زعموا أن عملاقا سكن منطقة فدوخ العباد من شدة بأسه، وكان العملاق إذا مشى ارتجت الأرض من تحته، و إن مد يده وصل قريبا من السحب، وان تكلم كان صوته أشبه بهزيم الرعد ، وأصبح الناس بين خاطب لوده و خائف من غضبه ، واستمرت الحالة هكذا دهرا ، حتى جاء ذلك اليوم الذي ارتجت الأرض من جديد بتواتر الأخبار بمقدم عملاق لا يقل بأسا عن صاحبنا الأول ، ونظرا لهيبة العملاق الأول وذيوع صيته انه لا يقهر ، فقد أراد العملاق الجديد التقرب من الأول فأرسل له هدية لينظر بما يرجع المرسلون فلما جاءت الهدية للعملاق الأول زمجر بغضب وقال : انه يخطب ودي لأنه ضعيف جبان ، وقال أتمدونني بمال بل أنتم بهديتكم تفرحون؟ فلآتينه بقوة لا قبل له بها و لأخرجنه و هو من الصاغرين ، سمع العملاق الثاني الخبر فغضب وقال : ويحه إن القوة أفسدته و الكبرياء أطار لبه و ما نازع رب العزة هذه أحد إلا قصمه و لا يبالي . ثم إن العملاق الثاني عمد إلى هراوة ضخمة تهد جبلا وهرع إلى منطقة العملاق الأول و الأرض ترتج من تحت أقدامه ، ثم إن العملاق الأول بلغته الأخبار أن الأمر خطير و صاحبك في الطريق إليك وفي يده هراوة ما أصابت أحدا إلا كسرت عظامه. فلما سمع الأخبار علاه الخوف و بدأ يرتعش فرقا، نظرت إليه زوجته الحكيمة و قالت له : لا بأس عليك يا زوجي فلكل ضيق مخرجا و لكل مشكلة حل فهذه سنة في الحياة و عندي سبيل أجنبكما أنتما الاثنان الصراع و الدماء فالعقل يغلب شجاعة الشجعان و الحكمة دواء للحماقات من كل صنف لمن أراد. قال لها الزوج المرعوب : ويلك ألا تشعرين بارتجاج الأرض و زعيق الرجل من بعيد؟ لقد كنا فيما سبق نتحدث ، أما اليوم فانتهى دور الكلام وبدأ دور النزال و العراك وخسارة المنصب و سوء السمعة و ضياع الامتيازات فنحن الأقوياء نستلب الضعفاء بسلب عقولهم قبل استعراض عضلاتنا ، ألا ترين العز الذي نحن فيه و الأرزاق التي تتدفق علينا من الخائفين و المتملقين ، وخدمة الناس لنا بالعشي و الأبكار ، و أخشى أن يدمرني خصمي، فالقوة جيدة في البداية و لكنها ما كانت في يد إلا جرت على صاحبها سوء الفأل و بئس المصير. قالت له الزوجة الحكيمة : أيها المغفل لا عليك ، قال : وهل إلى نجاة من سبيل ؟ قالت : نعم تمدد في هذا الفراش ، قال لها : ويلك و لكن الفراش للغلام، قالت : هو من أجل ذلك أقول لك تمدد في الفراش ولتخرج أقدامك من نهايته. انبطح الرجل في الفراش و غطته الزوجة الحكيمة باللحاف ثم جعلت قدميه بارزتين من طرف السرير ، وخلال لحظات كان العملاق الثاني الغاضب قد وصل البيت فالتفت يزمجر و هو يصرخ : أين الوقح الذي تحداني ؟ أين الجبان الذي رفض هديتي ؟ لألقنه درسا لا ينساه ! ثم انه لوح بهراوته في الهواء فكان لها فعل الريح القاصف. فلم تتحرك المرأة و لم تتأثر ، كل ما فعلته انها اشارت الى قدمي زوجها البارزتين و أشارت بسبابتها الى العملاق الثائر أن اسكت و لا توقظ الغلام النائم فهو مستغرق في نوم لذيذ ، نظر العملاق الثائر الى فراش الغلام و قدميه الخارجتين من طرف السرير من تحت اللحاف فجحظت عيناه من الرعب ، و قال في نفسه : لا أم لك! ان كانت قدمي الغلام بهذا الحجم فكم يكون حجم العملاق الذي أتيت لمبارزته !! التفت الى الزوجة الهادئة و قال : عفوا لاقلاق نوم الطفل و ازعاجي لكم و سلمي على زوجك الغائب فأنا جئت فقط كي أزوره و أبارك له بطولته في ارضكم و ألتمس بركته و نصائحه
ig tugh hgurg dygf a[hum hga[uhk ??!! hgurg dygf a[hum tugh
ig tugh hgurg dygf a[hum hga[uhk ??!!