا على وسيلتين لا ثالث لهما وهما السرقة والقتل !
فضحكت متسائلة : وماذا أخركم عن التنفيذ مذ تم الافراج عنكم ؟
- الخيانة ! - الخيانة ؟
- إذا بالزملاء يتوبون إلى الله ويؤدون فريضة الحج في عام واحد !
هكذا تعطل مشروع عنبر لولو !
- ياللخسارة ...
- العين بصيرة واليد قصيرة!
وفرق بينهما صمت واجم ثقيل .قال الكهل :
- آن لنا أن نذهب ولكن لا يجوز أن نفترق !
- حقاً ؟ - ألا ترحبين بذلك ؟
- من المؤسف أنك لن تحسن الرقص ولا الغناء ولا المرح .
- ولكني صاحب مشروع قيم !
- عنبر لولو ؟ - أجل ...
- لكنه لا يمكن تنفيذه بمجهود فردي ؟
- إذا اتفقنا أمكن أن نصنع شيئاً ذا بال .
- وماذا في وسعي أنا ؟
- أصغي إلي , نحن نملك مواهب لا تقدر بثمن ...
- ما أريد أن أرقص وأغني وأمرح .
- لن أطالبكِ بأكثر من ذلك .
- ماذا تعني ؟
- عنبر لولو , جنة الأحلام , ما قيمتها بلا رقص وغناء ومرح ؟
فابتسمت الفتاة بأمل وتساءلت : وأنت ؟
فقال بفخر : أنا مولع بالقتل منذ قديم الزمان .
قام , فقامت . أعطاها ذراعه فتأبطتها . مضيا نحو باب الكشك وهو يقول :
- سأطلق الرصاص في جميع الجهات وسنرقص ونغني ونمرح ....
تــــمــــــت
أحساس