عــد من مــوتك : لأعـطيــك من أصــابع أمـــي !!
_________________________________________
أيـهـــا الأعـــزاء : أعضاء وزوار دمعة وله ..
هل رأيت الشمس وهي تتدلى من حبل مشنقة ؟! فغادرت المواجع ، وغادرتك مرافئ الضجر ، أم قرأت الأسابيع من السبت إلى الحصار ؟! والشارع الضيق عندما كنت تبكي على منعطفاته ؟
الشارع القليل ، عندما نشتاق .. واكتشفت ببراعة القديسين أنك الرجل ( الأشف ) في زمن الأصم .. والطفل الذي لم يحفظ دروسه جيداً .. ولم يكن يتقن جدول الضرب .. ولا جمع برتقالة مع سبع تفاحات ، بينهن ثلاث تفاحات متعفنة !! فكان عليك أن تموت صغيراً كيلا تشم العفن كله !
وتلك المرأة التي قالت : عيناك مرآتان لستة عشر قارة من الوجع والانتظار ، ما زالت ترتدي العاصفة والوحوش .. وتقول لك : أنت تهذي كثيراً بأسماء الأسماك والأعشاب البحرية ، والشعاب المرجانية ، وسمك القرش والحيتان ، والمرافئ المنسية ، والشواطيء القذرة التي فوق صخورها الصيادون الحــالـمــــون !
كم سنة مرت على غيابك ؟!
تلك التي لا أقيسها بالأعوام ، بل ببهتان إهداءات حبرك الأزرق .. حيث أضحت الكتابة بلون رماد بارد ، تدفأت على جمرة القوافل المنتدثرة .. سنة ! سنتين .. ستة عشر سنة !! أم نقيس الغياب معك مئة وتسع وعشرين سنة ! ونحتاج إلى مثله لنسيانك ؟!
وهنا أنا بعد ضجيج - الحراك - من السنين أقرأ صمتك .. وألتمس صوتك ذاك الذي ضاع في أروقة الكلام الفارغ .. فتعال لأعطيك وجه أمي الحزين .. أما زالت أمك تحتفظ ( ببارودة ) جدك القديمة المخبأة ما بين بيت المؤونة ، وزرائب المواشي ؟!
فتعال .. أقصد : عد من موتك ، لأعطيك أصابع أمي التي نزفت كثيراً إلى آخر حدود الحنين .. لعلك من ملكوت غيابك تستطيع كتابة رسائل تعنونها باسم سماوات صامته .. أو ترسلها لملوك لا يسمعون .. مع أني رجوت أمي في آخر لحظات وعيها { العربي ! } أن ترسل برقيات حب للبراكين المنطفئة ، بدل تبديد وقتها بانتظار أن يحدث ما لن يحدث !!
وألومك ، لأنك مضيت إلى الموت دفعة واحدة بدل أن تموت في الأسبوع سبع مرات !
ولهذا أنت متهم بالعصيان .. كما كنت متهماَ باقتراف الشعر الذي بلا أوزان ! .. ناسياً أننا ننتظر الشمس كل صباح .. وحين لا يأتي .. نشعل أصابعنا كيلا نلعن العتمة .
وخــاطــركم أيـهــا الأعـــزاء
جســا أإأإ ر
u] lk l,j; : gHu'd; Hwhfu
u] lk l,j; : gHu'd; Hwhfu Hld !