قال حبيب القلوب غفور الذنوب اللطيف الذي يعلم مصلحة عباده قبل خلقهم في سيد كتبه المنزلة على سيد ولد آدم بفخر منّا يعترينا أمام كل من خالف كتابه {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً }الإسراء53
هذا أمر من الله لعباد الله أن يقولوا التي هي أحسن وليس فقط الحسن بل أحسن الحسن وأجمل الجميل وأفضل الأفضل حتى لا ينزغ الشيطان بين قلوب العباد لان الشيطان يفسد الأفهام لكلام قد يكون حسن ويثير الشكوك وسوء الظن على الكلام الجميل الذي لم يقصد صاحبه به أي شيء ولكن الشيطان للإنسان عدو مبين .
وأوامر الله والرسول هي في إستطاعة كل إنسان لأن الله لا يكلف النفس إلا وسعها والنادر لا حكم له
لذلك تجد الصحابي الجليل معاذ بن جبل في غزوة تبوك لمّا سأل النبي عن الصحابي الجليل كعب بن مالك فماذا حدث ؟؟
سأذكر لكم الجزء الذي أريده من الحديث بلفظه وأستخرج لكم منها العبرة التي أريد توضيحها لكم لعل الله يرزقنا العمل بها
سأل عنه النبي الكريم وهو جالس في القوم بتبوك
ما فعل كعب بن مالك ؟!)
فقال رجل من بني سلمة
حبسه يا رسول الله براده والنظر في عطفيه ) أي شغلته الدنيا بمتاعها عن الجهاد وهذا سوء ظن منه في أخيه
فقال معاذ بن جبل
بئسما قلت ، والله يا رسول الله ما علمنا عليه الا خيرا )
أرأيتم بماذا رد معاذ بن جبل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كعب بن مالك حقيقة تخلّف ولم يأتِ للجهاد مع القدرة عليه
فظاهر الأمر أنه مخالف ولم يتأخر قبلا عن الجهاد
فبماذا رد معاذ ؟
أحسن به الظن لتاريخه المشرف وحسن خلقه ودينه مع الصحابة من قبل وعدم تخلفه أو التأخر عنهم ورد عن عرض أخيه الذي حث النبي على ذلك حين قال : من ذب عن عرض أخيه المسلم ذب الله عنه النار يوم القيامة .
وأيضا ما حدث في قصة الإفك مع أم المؤمنين عائشة حين ردت زينب مع غيرتها الشديدة من عائشة
قالت عائشة رضي الله عنها : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش عن آمري : ما علمت ؟ أو ما رأيت ؟ فقالت : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيرا . قالت عائشة : وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فعصمها الله بالورع . رواه البخاري ومسلم .
تساميني أي تطلب من العلو والرفعة والحظوة عند النبي صلى الله عليه وسلم ما أطلب
هذه ضرّتها ، وعادة الضرائر الكيد ، وما استغلت قضية التنافس لإسقاط أوالإضرار بضرّتها.
ومع ذلك قالت هذه المقولة العظيمة بكل إنصاف : يا رسول الله أحمي سمعي وبصري ، والله ما علمت إلا خيرا .
وكذلك أم أيوب رضي الله عنها ألمحت لأبي أيوب رضي الله عنه حول ما يدور من حادثة الإفك ، فقالت لأبي أيوب : ألا تسمع ما يقول الناس في عائشة ؟ قال : بلى ، وذلك الكذب . أفكنت يا أم أيوب فاعلة ذلك ؟ قالت : لا والله !
فقال : فعائشة والله خير منك .
فياأسفى على صنيعنا وصنيع أقوام يسمعون شتيمة إخوانهم أو إنتقاصهم أو التحقير من شأنهم أو الهمز واللمز عليهم ولا يدفعون عن أعراضهم بل حتى لا يتركون مجلسهم فإلى الله المشتكى .
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
ف يااااااااارب أسألك بأحب أسمائك إليك إلا ترزقني العلم والعمل بالعلم والدعوة لهذا العلم والموت شهيدا في سبيلك وقلبي مليء بالعلم
اللهم أرزقنا الإخلاص في القول والعمل ولا تجعل في عملنا لأحد غيرك شيئا
اللهم أجبر كسرنا وأستر عيوبنا وأرحم ضعفنا وأصلح حالنا وعلمنا كيف نتقرب إليك ونتودد إليك ونتوب إليك وأبعد عنّا سوء الظن بك أو بأحد من عبادك المؤمنين