صيف كام سعودي كام شات غرور كام شات غزل كام شات الوله شات حبي شات صوتي
منتدى دمعـــة ولـــه - عرض مشاركة واحدة - عناقيد الحب...أولى محاولاتي القصصية
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2006, 01:10 AM   #1


الصورة الرمزية نور الدنيا
نور الدنيا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 241
 تاريخ التسجيل :  Jun 2006
 أخر زيارة : 09-29-2014 (11:59 AM)
 المشاركات : 282 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي عناقيد الحب...أولى محاولاتي القصصية



هذه أولى محاولاتي في كتابة القصة ..ولقد رأيت أن الوقت مناسب لنشرها....أتمنى أن تعجبكم


عناقيد الحب



عندما ينتزع الراعي عنزه من براثن ذئب، تعده العنزه بطلا، أما الذئب فيعده دكتاتورا......إبراهام لنكولن


إنه صيف 1991م في الجنوب اللبناني وبالتحديد بقانا أجمل قراها، إلتقا دوما في هذا المكان يحلقان فيه كما الطيور، وحولهما فراش تتطاير أبدع الخالق في تلوينها، وأزهار تناثرت هنا وهناك، وعصافير تطرب ألحانها السامعين وتتمايل عليها أغصان الأشجار وكأن الطبيعة في عرس بديع.


جلسا على البساط الأخضر يتجاذبان أطراف الحديث، ويحلمان معا بين ازهار الأقحوان، ويصنعان منها أطواق وأكاليل، وحين ترهقهما الأحلام يعودان للماضي ويستردان معا ذكريات الطفولة ..ولكن دائما وفي نهاية كل حديث يختمانه بالدموع حيث الاحتلال الذي يهدد امن بلدهما الصغير.وأحيانا أخرى يقطع حديثهما دوي هائل ويشاهدان أدخنة متصاعدة من احدى القرى البعيدة أو القريبة فيهرعان معا لانقاذ المنكوبين ومد يد العون لأهلها، وتتناقل وكالات الانباء العالميه إنه حدث انتهى وكفى...دون محاسبة لمرتكبه.



وفي ذلك الصيف ألتقى أحمد زينة شباب قانا بندى حبيبته وصديقة الطفولة وفتاته التي يستريح لها بعد تعب يلاقيه من جراء الأعمال الشاقة التي يقوم بها بجانب دراسته حيث يعمل بعد انقضاء اليوم الدراسي في الفرق التي تشكل لإعادة إعمار ما يهدمه العدو الاسرائيلي ومتابعة احتياجات الاسر التي فقدت عائلها وتحتاج لمساعدة دائمه.

أما ندى فتصغره بسنه واحده فقط وهي ابنة خاله وتدرس معه بنفس المدرسه التي يدرس بها... واليوم يلتقيان بعد ان انهيا دراستهما وتم قبول أحمد بالجامعة ببيروت، وقد تمت خطبتهما لبعض رسميا ووضعا "الدبل " بأصبعيهما عنوان لرباط مقدس يربطهما معا..قالت له: لا اعلم ما سيكون عليه المستقبل، رغم أننا كنا نحلم دائما بما سيكون عليه، وبما اننا لوناه بألوان زاهية فأنا خائفة جدا.

وهنا سرت الرعدة بجسدها النحيل فشعر بها أحمد وامسك يديها الصغيرتين كأنه يطمئنها؛ وقال:
-إن أحلامنا ليست بمستحيلة حتى نجزع عن تحقيقها إنها قريبة جدا منا، إننا نحلم بالحياة والحب؛ ونحن هنا بالحياة ، أما الحب فألا يكفي ما نحن فيه.....

وكأنه استدرك شيئا كاد ان ينساه وهي معاناة شعبه من الاحتلال الاسرائيلي وما يقوم به من أعمال ترهب الأبرياء والآمنين وتخطف كل فترة أرواحا لاذنب لها سوى أنها ولدت في هذا المكان...واغروقت عيناه بالدموع حين تذكر الأيام والليالي الطوال وهو يقوم بانقاذ المنكوبينجراء القصف الذي يحدث بين الفنية والأخرى، ويفكر ماذا سيحدث إذا فارق الجنوب لبيروت وكيف سيتلقى اخبار حبيبته ويطمئن عليها وهي بعيدة عنه وحين تنقطع الاتصالات، وبقيا صامتين حتى أشرفت الشمس على المغيب وأفل نجمها، فنهضا وتركا خلفهما المكان الذي شهد كل كلمة حب وكل عهود الصبا والطفولة، هذا المكان الجميل حيث شجرتان عملاقتان تتوسطان فضاء واسع أخضر اللون.

