صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
منتدى دمعـــة ولـــه - عرض مشاركة واحدة - عنبر لولو
الموضوع: عنبر لولو
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2008, 08:49 AM   #1


الصورة الرمزية أحساس أنثى
أحساس أنثى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3837
 تاريخ التسجيل :  Dec 2007
 أخر زيارة : 05-10-2008 (07:37 AM)
 المشاركات : 3,123 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
Lightbulb عنبر لولو





get-1-2008-3rbox_com






قام الكشك في وسط من طرف الحديقة الجنوبي. كشك مصنوع مــن جذوع الأشجار على هيئة هرم تكتنفه أغصان الياسمين.
وقف في وسطه كهل أبيض الشعر نحيل القامة مازال يجري في صفحة وجهه بقية من حيوية.
جعل ينظر في ساعة يده ويمد بصره إلى الحديقة المترامية مستقبلاً شعاعاً ذهبياً من الشمس المائلة فوق النيل نفذ إلى باطن الكوخ من ثغره انحسرت عنها أوراق الياسمين. ولاحت الفتاة وهي تتجه نحو الكشك سائره على فسيفساء الممشى الرئيسي. أحنت هامتها قليلاً وهي تمرق من مدخل الكشك القصير , ومضت نحو الكهل بوجهها الأسمر وعينيها الخضراوين . تصافحا. ثم قالت بصوت ناعم ونبرة اعتذار:
- إني خجلة!
- فقال الكهل برقة: يسرني أن ألقاك.
- لا يحق لي أن أنهب وقتك.
- لا يعد ضائعاً وقت نمنحه لعلاقة إنسانية.
- شكراً لطيبة قلبك.
- أشار إلى الأريكة داعياً إياها للجلوس فجلست ثم جلس وقالت:
- لم تسعفني الجرأة على طلب مقابلتك إلا لأني في مسيس الحاجة إلى رأي حكيم.
- كل إنسان عرضة لذلك , غير أن من يراك في الإدارة لا يتصور أنك تحملين هماً!
- دعك من المظاهر!
- فهز رأسه موافقاً فواصلت.
- وتساءلت طويلاً إلى من يحسن بي أن ألجا, حتى هداني التفكير اليك.
- أستغفر الله.
وتريثت لحظات ثم قالت:
- إنك لا تعرفني إلا كزميلة في إدارة السكرتارية.
- بلى.
- فعلي أن أقدم لك نفسي الحقيقية.
- أهلاً بها.
- هي نفس مقضي عليها بالسجن المؤبد في شقاء دائم.
- أرجو أن تتكشف بعد تبادل الرأي عن مغالاة عاطفية.
- بل هي حقيقة واقعية.
نجلى الاهتمام في عينيه وهو يقول : إني مصغ إليكِ.
فقالت وهي تتنهد:
- حسبي أن أعرض عليك الفصل الأخير من المأساة .
فتجلى الاهتمام بصورة أوضح.
- إني يتيمه الأبوين,لي إخوة ثلاثة صغار,نقيم في بيت زوج المرحومة أمنا.
- وضع معقد.
- وأبعد ما يكون عن الراحة.
- لا يمكن إنكار ذلك .
- وهو رجل عنيد متعجرف.
- زوج المرحومة؟
- دون غيره.
- أهو عجوز مثلي؟
- بل أكبر ,وهو لا يحبنا!
- هل أنجب لكم اخوة؟
- كلا , أنه عقيم!
- ذلك مدعاة لحب الأطفال .
- ولكنه شااذ. وقد أفهمني عقب وفاة والدتي بأنني المسؤولة وحدي عن إخواتي.
وسااد الصمت ملياً حتى استطردت قائلة:
- لعله بقراره لم يجاوز العقل !
- بلى ولكنه جاوز الرحمة.
- على أي حال أنا لا أطمع في رحمته!
- مفهوم.
- وهو يمن علينا بالمأوى وببعض المساعدات وإن يكن يحتسبها ديوناً مؤجلة.
هز الكهل رأسه دون أن ينبس فقالت متنهدة:
- لعلك تخيلت الصورة التي أعيش في إطارها, والحق أني لا أملك لنقود اللازمة لملابس فتاة موظفة.
