بعد السوق وكمية من المغازلات البريئة وغير البريئة , اتجهن الفتيات نحو احد المطاعم الراقية لتناول العشاء , ومن ثم توجهن إلى محل صغير لبيع الشيشة والجراك والمعسل واشترين شيشا بعددهن واختارات كل منهن مذاق المعسل الذي الذي تفضلة .
بقية السهرة تمت في بيت لميس , بداخل خيمة صغيرة في ساحة المنزل يقضي فيها أبوها واصدقاءه أماسيهم مرتين أو ثلاث في الأسبوع . يدخنون الشيشة ويتناقشون في مختلف الأمور, بدءا من السياسة وانتهاء بزوجاتهن, أو العكس. كانت العائلة قد سافرت منذ بداية العطلة الصيفية إلى جدة وبقيت لميس وأختها تماظر لحضور زفاف قمرة .
وزعت الشيش الجديدة في الخيمة لأن شيش الأب تنتقل حيثما يسافر . أعدت الخادمة الفحم وأخذت الغاني تصدح والجميع بالرقص والتعسيل ولعب الورق , حتى قمرة جربت المعسل هذه المرة بعد أن أقنعتها سديم أن " الواحدة ما تتزوج كل يوم " , وأعجبها معسل العنب أكثر من غيره .
أحكمت لميس شد ربطتها حول ردفيها , وأبدعت بالرقص الشرقي كعادتها وخاصة على عزف حديث لأغنية لأم كلثوم " ألف ليلة وليلة " . لم تكن تشاركها الرقص أي من البنات الموجودات , وذلك لأسباب وجيهة ؛ أولها انه يستحيل على أي من الفتيات مجارة لميس في رقصها المتقن , وثانيها أن الجميع يحببن مشاهدة لوحاتها الراقصة , حتى أن البعض أطلق على أسماء على كل حركة من حركاتها , فهناك حركة فرامه الملوخية وحركة عصارة البرتقال وحركة ورايا ورايا . تؤدي لميس هذه الحركات باستمرار في الرقص مالم تلاقي التشجيع والتصفير والتصفيق والهتافات التي تليق بمقامها أثناء أداء " النمرة بتاعتها " .
تشاركت لميس مع ميشيل تلك الليلة في شراب زجاجة الشامبيين الغالية التي أخذتها الأخيرة من خزانة والدها للمشروبات الخاصة بالمناسبات الهامة . زفاف قمرة كان جديرا بزجاجة من الدون بيرنيو . كانت ميشيل تعرف الكثير عن البر اندي والفودكا والواين وغيرها من أنواع الكحول . علمها والدها كيف تقدم له النبيذ الحمر مع اللحوم والأبيض مع الأطباق الأخرى , لكنها لم تكن تشاركه الشرب إلا في المناسبات , أما لميس فهي لم تتذوق أيا من تلك المشروبات قبل ذلك إلا مرة واحدة في منزل ميشيل إلا أنها لم تستسغ الطعم , ولكنهما اليوم تحتفلان بزفاف قمره ولابد من أن تشارك ميشيل الشرب حتى تجعلا من تلك الليلة ليلة مميزة في كل شئ !
عندما علت أغنية عبد المجيد عبد الله " يابنات الرياض ... يابنات الرياض .... ياجوهرات العمايم ... ارحموا ذا القتيل .... اللي على الباب نايم " لم تتبق في الخيمة أي من البنات إلا وقامت ترقص .