وعندما وصلا إلى بيت ندى وقفا أمام الباب صامتين ينظر كل منهما للآخر وكأن أعينهم تتحدث وتتسامر تحت أضواء القمر، ففتح الباب وانقطع حديث العيون فتوادعا:
-أرجوك يا احمد اكتب لي كثيرا...كثيرا..وهنا ذرفت دمعة كأنها حبة لؤلؤ أخذت تتلامع ...
فإذا بوالدها يقف ويلقي التحية عليهما ويرد أحمد بينما تفر ندى للداخل كالحمامة الجريحة، ويودع احمد خاله الذي يبادره بالسؤال عن موعد رحيله:
-سمعنا انك ستغادر في الصباح الباكر!
-نعم يا خالي، فالحافلة ستنطلق عند الخامسة فجرا..
وهنا تعانقا عناقا طويلا، فمن لا يحب أحمد في هذه القرية! فقد عرف عنه الشهامة فالبعيد احبه فما بالكم بالقريب! الذي أحبه مرتين مرة لصلة القرابة مرة للشهامة والأخلاق العالية فأصبح مضربا للأمثال..فكم من أب وأم تمنوا أن يكون لديه ولد مثله، وطالما حسدت ندى نفسها على هذه النعمة وخافت من زوالها..ألا وهي نعمة وجود أحمد بجوارها دوما، والآن سيذهب بعيدا..سيرحل لبيروت.

تقطع الحافلة الطريق من قانا لبيروت، وفي منتصف الطريق فإذا بالنار تتصاعد في الأفق من احدى التلال فيستصرخ أحمد سائق الحافلة:
-انتظر هناك قصف..لحظة قف!!
-لاياعزيزي انهم يقومون باعمال البناء ...

فهدأ روعه وانتظمت ضربات قلبه وتنفس الصعداء، وصل لبيروت ورأى لابد من الكتابة لحبيبة قلبه يخبرها بالوصول...

ندى:
بيروت ..ليتك معي لتشهدي مولد مدينة، قدوم الحياة لأوصال من فقد الحياة! إنها بيروت
طائر الافنيق الذي يخرج من الرماد ويحلق عاليا...
ندى ..أن بيروت جميلة شمرت عن ساعديها..ونهضت لتستقبل الحياة..
آه ما اجمل الحرية ، والأروع بأن تشعر بالأمان..ليتها تعود الواحد..
ندى..إني أرى لبنان ما قبل الحرب التي حدثنا عن أبائنا تنفض غبار الأمس لتعيش...
فمتى يأتي الغد حاملا معه الحياة لي ولك ولأبنائنا...
ودمتي
أحمد

ورغم انه داخل وطنه فقد شعر بغربة وحياة اخرى غير التي عاشها بقانا، ورغم قصر المسافة فالعدو طول المسافة بين مدينتين داخل وطن واحد صغير.

مرت الأربع سنوات بسرعة ، وكان أحمد خلال اجازاته يزور أهله ويلتقي بخطيبته، وفي احد الأيام والد احمد مخاطبا خاله:
-فقد آن زواج ولدي من ابنتك، ألا ترى فرحتهما.
-نعم ولكن أحمد لم يحصل على عمل حتى الآن؟
- أولم يخبرك بانه حصل على عقد عمل في الكويت ..سيذهب هناك سنة ينظم خلالها حياته ويعد المكان المناسب لزوجته ثم ياتي ليأخذها.
- على بركه الله ، مارأيك أن يتم عقد القران الخميس القادم؟
-الخيرة فيما اختاره الله، مبروك علينا وعلى ولدينا.
وهنا تعانقا ودخل أحمد وعرف سبب هذا العناق ففرح كثيرا وخرج ليزف الخبر على حبيبته حيث انها تنتظره كالعادة بين أزهار الأقحوان في ملتقاهما:
-ندى ...ندى...يناديها من بعيد وكأنه يريد مسابقة الريح ليزف لها هذا الخبر السعيد قبل أن يصل إليها احد يبشرها..وقد كانت حينها واقفة عند إحدى الشجرتين ترتدي ثوبا أحمر وقد زينت شعرها بطوق من أزهار الأقحوان، ولم تلتفت له كأنها تنصت للمستقبل..مستقبلها ..ومستقبل هذه القرية الرازحة تحت نير الاحتلال وكأن هذا الثوب الذي تستقبل به نبأ زواجها ينبئها بشيء آخر، وعندما اقترب منها قال:
-ندى سنتزوج يوم الخميس القادم والذي سيوافق الثامن عشر من نيسان لسنة 1995 وبينما هو يحدثها قطف لها بعض الأزهار ووقف أمامها وقال:
-سيدتي ما أجملك اليوم وكل يوم، وقدم لها باقة الورود..قابتسمت رغم كل مخاوفها ، ثم ضحكا معا وجلسا كعادتهما يتحدثان عن المستقبل وعن أحلامهما..