- وشابة في عز شبابها!
- هكذا تمضي الأيام في قسوة ومرارة , تحت رعاية عنيفة لا تعرف الرحمة,بلا أمل ,
أي أمل في غد افضل!
فقال الكهل كالمحتج: لا يجوز أن ننظر إلى الحياة يهذه العين.
- ولو كانت بالحال التي ذكرت؟
- ولو كانت!
ثم تساءل وكأنه يناجي نفسه: منذا يقطع بما يخبئه الغد؟!
فرفعت منكبيها زهداً في مناقشة فكرته وقالت وهي تتنهد:
- وإذا بي أشعر بزحف الزمن, من خلال حياة التقشف والمرارة أخذ الزمن يطاردني...
- ولكنكِ مازلتِ في مطلع الشباب.
- إني في الرابعة والعشرين من عمري.
- عز الشباب!
- ولكنه في مثل حالتي يعد مرحلة من الشيخوخة.
- لا داعي للمبالغة, إن وضعك ليس الوحيد من نوعه في بلادنا, ما أكثر أشباهه وإن اختلفت الظروف والأسباب .
فرمته بنظرة غامضة وقالت:
- ولكني لم أحدثك بعد عن المشكلة الحقيقية!
- الحقيقية؟!
- التي تتحداني في اليقظة المنام!
- غير ما سبق ذكره؟
- ما حدثتك عنه حال يمكن اعتيادها كما يعتاد المريض مرضه المزمن.
فرفع الكهل حاجبيه متسائلاً فقالت:
- أصبحت أشعر بشبابي لا كفترة من العمر تتسرب في ضياع,
ولكن كقوة دافقة, قوة قاهرة, كهبة مقدسة, وحق إلهي !
نظر الكهل في بريق عينيها الخضرا وين كا لمأخوذ فقالت بنشوة وحماس :
كم تنازعني نفسي إلى أشياء وأشياء, إلى كل شي, إلى الوجود كله!
ثم وهي تخفض عينيها وبنبرة معتصرة بالحسرة والحسن:
- أود أن أرقص وأغني وأمرح!
اختبأ الكهل في صمته وهو يطبق شفتيه متفكراً. ولما طال انتظارها
قالت: لعلي دهمتك بصراحتي!
فأصر على الاختباء فقالت: لم تتوقع ذلك , أصبحت الأكاذيب وجبات يومية متكررة,
ولكن ما جدوى هذا اللقاء إذا لم اكاشفك بدخيلة نفسي؟!
فتمتم الرجل بحذر : صراحتك مشكورة!
- كان علي أن أعلن مافي نفسي أو أجن , ولكن كان علي أيضاً أن اختار الرجل المناسب,
وكنت تخطر على بالي دائماً, رجل وقور ومحبوب وذو سمعة طيبة, له تاريخ مجيد قضى عليه بأن يكون ضحية فتعلقت به قلوب الضحايا!
- أشكر لكِ إنسانيتكِ ولطفكِ.
- لا أنكر أن لي صديقتين حميمتين في المصلحة ولكني لم أفد من رأيهما ما يذكر!
- هل كاشفتهما بما كاشفتني به ؟
- كلا ولكني سألتهما الرأي في مناسبات حادة وخطيرة!
- بم نصحاكِ؟
- بدت لي إحداهما أبعد ما تكون عن الرحمة!
- زيديني إيضاحاً.
- ليس الآن موضعه.
- والأخرى؟
- إنها غاية في الغرابة, قالت لي إن مشكلتي عامة وإن بدت خاصة وأنها لا تحل بالحلول الفردية,وأن علينا أن نغير تفكيرنا من جذوره لنحقق تغييراً عاماً وشاملاً.
فابتسم قائلاً: ليس رأيها بالجديد على مسمعي ,ولكن كيف كانت استجابتك لها؟
- لم يستمر ما بيني وبينها طويلاً بعد ذلك فقد القي القبض عليها فجأة.
- عرفت المعنية بحديثك , أليست هي زميلتنا السابقة بالحسابات؟
- بلى , وهكذا لم أجد أحد سواك.
فقال بلهجة أبوية : إنك تنظرين إلى الأمور بمنظار أسود, ونسيت أنكِ قد ترزقين بابن الحلال غداً أو بعد غد!
- أبناء الحلال متوفرون.
يتبع


get-1-2008-3rbox_com




الموضوع الأصلي: عنبر لولو || الكاتب: أحساس أنثى || المصدر:





ukfv g,g, gcgc ukfv




ukfv g,g, gcgc