منتدى دمعـــة ولـــه - سوء معاملة خدم المنازل

سمر البنت الوحيدة لعائلة صغيرة تبلغ من العمر خمس سنوات كانت كثيرة الحركة والحيوية واللعب فجأة اصفر وجهها وبدا عليها التعب والخمول والكسل وضعفت فاحتارت الأم من حال طفلتها

وفي احد الايام سمعت الأم الطفلة تبكي وتتوسل إلى الخادمة: «يكفي واحدة لا تضعي لي في أنفي الأخرى« لم تدر الأم ماذا عنت سمر وما هو الشيء الذي يوضع في أنفها سألت الأم الخادمة عما سمعته لكن الأخيرة انكرت ذلك الحوار بينها وبين الطفلة وعزت ذلك إلى هذيانها من ارتفاع الحرارة الذي ألم بها مؤخرا لم تطمئن الأم لتبريرات الخادمة فقررت البقاء في المنزل من دون ان يعلم احد بوجودها فوضعت خطة لاكتشاف ما يدور أثناء غيابها وفي الصباح خرجت إلى العمل كعادتها ثم ما لبثت ان عادت بعد قليل ودخلت إلى المنزل بسكوت تام حتى وصلت إلى باب المطبخ وتوارت خلف الباب مذهولة وهي تسمع بكاء سمر وتوسلها للخادمة «أرجوكِ تكفي واحدة انها تؤلمني كثيرا«.. فأطلت الأم برأسها للداخل لترى الخادمة تهم بدس دودة في أنف سمر اندفعت الأم ناحية الخادمة تدفعها عن سمر لتحتضنها وهي تصرخ ماذا تفعلين؟! وماذا تضعين في أنف سمر؟! كانت سمر خائرة القوى شاحبة الوجه تتمتم في خفوت لا تضعي لي اليوم إنها تؤلم.. حملت الأم ابنتها إلى المستشفى وأخبرت الطبيب بما جرى وهي تبكي بألم وحالما سمع الطبيب ما حدث أجرى على الفور صورة أشعة لدماغ الطفلة وعندما رفع الطبيب الصورة في اتجاه الضوء هاله ما رأى فقد كان الدود منتشرا في خلايا دماغها وكانت الحقيقة المرة أنه لا فائدة من العلاج فسمر تحتضر وماتت سمر بعد يومين وتم القبض على الخادمة. لقد قرأت وسمعت وشاهدت العديد من قضايا عنف خدم المنازل ضد الأطفال بعض هذه القضايا تصل إلى المحاكم وبعضها لا يصل فتكتفي الأسرة بتسفير الخادمة إلى بلدها لتتخلص منها ولكنني عندما قرأت هذه القضية شعرت بغثيان وغضب وحزن على هذه الطفلة التي راحت ضحية أم مهملة وخادمة مريضة نفسيا فمن غير الطبيعي أن تكون الخادمة طبيعية فمن يقتل طفل بريء انتقاما من ربة الأسرة أبدا لا يكون إنسانا طبيعيا. الحقيقة أن مشاكل خدم المنازل كثيرة ولا تظهر على السطح على خلاف الجرائم التي ترتكب في حق الخادمة، فتهول القضايا وتتحرك عليها منظمات حقوق الإنسان وتكبر القضية حتى تصل إلى الرأي العام العالمي ويتم استغلال القضية ضد المجتمعات الخليجية لتشويه صورة مجتمعاتنا الإسلامية التي يقال عنها إنها تستعبد خدم المنازل ويبدأ التدخل الأجنبي في شئوننا الداخلية وسؤالي أين تلك المنظمات الدولية من جرائم خدم المنازل التي ترتكب ضد أطفالنا؟ الجواب: لا شيء يذكر. الواقع أن دكاكين حقوق الإنسان في الوطن العربي كثيرة فهم يسعون للحصول على أموال سريعة وطائلة من منظمات دولية مشبوهة ينتفعون منها بشكل شخصي في مقابل تقارير ضد أوطانهم لذلك نرى أن بعض هذه المنظمات عبارة عن مؤسسة يملكها شخص واحد يتفق مع بعض المنتفعين منه لتأخذ شكل الجمعية ويظل هذا المنتفع رئيسا لهذه الجمعية مدى الحياة وكأنه حاكم عربي تنهال عليه الأموال الكثيرة من دون تعب أو كلل كل الذي يفعله ورشة عمل يدفع للحاضرين تذاكر سفر واقامة ليحصل على تقارير ترغب فيها المنظمة الممولة وفي المقابل يحصل هو على الغنيمة من هذا المشروع ويعيش البعض من هؤلاء ينتفع من هذه المشاريع المتتالية التي لا تخدم قضايا حقوق الإنسان بقدر ما تخدم مطامعه الشخصية في مقابل خيانته لوطنه لأنه لا يؤمن بحقوق الإنسان ولكن هذه الشعارات البراقة مصدر رزقه الوحيد والسريع وبعض هؤلاء الوصوليين نجدهم كانوا معدومين استغنوا من هذه التقارير التي يستفيد منه الأجنبي لأهداف لا تخفى على الكثير منا. في اعتقادي أن بعض هؤلاء المنظرين بشعارات حقوق الإنسان ما هم إلا مرتزقة وصوليون وخائنون لأوطانهم فيجب معاقبتهم كمجرمين وجواسيس ضد أوطانهم ويجب وقف زحف أمثال هذه المنظمات التي تبيع وتشتري بحقوق الناس والحمد لله أن البحرين تخلو من هذه المنظمات المشبوهة. ولكن أين سمر اليوم؟! بعدما اغتالتها خادمة انتقاما من أمها، إنه جرس يدق تنبيها لكل أم أهملت رعاية طفلها وتركته في عهدة خادمة غريبة قد تكون مريضة لذا يجب على كل أم ان تعي أهمية مشاكل خدم المنازل وألا تترك أطفالها في يد خادمة قد تنتقم منها في فلذة كبدها. كلمة أخيرة أقولها: إن حقوق الناس ما هي إلا سلعة تباع وتشترى عند بعض المنظمات التي ترفع شعارات حقوق الإنسان.

منقول

تحياتي