لاتخلو الحياة العملية من خلافات الفكر والرؤية والتوجهات بين أي مدير ومرءوسيه.. وتفادي ذلك يحتاج الي فن وحكمة حتي لاتتفجر المشاعر المكبوتة عند الطرفين فيضيع علي المرأة مستقبلها المهني أو تضار أمام مبررات واهية.. والسؤال هنا هو هل تختلف المديرة عن المدير عند التعامل وماسبيل تجنب الصدام؟
يقول الدكتور نورمان ساسمان استاذ الطب النفسي في المركز الطبي بجامعة نيويورك ان هناك أمورا كثيرة تشغل بال مدير العمل فلاحاجة الي أن تزيد مشاكله من قبل حسمها فاذا تعذر علي المرءوس وضع حل فوري لمشكلة ثانوية فعليه اقتراح سبيل لمقاربة المسألة فلا تجعل المدير يشعر بأن دخولك عليه يحمل ازعاجا لأنه سيمنع دخولك بعد فترة فتخسر كثيرا.
ويخبرنا روبرت كيلي استاذ ادارة أعمال في جامعة واشنطن أن العلاقة بين الرئيس والمرءوس تحتاج الي صبر وتبديل الأدوار بأن يقدر الطرفان ظروف الآخر ويعتبر نفسه مكانه.. لحظتها يمكن أن يحدث الأفضل لكليهما ويجب تذكر أن القوة في يد الرئيس وأن دفع الخلاف للنهاية قد يكون له مردود أبعد من الموضوع قيد البحث فلا تبدأ مشادة لاتستطيع الانتصار فيها.
وحذر من تطور العلاقة بين أي مدير ومرءوسيه حتي لاتؤثر علي الابداع والانتاج لأن أفضل مايقدم لأي مدير هو تحسين الأداء ومن يعتمد علي علاقته الحميمة مع مديره كمن يبني بيته علي رمل سرعان ماتجرفه الرياح..
وللدكتورة آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية تعقيب علي ماسبق من آراء فأشارت الي أن الآونة الأخيرة شهدت كثرة الحديث عن فن الاختلاف والتعامل بين المدير أو المديرة ومرءوسيها وارتبط ذلك بالذكاء الاجتماعي الذي أصبح معيارا أساسيا لتقدير أداء الأفراد للعمل وعنصرا لاختيار الكوادر القيادية بعد أن تقلدت المرأة الكثير من المناصب الرفيعة فأصبحت رئيسة عمل ولها مرءوسون رجالا أو نساء.. ويتطلب منها ذلك معرفة علم السلوك التنظيمي في الادارة وعلم الحياة اضافة للذكاء الاجتماعي حتي تتم العملية الانتاجية بلا صدام.. وحتي لاتحدث أي خلافات بينك وبين مديرك أو مديرتك عليك أن تضعي في اعتبارك بعض النقاط منها.
ــ ابراز رأيك بأسلوب الكسب المتبادل والدبلوماسية وتقبل رأي مديرتك أو مديرك بلاجنوح للرأي باظهار الجوانب الايجابية في رأيك وبلا ندية وتعاملي دائما كمرءوسة ثم اختاري الوقت المناسب لمناقشة اي سلبيات أو التأجيل لوقت تكون فيه حدة الاختلاف قد هدأت ليمكنك التفاوض والوصول لما تريدين مادام حقك.
ــ انجاز العمل قبل وقته المحدد يسمح للمديرة بتقييم العمل بهدوء ودون قلق لأن المديرة المتسلطة قلقة بطبيعتها وتأخير تسليم العمل يزيد من حدة ثورتها وانفعالاتها وذلك يحتاج من المرأة الي دراسة شخصية مديرها أو مديرتها لمعرفة مع من تتعامل وهل هي شخصية فوضوية أو متسلطة أم ديمقراطية ليمكنها التعامل معها وكسب ثقتها بلا مبالغة أو مجاملة أو نفاق حتي تحافظ علي احترام نفسها والمحيطين بها من زملاء وزميلات ووضع حدود بين علاقتها برئيستها خارج وداخل العمل.. فلا يليق بأن تكون العلاقة عبر التليفون أو الـsms لأن التواصل يحتاج للمواجهة لما في لغة العين والوجه والجسم من سبل تواصل واقتصار التعامل عبر الهاتف للضرورة الملحة فقط.
في حالة أن يكون رئيسك رجلا فيجب عليك ادراك حب الرجل للسيطرة النابعة من جذوره الثقافية لذلك يفضل استخدام الأسلوب الأنثوي والنعومة في الحوار معه لأن هذا يحسب عليك لالك مع ضرورة استخدام العبارات الرسمية المتضمنة للاحترام حتي عند حدوث اي خلاف في الأفكار.
وأضافت د. آية ماهر أن الدبلوماسية في العمل تتطلب من المرأة طرح اقتراحاتها في شكل أسئلة مثال هل يمكن اجراء هذا التغيير من دون احداث تعطيل كبير؟ وذلك بعد تنظيم الأفكار علي نحو يجعل رأيك هو الخيار البديهي بشرط ترك صياغة الفكرة للمديرة بنفسها وعدم نبذ اقتراح للمديرة فربما رأت فيه حسنات قد تغيب عن المرءوسين.. واذا أرادت المرأة تقديم فكرة أو مقترح فعليها بالايجاز في الحديث لأن المديرة وقتها ثمين فلا مجال لحشو الحديث بعبارات اللف والدوران وإنما استخدام تعبيرات دقيقة وواضحة للوصول الي قرار.
وأخيرا اكدت د.آية أن الحياة العملية للمرأة تحتاج الي الحكمة والصبر والخبرة ومعرفة أن الإخفاق في عمل ماهو تعلم وبداية من نقطة أقوي لمرحلة جديدة