بســم الله الرحمن الرحيم



الســلام ع ــليكم ورحمة الله وبركاته



//


رجل في الستين من عمره له باع طويل في المعاصي والذنوب ... أقترف الكثير من الموبقات ,, عصى وأستنكر وأستكبر وسَكِر وعربد ... خسر من عمره خمسة وأربعون عاما ً وهو على هذه الحال ... لا يختلي بـ محارم الله إلا أنتهكها ..


ومابين طرفة َ عين ٍ وأنتباهتها .. يغير الله من حال ٍ إلى حال ِ


تاب الرجل .. وسبحان اللذي يُغير ولا يتغير ... أهتدى .. بل إلتزم ومشى ومَضى إلى الطريق المستقيم وعليه يشكر الله ويحمده ويثني عليه أن منّه بالهداية منّه إليه سبحانه ... تاب .. وأعتكف المسجد .. بل أصبح إمامٌ لأهل الحي .


ذهب إليه بعض الرفقاء الأخيارلزيارته في بيته.. وبينما هم يتحدثون ويتبادلون أطراف الحديث .. إذا بإبن الرجل يدخل عليهم ويسلم على من في المجلس .. فقال أحدهم بالعاميّه (( الله يصلحه )) .. فَصُعق الأب وأجابه بتلقائية ٍ قوية صريحة ً علانيتة ترددت صدى الكلمات آذان الجميع وعَقدت الألسن قال : (( الله لا يصلحه )) .


أستنكر الجميع وقالوا لهذا الأب .. أتق الله يارجل فهذا أبنك !! فأجابهم مرة ً أخرى (( الله لا يصلحه لا في الدنيا ولا في الآخره )) قيل له أتق الله ماهذا الكلام يارجل ..!!؟؟ فما عهدناك هكذا في أصحابك فكيف بأبنك فلذة كبدك !!

صمت الرجل بعد أن خرج الأبن .. وماهي إلا لحظات ٍ مريرة قاسية مُؤلمة على النفس .. حتى خرجت دمعة من عين الأب الحاني .. تذكر الماضي .. وما أجمل التوبة ودموع التوبة حين يتذكر الإنسان ماسَعى .


فأجابهم ولسان حاله يتذكر الماضي العتيد .. الماضي البعيد ... الماضي الآسر .. الحَاسر ... الكاسِر .. لولا لطف الله وعنايته وهدايته ..


كم من الصالحين حولي وأنا أسبر غياهب المعاصي والمجون ولم ينصحني !!؟؟ من هم أؤلئك اللذين يُشار إليهم بأنهم أهل الصلاح والتقى الصالحين الأخيار اللذين ما إن يرونني وانا أغسل سيارتي في نهار الجمعة والإمام يخطب إلا ويغضون الطرف عنّي ويولون الأدبار !!؟؟ .. أنهم كثيرون .. إنهم كثيرون ..


أنني في مامضى أفطر في نهار رمضان وأمام منزلي ولا أحد ينكر علي معصيتي وإنتهاكي ... يعلمون أنني عاصي وفاجر ومُكبلٌ بالذنوب ومع ذلك يتحاشونني لهذا السبب .. أين دور النصيحة في قلوبهم ..!!؟؟ أعود لمنزلي آخر الليل عربيدا ً سكيرا ً ولم يبلغوا عني هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو مركز الشرطة لعلهم ينقذون أهلي مني إذا لم يريدون إنقاذي من نفسي والهوى والشيطان !!


ماحاجتنا بالصالحين إذا لم نرى منهم خيرا ً .. بل نرى العكس البيان الصريح .. إلا من رحم ربي ..!! ماهو دورهم في الحياة بشكل ٍ عام وبمحيطهم الإجتماعي بشكل ٍ خاص !!


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من أوتي خيرا ً فليبدأ بنفسه )) وهم والشهادة لله قد أعطوا أنفسهم حقها كاملا ً بِلا نقصان حتى أنهم وصلوا لتقوية الشماغ وتنعيم الوجه وترطيبه حتى أصبح أحدهم وكأنه صبيٌ يافع .. ونسيَ أهله وأسرته وجاره وزملاءه والدور المنوط على كاهله .


كم من شاب وكم من فتاة وكم من رجل وكم من إمرأة ٍ الآن يتخبطون وتتخبطهم شياطين الإنس والجن وحولهم الصالحين الأخيار .. إما زميل أو أخ أو جار أو قريب أو معلم أو صديق .. ومع هذا يبتعدون عنهم وكأنهم شياطينٌ مرده وليس لهم هداية وهم في النار مخلدون !!؟؟


سألت أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت : يارسول الله ( أيهلكنا الله وفينا الصالحون ؟ قا ل: نعم ، إذا كثر الخبث ) ... ( أيهلكنا الله وفينا الصالحون ؟ ) .. ( أيهلكنا الله وفينا الصالحون ؟ ) ... تقول رضى الله عنها وأرضاها ( الصالحون ولم تقل المصلحون ) .. وفي المُقابل يقول الله جلى وعلا عن المصلحون (( وماكان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون )) [هود:117]



لهذا أردت لأبني أن يكون مصلحا ً لا أن يكون صالحا ً .. أسأل الله أن لايصلحه وأن يجعله مُصلحا ً ... فلـيست تجربتي قاسية لولا أن يكون فيها صالحون .. وليس مصلحون .


فالأمر بالمعروف مُقدمٌ على النهي عن المنكر .. الأمر بالمعروف .. الأمر بالمعروف .. الأمر بالمعروف .. والدين أحبتي دين تسامح ولين وعطف ونصيحه .. فالهادي هو الله وليس لنا الحق إلا بالدعوة والتنوير والدعاء .. والأحاديث والآيات الدالات على هذه النقطة كثيره .... نسأل الله العلي القدير .. أن يهدي ضال المسلمين وأن يوفق مصلحي الأمة وأخيارها لتنوير بصيرة الشباب والشّابات وأن يردّهم إلى طريق الخير والهدى ... إنه ولي ذلك والقادر عليه ...

ـاللهم ـآميــن ..}


//


ـالديــن النصــيحه [ كـآإْنت بدـآإْيه ]



! ..~