منتدى دمعـــة ولـــه - سام وسوزان !!! ...... قصة قصيرة

[a7la1=CC99CC]

سام وسوزان ....... قصة قصيرة

[/a7la1]

تدور أحداث هذه القصة بين غصنين جميلين نشئا على الفضيلة.... وأول كلمة نطقا بها الأخلاق .... في تلك القرية المنسية ( سافينيا ) قصة هاذين الشابين ترجع إلى أمد بعيد يزيد على المائة ونيف ....

مازالت ذكرى سام وسوزان عالقة في أذهان أهالي قرية ( سافينيا ). الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى تلك القرية النائية .... هو ذلك الطريق الموحل .... وبسبب وعورته جعل الناس يعزفون عن قرية ( سافينيا )....

كان المرجع لأهالي القرية هو الفضيلة .... فباتوا يزرعون الأخلاق ها هنا وهناك حتى صار الأخلاق نبراسهم الذي يقودهم في ذلك المكان الموحش .... سام وسوزان بطبيعتهم الطفوليه الملائكية حطما كل القيود التي تقيد من تنقلاتهم بين الصخور والمرتفعات والشجيرات... لقد حطما كل القيود الموثوقة بقوانين قريتهم .... أو السذاجات ..... في نظر سام وسوزان ...... كل العفوية كانا ..... لأنهم لا يعبئون بمسميات حياتهم .... مثل الجداول ..... الأنهار .... الأشجار .... الروابي .... التلال .... حتى أساميهم لا يهتمون بها يبدلونها بحروف إغريقية تارة وبالهلنسيه تارة أخرى التي كانت منقوشة في الصخور المحيطة بالقرية .... في تلك القرية نشأ كل من ( سام وسوزان ) .... فمنذ نعومة أظافرهم كانا ينامان في مخدعٍ واحد بعيداً عن قريتهم الريفية عند سفح الجبل .... حيث مخدع الطهر كما سُميتْ بعد رحيل سام وسوزان !! .... ذات يوم همس سام في أذن سوزان قائلاَ : هل تعلمين يا سوزان بأنك أجمل فراشة شاهدتها عيناي في هذه المروج الخضرة الجميلة .... لم تعبأ سوزان بتلك العبارة .... إنما انحسرت ابتسامتها العذبة وتحولت وجنتيها إلى كراسة طفلٍ طائشٍ عليها من صنوف الألوان ما الله به عليم .... هكذا ترعرع بذرة الحب بين أزقة قرية ( سافينيا ) التي كانت تعتبر نظرة الشاب إلى الفتاة جريمة تُعاقبُ فيها الشاب بقتله غرقاً في النهر الواقع بالقرب من مخدع الطهر .... أُعلن حبهما على الملأ بعد أن أرسل سام رسالة إلى سوزان قال فيها :

(( [a7la1=9966CC]عصفورتي الصغيرة ، هل مازلتِ تذكرينَ لقائنا الأخير .... كم يتوق لي أن تكوني بجانبي ... سوزان لقد كنتِ رائعة فعلاً ... يا آسرتي أنتِ فائقة .... أنتِ أروع آية في الوجود كله .... أنتِ الحياة .... أنتِ الجمال .... هاهي الأرض تتمايل وتترنم وتتباهى أمام بقية الكواكب لأنكِ تخطين بخطواتكِ فوقها .... كم أحسد الأرض .... وهاهي الرياح إذ تغير مسراها تاركة الكون بأسره جاءت كي تنعم بلمسة من شعركِ الكستنائي .... احمليني إلى عالمكِ السحري .... لا تحاولي الهرب بتُّ أمقت هذه القرية المأفونة .... فليفعلوا بجسدي ما شاءوا[/a7la1] ))...

تلك الرسالة جعلت من القيم التي تدرس في ( ماكندو سافينيا ) مجلس القرية هرطقة لا وجود لها .... ذاعت قصة ذلك الشاب الجريء في القرية تناقلت الأخبار حتى وصلت إلى والد ( سوزان ) ..... أغلِقتْ عليها الحصار حتى هزلت جسمها الممشوق وتحولت إلى كومة من الآلام والأسقام .... هاهو ذا سام يسعى ليل نهار كي يختلس نظرة تحمله إلى ذكريات صباه الجميلة .... ضاقت سوزان من الحصار إلى أن أرسلت خطابٍ إلى سام قالت : [a7la1=FF99CC](( عزيزي سام أين جرأتك التي عودتني عليها أما زلت قابعاً في منزلك .. لن أغفر لنفسي إلا أن أرتمي بين أحضانك .... وإلا فلتلحق بي إلى المجهول ؟؟ ربما تجدني في مخدعنا عند سفح الجبل ))...[/a7la1]

كانت الفاجعة على سام عندما ذهب إلى مخدعه المعتاد أن وجد سوزان وهي مسجى بقطعة من القماش الحريري قد أهداها سام لها قُبيل ذيوعِ حبهما .... فاضت روح سوزان كما حذرت سام برسالتها .... عاد سام أدراجه إلى القرية .... أخبر صديقه ( سارجو ) بما حدث وسلمه رسالة و طلب منه إلا يفتحه إلا في الغد .... في تلك الليلة شرب سام عصارة شجرة (الأدلويز السامة ) التي سُميت فيما بعد ( بشجرة الموت ) .... فارق سام الحياة في تلك الليلة العنيفة كما وصفها صديقه سارجو ....
فتح سارجو الرسالة في اليوم التالي وقد كتبت فيها : صديقي سارجو أرجو أن تدفن جسدي الممقوت في هذه البلدة بجوار ضريح سوزان .... رسالة سوزان الأولى تجدها في سدرتي أرجو أن تعلقها على ضريحي .... ورسالتي أرجو أن تعلقها على ضريح سوزان .... لا تغضب يا صديقي على فعلتي هذا عهدٌ قطعته مع لؤلؤة سافينيا سوزان ..... نفذ سارجو الوصية ..... فمنذ ذلك الحين تتوج ضريح العاشقين بالأكاليل من قبل الزوار .....

هاهي سافينيا وذلكم زوارها ..... تلك القرية البائسة التي احتضنت أشقى أشقياء الأرض حظاً وبؤساً وتعاسةً وعذابا .... لم يرتكبوا خطيئة سوى أن تعانقت روحيهما في سماء تلك القرية المشئومة ..... بات إسم ( سام ) يطلق على كل طفل يولد و ( سوزان ) كثرت الفتيات اللائي يحملن ذلك الإسم .....

******************

كلي أمل .... كلي رجاء بأن تنال هذه القصة التي ترى النور عبر هذا المنتدى إعجابكم وإستحسانكم الكريم ولا تبخلوا علي بنقدكم البناء

icon26 محبكم على الدوام / أنجمينا icon26