منتدى دمعـــة ولـــه

منتدى دمعـــة ولـــه (https://www.dm3twlh.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام - Main Section (https://www.dm3twlh.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   غزة ’’ في زمن الاحالات المر .... (https://www.dm3twlh.com/vb/showthread.php?t=11950)

الفياض 02-06-2009 06:26 PM

غزة ’’ في زمن الاحالات المر ....
 
.

تخومُ البداياتِ:
أبعدُ كوبَ القهوةِ ، لا قهوةَ بعدَ اليومِ ، ..
والصحيفةُ .. لتمُتْ ، والعاملينَ عليها ، والعاملينَ فيها
وهذا الوجهُ ، يخبرني في مرآةٍ عاريةٍ: لا تنظر إليّ كثيراً ، أنتَ فاقدُ رجولة !

نشراتُ الأخبارِ ، حكاياتُ الموتِ ، قوائمُ الوفيّاتِ
تُزاحمُ أرقامَ صناديقِ النقدِ ، سيولاتِ براميلِ النهبِ ، مهابطَ انكساراتِ البورصة
وتضمنُ لي بتحدّ كاملٍ/شاملٍ ، ترشُّحَها للمركزِ الأولِ المتفرّدِ ، لكأس العالمِ للموتِ عشرةَ أعوامٍ قادمة !


مزاميرُ غزّةَ:
علّمتني غزّةُ أنّ الموتَ ، لا يعني انتفاءَ الحياةِ ، وأنّ الحياةَ بدونِ الموتِ ، أكذوبةٌ كُبرى !
علّمتني غزّةُ أنّ الطفولةَ ، لا تعني انتفاءَ الرجولةِ ، وأنّ الرجولةَ ليست سنيّاً ، وعُمْرا
علّمتني غزّة أنّ الشيخوخةَ ، لا تعني انحناء الرأسِ ، العمرِ ، الظهرِ ، الجذعِ ..
علّمتني غزّة أنّ الأنوثةَ ، لا تعني بريق الثنايا/العيونِ/الأساورِ ، قدرَ ما تعني بريقَ القلبِ/الرؤية/الضمائرِ
علّمتني غزّة أنّ الزيتونةَ ، شجرةٌ .. أصلها منزوعٌ ، وفرعها مقطوعٌ ، وزيتها محروقٌ في تنّور "القضيّة" !


زمكان:
و ..
والزمانُ زمانانِ ، زمنٌ نعيشُ ، وتعيشُنا أزمان
والمكانُ مكانانِ ، مكانٌ نسكنه ، وتسكننا أمكنةٌ ، هكذا علّمتني غزّة !

غزّة لم تعد تملكُ مكاناً ، ..
سوى ألّا مكان ، بمساحةٍ كبيرةٍ ، ومناخٍ ، وسكّان !

المكانُ لا مكانَ .. الزمانُ لا زمانَ ، ..
ما لم يتدجّجا معبّأينِ بشعورِ اللامتناه ، من عبقِ التاريخِ ، ..
قصصِ الوجودِ ، مخائلِ/خمائلِ الطفولة تنادي: هل كلّنا شهداء !

هنا الآنَ ، الآنَ هنا ..
الزمانُ المكانُ / المكانُ الزمانُ ، ..
لا فرقَ بين الحاجاتِ/المسافاتِ/الساعاتِ:
الجدثُ/السريرُ
النومُ/الموتُ
الأخُ/العدوّ
الجرحُ/الترياقُ
الفجرُ/الغسقُ
الليلٌ/النهارُ
حبلُ الغسيلِ/المشنقةِ
الطيورُ/الرصاصُ
الميلُ/الشبرُ
البكاءُ/الضحكُ
الضياءُ/العتمة
الفرسخُ/الخطوةُ
انسكابُ المزنِ/الحزنِ
النشيدُ/النشيجُ
الطفولةُ/الكهولةُ
الفرحُ/الترحُ
والأعراسُ .. محضُ عزاءاتٍ مبكّرة !


سورةُ الأمّهات:
الأمّهاتُ ، بغزّةَ ، لا يبكينَ كثيراً ، يدركنَ أن لا جدوى من ذاكَ
الأمّهاتُ ، بغزّةَ ، لا يضحكنَ كثيراً ، يدركنَ أن لا داعيَ لذاك
والأمّهاتُ ، بغزّةَ ، لا ينمنَ طويلاً ، ..
مخافة أن يحلمنَ بالأزواجِ الشهداءِ ، يغفلنَ عن الأبناءِ الشهداءِ !

