صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
منتدى دمعـــة ولـــه - عرض مشاركة واحدة - عند تلك النافذة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-18-2006, 03:24 AM   #3


الصورة الرمزية الأمير / سعود بن سعد
الأمير / سعود بن سعد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 31
 تاريخ التسجيل :  Jan 2006
 أخر زيارة : 09-29-2008 (12:59 AM)
 المشاركات : 971 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحيد الدرب
عندما ترتدي السماء عباءة الليل

وتتلثم بالنجوم

ويبدأ القمر بإضاءة القناديل في شارع الأفق

وتقوم الأشهب برحلاتها على متن قطار النيازك على سكة الظلام

هناك ... ، ضوءٌ خافت من نافذة مفتوحة لمنزلٍ صغير يقع في نهاية طريق الألم

على حافة النافذة ... ، جلست فتاة ...

سواد شعرها خالط سواد عباءة الليل ...

ملامحها البريئة ... تعزف على وتر الحزن بين شجون الوحدة ...

رياح الحنين تهب على وجهها، تهمس لها حكاية ...

حكاية

حكاية

حكاية

حكاية ألمٍ عانق العيون ...

حكاية ألمٍ خنق العيون ...

حكاية ألمٍ جمّل وعذّب العيون!

ينقلب الهمس إلى صفيرٍ ...

يئن .. يئن .. يئن

يزيد من عذابها ...

" ترى .. كيف يُولد الحزن؟ "

تنظر الفتاة إلى وجهها المنعكس على زجاج نافذة المنفس ..

القمر الوحيد، يراقب الفتاة الوحيدة

تضع الفتاة يدها على قلبها ... وتغمض عيناها ... وتحني رأسها إلى وادي الذكريات ...

يأتي الماضي ممتطياً صهوة الزمن،
يأتي ساحباً خلفه دوامة الزمن،

يتغلغل إلى روح الفتاة

تشهق بـــألــم
تشهق بــحـــزن
تشهق بـــمــوت

تفتح عيناها بصعوبة بالغة وببطء شديد

عيناها الواسعتان لم تعد تحتمل هذا الحِمل الثقيل على جفون المشاعر

تٌــفتح البوابة

وفي المقدمة، هنالك دمعة ...

دمعة تقف في الأمام، وخلفها المزيد من إخوتها ...

لا تريد السقوط، ترتجف على حافة وادي البصر ...

يا الله ...، المزيد من الدموع تتدافع ، تتزاحم ... جميعهم يرفضون السقوط، ولكن ماذا بيدهم إذا كان الماضي يغرس أحاسيس الفتاة برماح الذاكرة ...

تتزايد الدموع، وتزداد الشهقات ...



آه
آه
آه

لم تتحمل الدمعة كثرة شبيهاتها
فتهوي بقطرتها على وجنة الفتاة ...

وهي لا تسقط على صخور الوادي هكذا

كلا
.
.
.

على رصيف العين، تزفر مآسيها هنا قليلاً ...

وعلى الخد تطول مدة بقاءها، فتزفر هنا أكثر ...

عند الشفتين تجف، وتزفر آخر همومها مع آخر نفسٍ لها ...

.
.

ألا تتعذب الدمعة كثيراً في رحلة موتها؟

وهكذا، فالدمعة ترسم مساراً واحداً في خريطة وجه الفتاة ...

بقلم الألم ...، تحدد طريقها ...، بفرشاة الحزن تلوّن نفسها ...

بقطراتها ... تنعش مدينة الفتاة بأمطارها الغزيرة ... وتقتل نفسها من أجل هذه الحياة القصيرة!

أية حياة هذه التي تقاسيها الدمعة؟

تُولد وهي مكروهة! ... مقيتة!...

مع أن ينابيعها لا تجف أبداً ... ، لأنها عندما تحتضر، وتموت قبل قتل بؤس الفتاة، توصي أخواتها بالسقوط أيضاً ...من بعدها

توصيهم بالانتحار من أجل هذه الفتاة ...، من أجل أن تتوقف هذه الشهقات الأليمة ...

من أجل أن تعرف الفتاة أن هذه الدمعة وإن وُلدت مكروهة، فلقد ضحت من نفسها لتخفف عليها ...

لتعرف الفتاة، وإن كانت الدمعة سببها الألم ...، إلا أنها تموت في كل مرة لتكون سبب فرح ...

الشفتين مقبرتها ... والشفتين عندما تبتسم ... تنسى أنها احتضنت دمعة متمددة بين جوانب هذا القبر ...

.
.
.
مازالت الفتاة تنظر لوجهها المنعكس ...

وشهدت جهاد الدمعة في ساحة خدها ...

وكيف استشهدت الدمعة بعد أن دفنت نفسها في المقبرة ...

تأخذ منديلاً ... وتقوم بمسح شقيقات الدمعة ... اللواتي غرقن في بحر المنديل ...

عندما تبكي ...، لعيناها لغة أخرى ...

لغة أعمق ...
لغة أكثر فصاحة من فصاحة الشعراء ...

في سواد عينها، تبحر حكايتها في قارب الذكريات ...

عيناها الواسعتان السوداوان ... تجيب على سؤال

" من تكون؟ "
و
"ما تكون؟ "


تبتسم الفتاة ...، تقوم وتغلق النافذة ...

ومن بعيد ...

وقف شابٌ يتحدى السماء في سواد معطفه القاتم ...

قبعةٌ غطت نصف وجهه ...

يلقي بسيجارته على الأرض

يدهسها ... ويدهسها ... ويدهسها ...

بحذائه الملطخ بطين الفضول

.
.


ينظر مرة أخرى باتجاه النافذة ...

ويفكر ... كيف انتحرت الدمعة؟

أشاح بوجهه إلى السماء ...

وراقب كيف تقوم السماء بخلع عباءتها، ورمي لثامها ...


وببطء بدأ القمر يطفئ قناديل النجوم، وحَزَمَها في حقيبة المساء

واتجه إلى محطة المجهول، وغادر إلى اللا مكان ...

حينها كانت الشمس قادمة،

مرتدية قميص الشفق ... تتبعها السحب البيضاء

وبعدها، بدأت الشمس، تعلق السحب على جدار السماء ...

وأخرجت من حقيبة النهار قميصها الذهبي وارتدته خلف ستارة يومٍ جديد ...

ابتسم الشاب وقال:

" هل هذه حكاية الليل أم النهار؟ أم أسطورة الدمعة؟ "

وابتعد حتى اختفى بين ممرات طريق الألم.


صــــــــــــح لسانـــــــــــــك
وسلمــــــت اناملـــــــــــــــك

تحياتي واشواقي
الأمير / سعود بن سعد
( الأميـّــز )


 


رد مع اقتباس