مر أسبوع على زواجهما عاشت فيه ندى أجمل أيام حياتها ، فعاد احمد من جديد يحزم حقائبه للسفر ولكن لمكان بعيد خارج لبنان، لمرحلة جديدة في حياته:
-سنة واحده فقط ستمر كما مرقت الأربع سنين الماضية لاتخافي سأعود بعدها فأنا كالطائر يحلق بعيدا ولكن مصيره ان يعود إلى عشه من جديد فلا مكان لي غير صدرك الدافئ فهمو موطني وعشي.
فبكت وأنت أنينا لم تأنه من قبل فقد كانت ترى اشياء لا يراها أحد، فقد شعرت بانها آخر مرة تراه وآخر مرة تتنفس من الهواء الذي يتنفسه، فحضنها بذراعيه وأخذ يواسيها ويخفف عنها آلام الفراق وهو احوج منها إلى من يواسيه.
-هيا دعيني أرى ابتسامتك العذبه.
تصمت وتحاول أن تبتسم، فيقول:
-تعلمين أن أجمل ابتسامة بالوجود هي التي تشق طريقها بين الدموع...فما أسعدني وأنا أشاهد أجمل ابتسامة بالوجود.


وبعد غياب احمد داومت ندى على الذهاب لملتقاهما احيانا تجلس وحيده واحيانا اخرى مع صديقتها تغريد ، وفي احدى المرات وبينما ندى كانت مع تغريد قالت لها:
- ندى لقد اصبحت طوال الوقت واجمة وشاردة فما خطبك ..لست أول من غادر له حبيب فاحمدي الله كثيرا لأنه سيعود عما قريب.
فاحتضنت ندى الأرض بشدة –وكأنها لاتنصت لصاحبتها- فقالت:
-ما أجمل الطبيعة ! والأجمل أنك تشعرين معها بالسعادة ، فما أغلى الحرية، وإن اعتقدت يا تغريد إني فقدت الأمل بعودة أحمد فأنت مخطئة، ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت أحلم كثيرا بأني كلما أقتربت من أحمد زادت المسافة بيني وبينه! فما تفسير هذا الحلم يا تغريد ..أخبريني أرجوك؟؟
-إنها أضغاث احلام يا ندى ، فلا تبالي!!
-تغريد أني أشعر بجنيني في احشائي!!
باستغراب:
-انت حامل؟؟ ولاتخبريني أنا، إذا من اخبرتي إن لم تخبريني؟1
-أنا في الشهر الثاني فقط.


حبيبي أحمد:
وصلت رسالتك التي تسأل فيها عن الكل وكان اسمي مجرد أحرف ذكرتها مثل بقية من ذكرت، ولم تخصني بشيء ، هذا احزنني فأخاف أن يكون الجو الجديدالذي تعيش فيه قد أنساك حبيبتك، ولا يفوتني أن أخبرك بأني حامل في شهري الثاني.

وحتى تعود لي سالما
لك حبي واخلاصي
ندى




حبيبتي:
إن راودك الشك للحظة واحدة باني ممكن أن أنسى روحي فأنت مخطئة، وهل رأيتِ أنسانا ينسى روحه وقلبه وحياته كلها واحلامه وطموحاته وكل آماله إنه فقط البائس اليائس، واعلمي أنك حياتي وروحي وقلبي وأحلامي وطموحاتي وآمالي في هذه الحياة.
ندى:لقد انشغلت كثيرا باعداد العش الذي سيجمعنا معا هنا في الكويت، وكونت صداقات عديدة بالسكن والعمل أصبح لدينا جيران جدد هما بسام وعبير ولديهما طفلة جميلة اسمها ندى..نعم لقد أحببت هذه الطفلة فهي بمثل شقاوتك وأنا لا أنقطع عن ندائها وترديد اسمها ..فهي تذكرني بك دائما رغم أني لم انساك ولو للحظة واحدة.
وأخيرا وليس آخرا..
ندى اوصيك بنفسك فحافظي عليها كثيرا فهي أمانة في عنقك..
سلامي لك ولطفلي
أحمد




الموضوع الأصلي: عناقيد الحب...أولى محاولاتي القصصية || الكاتب: نور الدنيا || المصدر:





ukhrd] hgpf>>>H,gn lph,ghjd hgrwwdm hgpfH,gn hgrwwdm




ukhrd] hgpf>>>H,gn lph,ghjd hgrwwdm hgpfH,gn



 


رد مع اقتباس