يــا أخـــي : انــا صائـــم !!
_________________
أيها الأعــزاء :
مع إطلالة رمضان كل عام أتذكر تلك القصة الطريفة حول الجسر الذي بنته ( الحكومة !! ) ووضعت حارساً لمنع تواجد عدد كبير من المارة عليه ، حفاظاً على الآمان ! واضطرار ذاك الحارس للغياب بسبب أمور عائلية ضرورية .
فارتأى { دهاقنة الإدارة } وضع حارس آخر يناوب معه ، ولدى اضطراب دوام الآخر ، وضع مراقب دوام ، ثم مسؤول إداري ومالي ، واخيرا مدير عليهم كلهم .. ولما تقلصت الميزانية ! اضطرت الإدارة - ضغطاً للنفقات - إلى إبقاء كل الموظفين ، وتسريح الحارس !!!
ووجه الشبه أننا في عصرنا الحاضر حافظنا على كل قشور رمضان ، ونسينا اللب الحقيقي !!
سحور ، وخيمة رمضانية ، لولا بقايا من خجل لأضافوا لبرنامج السهرة { رقاصة !! }
فوازير ، مصابيح ، تسالي ، أنواع المعروك .. وأشكال الحلويات .. وتشكيلات العصائر ، أشكال الأطعمة ( من مقلي ، ومسلوق ، ومندي ، ومشوي ، ومطهي الخ ... )
أعداد أسطورية من مسلسلات وبرامج التلفاز ، تجري الدعاية بشدة لها .. وهنا نتسابق من قناة فضائية لأخرى بحثاً عن مسلسل وأغنية ومقابلة مع فنانة .. دعايات وترويج وحسومات ، وإغراء بمشتريات ليس لها أول من آخر ، وفاتنا شيء - قد نعتبره مكملا بنظرنا - هو عبادة الصوم ، والخشوع في الصيام !!!
بتنا نعتبر الشهر بأكمله شهر راحة .. راحة من العمل دون أن تترافق مع جهد بالعبادة ، وصار من الطبيعي أن ترى العامل في حالة استرخاء دائم ، والموظف في تأفف مستمر .. وذلك منذ بدايات رمضان حتى نهايات العيد ، ومايرافق كل ذلك من هدر بالانتاجية لما يعادل 10%من العام بأكمله .
يزداد المتسولون وأصحاب العاهات في الأسواق ، وعلى إشارات المرور ، يتزاحمون أمام الناس يردّدون الدعوات ، ويأخذون اللي فيه النصيب .
أما عن تهذيب الأخلاق بالصيام فمفقود ، يا ولدي مفقود !! فحدّث ولا حرج .. فالكل متضايق { جوع ، وعطش ، وحاجة للقهوة ، وتوق للسجارة و و ... } وهنا تبرز العصبية في التعامل المنزلي ، وأثناء انتظار الدور لشراء الخبز - دور إيه ، تدافع وتزاحم - وتعلو الأصوات ، وتبدأ الشجارات ، والتبرير بسيط ومكرّر في كل مرة :
(( يـــا أخـــي أنـــا صـــائــــــــم !!! )
ورمضان لدى الكثيرين أوله سهرات ، ونصفه شراء مآكل وحلويات ، وآخره ضيافة العيد وملابس العيد !!
وما يرافق ذلك من بذخ وفشخرة لا لزوم لهما أثناء المآدب ولدى إعداد الولائم .. ونرى جشع التجار الذين لو تصرّرفوا بمنطق رمضان لارعوو !!
أصناف من الطعام نتنافس بها ، وهدر في الأغذية مع لا مبالاة ، وشعور ضعيف بالمسؤولية .. وهناك من يتضوّر جوعا من أجل وجبة طعام .. ألم يكن لنا في الرسول - صلى الله عليه وسلم - قدوة حسنة لما يقتات بتمرات وشربة لبن .
طلب أحدهم من زوجته إعداد مائدة السحور ، فقالت بدهشة : ( عهدتك لا تصوم ؟! ) أجاب باستغراب : ( ولو .. إذا فاتني الفرض ، فلا أرغب أن أفوّت السنة ... !! )
وهناك الوجه الحقيقي لرمضان ، من يصوم ابتغاء وجه الله تعالى ، من يتصدّق بالسر ، من يجمع المآكل والملابس في موائد الرحمن للفقراء ، والمساكين ، وأهل السبيل .
دعونا نعيد : الشهر دعاء وعبادة وعتق من نار جهنم .. أخيراً : ليس لله حاجة بجوعنا أو عطشنا .. إن هي إلا عبادة تشعرنا بشعور الفقير ، وتهذّب النفس ، وتضبط الألسن .. ندعو الله أن يكون صيامنا وإياكم - أيها الأعزاء - مستجاباً .
وكل عام وانتم بخير
ورمضان كريم
اخوووكم : جسا أإأإ ر
dh HoJd : HkJh
dh HoJd : HkJh whzJJJl !!