الأمّهاتُ بغزّة ، لا ينحنينَ ، ولا ظهورهنَّ
وإن فعلنَ بمرِّ الدهورِ ، فلغيثِ الفرح ، يضاهينَ قوسَ قزح !


إصحاحُ الأطفالِ:
بغزّةَ ، تموتُ أناشيدُ الحياةِ ، أغاريدُ الطفولةِ ، أغنياتُ/أمنياتُ الصبايا ..
سوى باللحودِ/الجُدُثِ/القبورِ ، تمتدّ الحياةُ/الطفولةُ/الأغنياتُ/الأمنياتُ مديدا !

كلّ شيء قابلّ للحزنِ/الفرحِ بغزّةَ ، عينَ الآنِ
طفلةٌ تبسمُ ، كونَ منظّمة البلدِ الخيّرِ المجاورِ ، تمنحُها كفناً جديدا !

أطفالُ غزّةَ غاوونَ للشهرةِ ، ..
تتنازعهم وكالات الأنباء/الإنباءِ كلّ ساعةٍ .. زرافاتٍ ، ووِلْدانا !

الطفلُ الغزّيُّ ، يبصرُ الشيخَ على الشاشةِ ، ينادي بالعودةِ إلى اللهِ ..
فيرحل خارجَ الدارِ/الأنقاضِ ، يبحثُ عن مجنزرةٍ ملائمةٍ ، والشيخ ، نحو دارِ الإمارةِ يؤوب !

تئنّ غزّةُ ، كلّما الموتُ بأطفالها ارتطم ..
تنادي ، تنوح ، وتبكي ، و لا صوتَ يعلو فوق صوتِ الألم !


رجسٌ من عملِ السلطان:
لا نريدُ المسؤولَ عنِ القتلِ ، السحلِ ، الموتِ ، التعادي ..
نريدُ المسؤولَ عنِ المسؤولِ عنِ القتلِ ، السحلِ ، الموتِ ، التعادي .. في زمنِ الإحالاتِ المرِّ !

وببراميلِ بترولِ الذين آمنوا ، وفتاوى شيوخِ الذينَ جاهدوا ..
حرّرنا ما تبقى من القدسِ ، لتغدو مستوطنةً كبرى للصهاينةِ العربِ ، رعاةِ التطبيع/التطويعِ

ونفكّرُ دائماً ، ..
كم "غزّةً" يلزمُنا ، كي نقرّبَ يوم القيامة أكثر !

"غزّةُ" القلبِ مؤلمة !

وقال الملكُ ، للملوكِ الآخرينَ ، ..
الذينَ أفسدوا كلّ دولةٍ ، وجعلوا أعزّة مواطنيها أحذيةً ، وعسكرا:
إنّي أرى حِواراً ، يتبعه خوارٌ ، يرأسه "حُوارٌ" ، تتبعها قُبلاتٌ ، وأباعرُ شتّى ..

وقال الملكُ: لقد أفتاني شيخُ الوطنِ ، ..
مُعَبّرُ/معْبَر رؤايَ ، قائلاً: دينهم ديننا ، وديننا دينهم ..
وسنحاورهم سبع قرونٍ دأباً ، ثمّ نقولُ لهم:
يا أيها "القاتلون" ، نحبّكم قاتلينَ ، كحبّنا مقتولينَ ، وغزّة لا تمتّ لنا بصلةٍ ولا قربى !

وغزّة المسرى ، تموتُ وتحيى ، ثمّ تموتُ أُخرى ، وتحيى ، ..
ولا نعرفُ ، ولا ندري ، كلّ الذي يهمُّ ، أن تكون "فرجينيا" ، بلا فقراءٍ ولا عاطلينَ "سودا" !


للمغولِ نقول:
ونحن حين تنفينا المنافي ، لا نحتاج لهاتفٍ ، ولا بريد ، ولا رسالة ..
نرقبَ محطّةَ الأخبارِ ، مطالعَ الصحفِ ، ومختتمَ القراطيسِ ، وتوافينا صورُ القُربى المرضى الجرحى الموتى ، ..
والجارِ ، والجارِ الآخرِ ، والدارِ ، تنصهر على من فيها ، ومن فيها لا يلقون عليكَ تحيّةً ، رغمَ أنّ الوقتَ صباحا !



تفرّدات:
بغزّةَ ، لا نحتاج المرايا ، ..
تكفينا وجوهنا في القنواتِ/الصحفِ/النعاةِ/المقابر

بغزّةَ ، كلّ الذين يعيشونَ ، ..
لا ليعيشوا ، إنما كي يشهدوا الموتَ أكثر !

