منتدى دمعـــة ولـــه

مدخل:-
صباحكم ياسمين..
أجد في قلوبكم مساحات بياض تكفي لكي انثر ما خربشت هنا بفوضوية.. وادع كل قلب يرتبها كما يحب..

^^^ أنا آســف ^^^

قد يكون كل شيء قابل للفلسفة والتشريح إلا المشاعر،، فهي لا تُكتَب ولا تُرسَم ولا تُمثَل .. هي تولد في القلب أولاً.. قبل كل التعابير، وبعد استيعابها فقـط نستطيع تشكيلها كيفما نشاء.. كيفما رأتها زاوية العقل ومتى وجدنا القالب الأنسب لنعلبها فيه ونوثقها خوفا على ضياعها في زحام الذكريات..
أن تستطيع الحفاظ على درجة عالية من الإحساس بالآخرين.. يعني انك مازلت تستحق الحياة بينهم والأخذ من عطاءاتهم أيـاً كان شكلها.. وأن تستطيع الاحتفاظ بتلك الملَكَة يعني انك قادر على تصنيف المشاعر بين طبيعية جداً وبين مصطنعة كلا على حدة..
وأن تصل لهذه المرحلة،، يعني انك تستطيع التعبير عن مشاعرك بالطريقة الأنسب.. وبالتالي تستطيع أن تحرص على حماية المشاعر الأجمل منها، من كل خدش.. وإن حصل وتمرَّرَ الخدش من بين أذرع حمايتك المطوِّقة لجميل المشاعر بحـب .. فأنت لن تتوانى عن الاعتذار.. ولن يخجلك ذلك في شــيء..
أن تعتذر حين يبدر منك مالم يكن يجب أن يبدر،، فهذا حس راقي البعض لم يتوصل له بعد والبعض الآخر توصل له ولم يدرك فنـَّه إلى الآن!
أن تعتذر بعد الزلل، هذا لا يعني انك قمت بالواجب وكفى! فللاعتذار فـــن..
فنٌ تدركه بالحس.. تدركه بمدى الحب للمشاعر التي جُرِحت بذاك الزلل.. تدركه بمدى العمق الذي تستشف به أثر الزلل..تدركه بحدة إدراكك للخطأ المُرتكب..
أن تعتذر بغباء يعني أن تجرح للمرة الأخرى.. أن تعتذر بعد ألا يفيد العذر يعني انك تفتح الجرح بعد أن كاد يلتئم.. أن تعتذر عن كل شيء وأنت لم تعي السبب الذي جرَح أصلاً فذلك يعني انك تنثر الملح على الجرح..
أن تعتذر بـعد تناوب الآلام على الجرح وبـعد انتهاء وقت العزاء فذلك يعني انك تعمدت الجرح وجئت لتطمئن على أن كل الأمور سارت كما رسمت لها قبل أن تجرح..
أن تعتذر بعذر أقبح من ذنب فذلك يعني أنك ما طلبت العذر إلا لتجرح من جديد..
أن تعتذر وأنت تعلم أن اعتذارك لن يزيل أثر المسمار الذي غرست بعنف.. فأنت تُرجع المسمار ذاته إلى نفس المكان وتحرص على تثبيته بشكل أعنف من ذي قبل..
أن تعتذر بعذر تعلم جيدا انعدام الصدق فيه فأنت تسعى لتصحيح الخطأ بآخر يفوقه في الإيلام،،
أن تعتذر بـوردة بعد أن أحرقت الحدائق فذلك يعني أنك تجيد الجرح أضعافا مضاعفة أكثر من إجادة الاعتذار..
أن تجرح بفعل.. وتعتذر بكلام فذلك يعني أن الاعتذار في عرفك شيء من الثرثرة اعتدت على التسلية به..
أن تعتذر في غير زمانه وغير مكانه ولـمن لا يستحق وعن ما لا يستحق وبما لا يتناسب مع حجم الخطأ.. فأنت تُفقد الاعتذار هيبته وأنت تُفاقم الخطأ وأنت تدفع بمن قررت الاعتذار له، لألا يصدقك ثانية.. وألا يمنحك الثقة..
الاعتذار وسيلة استدراك بعد ارتكاب الخطأ.. كثرة استخدامها قد تفسدها.. وسوء استخدامها قد يوجهها إلى غير ما خُلِقَت لـه..
قبل أن تقرر الاعتذار.. فكر كثيراً بحجم الخطـأ.. بقدر من أخطأت في حقه.. بمدى جدوى الاعتذار.. بوقت الاعتذار وبكيفيته..
قبل كل ذلك.. فكر كيف تكون بقدر ذاك الاعتذار.. وكيف ستحرص على أن يكون اعتذاراً صادقاً يلغي ما سَبـَقـَه من الزلل..

مخرج**

كبر الخطا ما كل عذر يغطيه ** مثل التعازي ما ترد المصيبة

مع الياسمين

تحيتي لكم

العراقي