أيها الأعزاء :
كثرة التصفيق لبعض الوجوه القبيحة ، لن يخفي جمال الوجوه الحقيقي إلا إلى حين .. وكبر حجم الفيل لا يدل على كبر عقله .. وصغر حجم النحلة لا يقلل من عظمتها !
وبعض الأيدي الناعمة قد تذبح بأظفارها الطويلة بدم بارد !! والشفاه الغليظة قد تخفي قلوباً رقيقة !
وقوة الشمس لن تزيد من بصيرة الأعمى ، والعصافير المغّردة ، لا تغرد بطلب رسمي من أحد .. كذلك لا يهمها شكل الآذان التي تصغي إليها .. والنهر العظيم لا يكترث بخرير السواقي ، ولن يتوقف عن التدفق إذا صحنا في وجهه !
كالقمر إذا نبحت عليه الكلاب ، سيبقى مبتسماً ، ولن يهرب أو يغيب .
والعصا العوجاء لن تعطي أبداً ظلالاً مستقيمة ، مهما زدنا من شدة النور عليها .. وظلمة بعض الحبر قد تنير الكثير من العقول المعتمة ، والكثير من النور يعجز عن إضاءة نقطة حبر صغيرة !
وذمنا لضوء الشمس ، أو مدحنا لأشعتها لن ينقص أو يزيد من بهائها .
وليس كل عضة كلب مميته ، ولا كل لسعة عقرب قاتله .. ولا كل قلم مستقيم يكتب بالضرورة كلاماً مستقيماً !
الحديد سيبقى حديداً وإن غلفناه بالخشب ، والفلين من طبعه العوم وإن أثقلناه بالفولاذ .
والمبدع الحقيقي لا يضره النقد السليم .. ولن يتوقف عن الإبداع لمجرد سماعه نعيب غراب ، أو نعيق بوم ، أو نقيق ضفدعة .
ومهما اشتدت العواصف لن تستطيع أن تطفيْ ضوء النجوم ، ومهما علا صوت الضفادع لن ترى أبعد من المستنقعات التي ولدت فيها .
ومهما تراكمت الثلوج فوق البركان لن يؤثر صقيعها على قلبه ، ومن كانت حشوته سيئة ودنيئة فلن يفر بمظهره الأنيق سوى أمثاله .. كالسجائر ملمسها ناعم وأنيق ، ولونها أبيض وجميل ، وفي داخلها يكمن السم ، ويختبئ الموت البطئ !
وكل لحم رخيص سيكلف المعدة غالياً ، وبقدر علو الجبل يكون الوادي عميقاً .. وأبداً لا تتعفن الورود بل تذبل وتجف ! ..
ودائماً يكون عفناً نقد الحساد والمفسدين ، وكل رأس ينتفخ بالحسد والغيرة والنفاق ، لابد له من أن يعووووم .
جسا أإأإ ر