منتدى دمعـــة ولـــه - الآباء والأمهات والإنتحار !!

الآبــاء , والأمــهـــات , والإنـتــحــــــار ؟!
______________________________

أيــهـــا الأعـــــزاء : أعــضـــاء وزوار دمــعـــــة ولــه

في هذه الأيام سمعت خبراً مفجعاً , هزني حتى الأعماق .. يقول الخبر :

إن طالباً متفوقاً , من أحد الدول العربية , أقدم على الانتحار , لأن علاماته في الثانوية , لم تخوله التقدم لكلية الطب .. كما كان يحلم منذ طفولته !! إلا عبر مفاضلة التعليم العالي الموازي ! أو دراسة الطب في جامعة خاصة !

وكلا الأمرين فوق قدرات والده المادية !!

هذه الفاجعة الأليمة , ذكرتني بما حدث معي شخصياً , حين خيَّبتُ أمل أمي , ولم أدخل كلية الطب , كما كانت تحلم !!

كما ذكرتني بما كاشفتني به ابنة خالي , حين عانت إرهاصات هائلة , وإحباطاً شديد الوطأة , إذ لم يسعفها الحظ بدخول إحدى كليات ( القمة ! ) كما كان يحلم والداها ! .

والحق , والحق أقول : أن هذه مشكلة عامة .. على مستوى الوطن العربي كله .

الدراسات الاجتماعية , التي قام بها أكثر من باحث عربي .. أكدت أن أغلب الآباء والأمهات في الوطن العربي , يعلقون آمالاً عريضة على الأبناء .. كي يحققوا من خلالهم مشروعات { فشلوا ! } هم في إنجازها !!

أو كي يضمنوا استمرار مشروعاتهم , إن كان القدر أسعفهم في تحقيقها !!

فنجد كثيراً منهم يختار لابنه أو ابنته مهنة أو نوعاً من التعليم , قبل أن يختار اسمه أو اسمها !! غير عابيء البته بميول فلذة كبده وقدراته واستعدادته العقلية والنفسية !

فإذا ما بلغ الطفل الرابعة من عمره , أو السادسة على أبعد حد , بدأ والده , يوجهه الوجهة التي اختارها له !!

فهذا يريد لابنه أن يصبح طبيباً , كي يحقق من خلاله حلماً قديماً لديه , لم يستطع هو تحقيقه , لسبب من الاسباب .

وآخر يريد لابنه أن يدرس القانون , كي يهتم بــ ( مكتبه ) الذي أفنى حياته في إنشائه وتطويره .

وثالث لا يقبل عن دخول ابنه عالم المال والأعمال بديلاً , إذ من يحفظ الثروة ويضخمها غير هذا { المحروس } !!

وليت الأمر يقف عند هذا الحد .. فغالباً مانجد الآباء والأمهات يتجاوزون , في هذا الأمر تحديداً , الأقوال باتجاه الأعمال والتصرفات !!

فهذا يشتري لابنه ألعاباً تناسب المجال المهني والعلمي الذي اختاره له بنفسه !

وتلك ما تفتأ تحكي لابنها قصصاً أبطالها يمتهنون المهنة التي اختارتها له .. فنجحوا في الحياة أيما نجاح !!!

بينما طارد الفشل الآخرين لأنهم اختاروا مجالات أخرى !!!

بإختصار لا يدخر الأبوان { العربيان } جهداً .. ولا يوفران سبيلاً , مهما كان حاداً قاسياً .. في حث ودفع ابنهما الطفل .. ومن ثم المراهق .. على التوق في المجال العلمي أو المهني الذي اختاراه له .

فإذا نجح وتفوق على أقرانه , رفعاه فوق الريح !! وأورثاه أثره غروراً , لا بد أن يدفع ثمنهما في مستقبل الأيام !!

أما إذا لم يستطع أن يحقق لهما حلمهما , اعتبراه فاشلاً تافهاً , لا يستاهل أن يكون ( أصلاً ! ) من نسلهما الراقي العظيم .. ما ينعكس سلباً عليه !

فيفقد ثقته بنفسه , وتتشوه صورته عن ذاته .. وتتراكم الإحباطات في دخيلته , ويرسخ في ذهنه , أن أبويه قد تخليا عنه .. وحرماه من شعور المحبة , والرعاية , والأمن , والحماية , والاستقرار .. الذي طالما أسبغاه عليه , قبل أن يطعنها في الظهر , ويدمر حلمهما القديم ,

وهنا .. نعم هنا بالضبط مكمن الخطر !!

إذ غالباً ما يندفع { المراهق } لتعويض ما خسره عند أبويه , خارج الأسرة !!

وإذ ذاك قد يقع بين أيدي أفراد أو جماعة خارجة عن نظم المجتمع أو قيمه أو أخلاقياته .. تعوضه عما فقده من رعاية وعطف وأمان .. فينتمي إليها روحياً , ووجدانياً .. ومن ثم عملياً وسلوكياً , فينحرف كما انحرفوا !!!!

ولقد أدركت ( اليابان ) بعيد الحرب العالمية الثانية , أبعاد هذا الخطر .. فعمدت إلى حله عن طريق منح رتبة كليات ( القمة ) ومزاياها المادية والمعنوية إلى جميع الكليات والمعاهد .

فمثلاً يسمى الحاصل على ما يعادل المعهد الهندسي عندنا , مهندساً تنفيذياً .. ويتقاضى الأجر نفسه الذي يتقاضاه , المهندس الكلاسيكي .

وكذا الأمر بالنسبة للطب والصيدلة والحقوق , وغيرها من مناحي العلم .

وبذا أصبح سهلاً على الآباء , أن يحرروا أبناءهم من أسْرِ أحلامهم .. بعد أن رفع هذا الإجراء القيمة المعنوية والمادية , لجميع مجالات التعليم .. فأصبحت كلها متقاربة إلى حد بعيد .

وأيا كان .. ينبغي علينا جميعاً , أن نولي هذا الأمر الاهتمام الذي يستحق .

فأبناؤنا .. كما قال جبران خليل جبران :

{{ ليسوا لنا , إنهم أبناء الحياة }}

وخــــاطركم أيها الأعــــــزاء

جسا أإأإ ر