بغزّةَ ، لا للخيالِ ، يعلّمكَ الواقع ألفَ لعنةٍ/عَبرةٍ/عِبرةٍ ..
كأنْ تحتفلَ الطفلةُ الوليدةُ/الوحيدةُ/الفقيدةُ ، بعدَ كلّ غارةٍ بعيدِ ميلادٍ من جديد !

بغزّةَ ، لا سريرَ للفلسطينيِّ ، لا لينامَ ، وإنما ليموتَ عليهِ !
بغزّةَ ، لا سريرَ للفلسطينيِّ يموتُ عليهِ ، بمشفىً عتيقٍ ، من قالَ أنّ الفلسطينيَّ ينامُ أصلا !

بغزّةَ ، مكتوبٌ على الحيطانِ:
الدماءُ ، نعمةُ الوجودِ ، فضلاً .. لا تسرف في الدماءِ !

في غزّةَ ، لا تبحث عن ظلّك ، فيشاجركْ ، قد يكون من تنظيم مغاير !


نصوصُ المعابرِ:
حينَ لا تكونُ طفلاً ، ولا شيخاً ، ولا امرأةً ، ..
ولا رجلاً بعمرٍ محدّدٍ ، وملامحَ اعتياديّةٍ: غزّيٌّ أنتَ إذاً !

يا غزّةُ .. كيف أهرّبُ روحي منّي إليَّ ، ..
كلما رأيتُ موتَ أوّلك ، أدركت وفاةَ آخري !

وتقول للفتاةِ التي تحبُّكَ ، غداً نلتقي ، لا لأنّكَ تخاف أن تخونَ ، أو تخونُ ، ..
تتعاهدانِ ، كي لا يكون قّناصُ التحفّزِ قريباً ، يسدّدُ/يحدّدُ موعدَ اللقاءِ القادمِ في الضفّة الأخرى !

وحينِ تنامُ الشمسُ ظهيرةً ، ..
تتمطّى غزّةُ ، تقتلُ جرحاها ، وتبحثُ عن مكانٍ مناسبٍ في النشرةِ القادمةِ ..


موتُ الجماعةِ رحمةٌ:
الممرّضاتُ –لا أطبّاءَ بغزّة يكفونَ- يقلنَ للجرحى/المرضى الذينَ يأتونَ: لا تموتوا اليومَ ، ..
لدينا توغّلٌ أودى بثلاثة ، وفتنةٌ أنتجت ستةً ، ومستوطنٌ يقتل طفلاً وأرملةً ، يا حمقى: أين نضعكم لو متّم اليومَ أجمعينَ ..

وعنهُ قالَ: ماتَ اليومَ أربعةُ أطفالٍ وعجوزٌ كان يضحكُ كثيرا ، ..
قال عنه محمود عباس: خبرٌ صحيحٌ ، رواته مذيعاتٌ ثقاتٌ ، وأجمعوا عليه في النشرة.

ولا تحتاجُ غزّة للمصابيحِ ، إلا لتدفن موتاها ، ..
وتجدي قليلا ، كاميرات الشاشات العربية المساندة ، ..


زهرةٌ بريّة:
غزّة تقولُ للقدسِ ، يا أُمُّ:
لولاي لمتِّ من أمدٍ ، وما صرت "قضية" !

غزّةُ ، نبتةٌ صامتةٌ/صامدةٌ ، ..
تنمو على عجلٍ ، تموت على مهلٍ ، لذا تبقى غزّة طويلا ، ..
وطويــلاً ستبقى !

اشجان 02-06-2009 06:56 PM

رد: غزة ’’ في زمن الاحالات المر ....
 
شكراً لك أخي الفياض

موضوع رائع تستحق التقدير والاحترام

ننتظر جديدك ياغاليـــــــــ

{..Rashh DaFa..•~ 02-07-2009 12:52 AM

رد: غزة ’’ في زمن الاحالات المر ....
 
بارك الله فيك اخي الغالي
/
على هذا الطرح المفيد
/
لكي مني خالص الشكر
/
وتقبلي ودي واحترامي لشخصكم الكريمـ

دلوعة السعوديه 02-07-2009 07:33 AM

رد: غزة ’’ في زمن الاحالات المر ....
 
مشكوووووووووورررررررررررررر على الموضوع الرائع

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

حلا وثقل 02-09-2009 09:48 PM

رد: غزة ’’ في زمن الاحالات المر ....
 
بارك الله فيك وجزاك الف خير علي الطرح القيم


الساعة الآن 12:01 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون

أرشفة : مجموعة الياسر لخدمات الويب المتكاملة