منتدى دمعـــة ولـــه - فقدان الشهية.. بين العوارض النفسية والعادات غير صحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يحتدم السجال بين خبراء التغذية على أهمية المقبلات التي اعتاد الناس على تناولها لفتح الشهية ، فمنهم من يعتبر المقبلات من العادات الغذائية الجيدة ويوصي بتناولها على الاقل مرة واحدة يوميا لما تحتويه من مكملات غذائية قد لا تتوفر في الوجبات الرئيسية.

ودون الاعتراض على ما سبق ، يطالب الطرف الاخر من خبراء التغذية بالاعتدال في تناول هذه المقبلات كما ونوعا.. فالمقبلات وان اختلفت في الشكل واللون الا انها تتفق في صفة تخريش المعدة وهذا ما تقوم به لإيقاظ إفرازاتها.. وتكرار التخريش كما يؤكد كتاب "الغذاء لا الدواء" يصيب المعدة بإلتهابات متفاوتة قد تؤدي الى أضرار فادحة.

وينطبق هذا بشكل خاص على المشروبات الروحية والمواد الحادة والحامضة ، فالأولى تسبب التهاب المعدة واحتقان الكبد المؤدي إلى التشمع ، والثانية كـ(الفلفل والفليفلة) تخرش غشاء الفم والمعدة والأمعاء وتسبب احتقانها ثم الإصابة بالبواسير وحرقة البول. أما الثالثة ، كالخل والمخللات والليمون ، فلا بأس من تنالها شرط الاعتدال ، ويفضل أن تكون ممزوجة بالسلطة أو بأي مستحضر غذائي آخر. فقد اعتادت بعض السيدات تناول عصير الليمون الحامض الخالص صباحاً على الريق اعتقاداً منهم أنه عامل في تخفيف الوزن والسمنة ، وهذا خطأ فادح لأن الحموضة الزائدة تؤذي المعدة وتحدث قرحة ، كما ان الحموضة الزائدة تخل في توازن السوائل والدم وتوزيع الكالسيوم والأملاح في الجسم.

وفي المقابل ، يوصي مؤلف الكتاب على تناول الخضروات والنباتات الطازجة كالبصل والثوم والفجل والبقدونس والبندورة لأنها تحتوي على خمائر طبيعية تساعد على الهضم ، مشيرا الى ان البصل يحتوي على عطر يسمى "كبريت الأليل" وهو عطر مشهْ يوجد في الثوم ايضا. أما الفجل فإنه يحتوي على الفيتامين (ج ـ c) وعصيره الذي يساعد على إدرار البول وطرح الرمال.

ولا يجدر بنا أن ننسى الملح ، فهو أفضل المشهيات الطبيعية التي يحرص السواد الاعظم من الناس على استخدامها في تحضير الوجبات رئيسية كانت ام ثانوية ، يعتبر الملح من العناصر الضرورية للجسم ولكن الإكثار منه ضار ويؤثر سلبا على توازن السوائل في الجسم وقد يؤدي إلى الإصابة بالضعف الجنسي. ويحظر تناوله على المصابين بأمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني وغيرهما من الحالات التي قد يؤدي تناوله الى اضرار صحية.

والجدير بالذكر ان الانسان في الظروف الطبيعية لا يحتاج لما يفتح شهية تناول الطعام لديه ، لأن الإحساس بالجوع أمر طبيعي تحركه الغريزة كلما شعر الجسم بحاجته لها كمصدر للطاقة. فالرغبة في الطعام طبيعية تمليها غريزة حفظ البقاء ولا حاجة بها إلى ما يفتحها أو يثيرها ولكن "المدنية الحديثة" وما أدخلته على حياة البشرية من انقلاب هائل تناول - فيما تناوله - غرائز الإنسان الأصلية وأحاسيسه الطبيعية ، جعلت الحس الغريزي بالجوع يفقد رهافته السابقة ، فاختلت مقاييسه. وزاد في هذا الاختلال ما أدخلته الحياة المدنية على حياة البشر من هموم وأحزان ومشاغل ، شغلت المجموعة العصبية عن مهامها الأساسية لتنصرف كلها - أو أكثرها - لمعالجة المشكلات اليومية ، والتأثر بها ، والاهتمام بها عما عداها من غرائز وأحاسيس.

من جهة ثانية ، فإن ما اعتاد الكثيرون على تناوله من منبهات كالشاي والقهوة وشرب الدخان (التبغ) زاد في اختلال المقاييس الطبيعية في الجسم.. اذ نجد الكثيرين من يستعيضون عن الطعام بشرب القهوة والدخان ومع مرور الزمن يصبح الطعام شيئاً ثانوياً في حياتهم.. ولكن كيف؟ علميا يحتوي التبغ على النكوتين والأسيد ساندريك والبيريديك وحمض الفحم التي تنخر الكبد والأسنان.. اذ يعمل الكبد كمحطة مصفاة للدم ، فإذا تكاسل الكبد عن أداء مهمته كان من نتائج ذلك فقدان الشهية إلى الطعام.

أما القهوة والشاي فإنهما تشكّلان طبقة "كيتينية" على جدار المعدة ، فتحول دون وصول الأغذية والعصارات الهاضمة مما ينجم عنه بطء الهضم وبالتالي فقدان الشهية للطعام.