{..Rashh DaFa..•~
01-05-2008, 10:08 PM
icon26اسباب قسوة القلب
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والتسليم
وعلي اله وصحبه اجمعين , اما بعد :
إن الاهتمام بإصلاح القلب من أهم ما يحب أن يعتني به المسلم , خاصة في أزمتنا التي كثرت فيها اسباب
القسوة والغفلة , ويسرت سبل الشيطان , فلم يبق للعبد إلا توفيق الله تعالي إلي العمل بأسباب صلاح القلوب
واستقامتها , وقد كان المسلمون قبل يعتنون بذلك عناية بالغة , ويخافون من أن تقسو قلوبهم فتجزىء النفوس
علي المعاصي , وتهلك مع من هلك !
قال الشافعي :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجاني نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
واسباب قسوة القلب هي المعاصي , ومصادر المعاصي تكون من الجوارح التي هي منافذ القلب , تمده إما
بالخير أو بالشر , فالبصر منفذ اللقلب , إذا أطلقه الإنسان في النظر إلي ما يحرم من محاسن النساء وغيرها
انتقل تأثير ذلك النظر الي القلب , فتنكت في القلب نكتة , فإن أقلع عنها محيت , وإلا بقيت سوداء , فإن
تكرر ذلك صار القلب أسود مظلمآ .
ومنفذ السمع ينقل للقلب معاصي السمع , كالاستماع إلي الموسيقي والغناء الفاحش , وغير ذلك مما حرمه
الله , فتنكت في القلب نكت سود , وهكذا المعاصي الأخرى التي ينتقل أثرها إلي القلب عن طريق المنافذ
الأخرى , كاللسان و الفرج واليد والرجل , فأما اللسان فبالكلام الفاحش و الغيبه و الكذب وغير ذلك , وأما
الفرج فبفعل الفاحشه من الزنا واللواط , وأما اليد فبالسرقه وضرب الغير والتعدى عليه وأكل اموال الناس
بالباطل , وأما الرجل فبالمشي إلي ما حرم الله بشكل عام .. فتبين بهذا ان القلب ملك والاعضاء جنوده
إذ صلح القلب صلحت الاعضاء , فإذا صلح مدته هذه الاعضاء بما يزيد في صلاحه , وإذا فسد مدته
تلك الاعضاء فيما يقرب من هلاكه والعياذ بالله وقسوة القلب وموته ومرضه معان متقاربه سببها الذنوب
وأكبرها الكفر .
فكل ما ذكر من أنواع الذنوب والمعاصي هو السبب في قسوة القلب , وقسوة القلب من أكبر المصائب
التي يعاقب عليها الإنسان .
وقد توعد الله سبحانه وتعالي القاسية قلوبهم بالويل ووصفهم بأنهم في ضلال مبين , فقال تعالي
{ أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو علي نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في
ضلال مبين } .
فيجب علي الإنسان أن يبتعد عن أسباب قسوة القلب , وأن يكثر من الاستغفار والتوبه , لأنها
تمحو الذنوب وتكفر السيئات , نسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا و ويلين قلوبنا , وأن يهب
لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب ..
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين وسلم .
احســـــ نوف ـــــــــاس
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه افضل الصلاه والتسليم
وعلي اله وصحبه اجمعين , اما بعد :
إن الاهتمام بإصلاح القلب من أهم ما يحب أن يعتني به المسلم , خاصة في أزمتنا التي كثرت فيها اسباب
القسوة والغفلة , ويسرت سبل الشيطان , فلم يبق للعبد إلا توفيق الله تعالي إلي العمل بأسباب صلاح القلوب
واستقامتها , وقد كان المسلمون قبل يعتنون بذلك عناية بالغة , ويخافون من أن تقسو قلوبهم فتجزىء النفوس
علي المعاصي , وتهلك مع من هلك !
قال الشافعي :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي ... جعلت رجاني نحو عفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما
واسباب قسوة القلب هي المعاصي , ومصادر المعاصي تكون من الجوارح التي هي منافذ القلب , تمده إما
بالخير أو بالشر , فالبصر منفذ اللقلب , إذا أطلقه الإنسان في النظر إلي ما يحرم من محاسن النساء وغيرها
انتقل تأثير ذلك النظر الي القلب , فتنكت في القلب نكتة , فإن أقلع عنها محيت , وإلا بقيت سوداء , فإن
تكرر ذلك صار القلب أسود مظلمآ .
ومنفذ السمع ينقل للقلب معاصي السمع , كالاستماع إلي الموسيقي والغناء الفاحش , وغير ذلك مما حرمه
الله , فتنكت في القلب نكت سود , وهكذا المعاصي الأخرى التي ينتقل أثرها إلي القلب عن طريق المنافذ
الأخرى , كاللسان و الفرج واليد والرجل , فأما اللسان فبالكلام الفاحش و الغيبه و الكذب وغير ذلك , وأما
الفرج فبفعل الفاحشه من الزنا واللواط , وأما اليد فبالسرقه وضرب الغير والتعدى عليه وأكل اموال الناس
بالباطل , وأما الرجل فبالمشي إلي ما حرم الله بشكل عام .. فتبين بهذا ان القلب ملك والاعضاء جنوده
إذ صلح القلب صلحت الاعضاء , فإذا صلح مدته هذه الاعضاء بما يزيد في صلاحه , وإذا فسد مدته
تلك الاعضاء فيما يقرب من هلاكه والعياذ بالله وقسوة القلب وموته ومرضه معان متقاربه سببها الذنوب
وأكبرها الكفر .
فكل ما ذكر من أنواع الذنوب والمعاصي هو السبب في قسوة القلب , وقسوة القلب من أكبر المصائب
التي يعاقب عليها الإنسان .
وقد توعد الله سبحانه وتعالي القاسية قلوبهم بالويل ووصفهم بأنهم في ضلال مبين , فقال تعالي
{ أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو علي نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في
ضلال مبين } .
فيجب علي الإنسان أن يبتعد عن أسباب قسوة القلب , وأن يكثر من الاستغفار والتوبه , لأنها
تمحو الذنوب وتكفر السيئات , نسأل الله أن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا و ويلين قلوبنا , وأن يهب
لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب ..
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي اله وصحبه اجمعين وسلم .
احســـــ نوف ـــــــــاس