الحنون
05-06-2011, 05:04 AM
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان عجوزان في غرفة واحدة ،
وكلاهما معه مرض عضال أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة
واحدة يومياً بعد العصر ،
ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ، أما الآخر
فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت .
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ، دون أن يرى احدهما الآخر ، لأن
كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف .
تحدثا عن أهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ، وعن كل شيء
وفي كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب وينظر في
النافذة ، ويصف لصاحبه العالم الخارجي .
وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل حياته مفعمة
بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج .
ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط .
والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء .
وهناك رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها قي البحيرة .
والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها ، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة .
وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة .
ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين .
وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع .
ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع خارج المستشفى .
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه .
وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها ، فوجدت المريض
الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل .
ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب
المساعدة لإخراجه من الغرفة .
فحزن صاحبه أشد الحزن .
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة .
و لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه .
ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه
انتحب لفقده .
ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة .
وتحامل على نفسه وهو يتألم ، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ،
ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم
الخارجي .
وهنا كانت المفاجأة !! لم يرى أمامه إلا جدار أصم من جدران المستشفى ،
فقد كانت النافذة على ساحة داخلية .
نادى الممرضة وسألها أن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من
خلالها ، فأجابت أنها هي !!!
فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة .
ثم سألته عن سبب تعجبه ، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له .
كان تعجب الممرضة أكبر ، إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ، ولم يكن
يرى حتى هذا الجدار الأصم !!!!!!!!!
ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تصاب باليأس فتتمنى الموت .
.
.
ألست تسعد إذا جعلت الآخرين
وكلاهما معه مرض عضال أحدهما كان مسموحاً له بالجلوس في سريره لمدة ساعة
واحدة يومياً بعد العصر ،
ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ، أما الآخر
فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت .
كان المريضان يقضيان وقتهما في الكلام ، دون أن يرى احدهما الآخر ، لأن
كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف .
تحدثا عن أهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ، وعن كل شيء
وفي كل يوم بعد العصر كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب وينظر في
النافذة ، ويصف لصاحبه العالم الخارجي .
وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل حياته مفعمة
بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج .
ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط .
والأولاد صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء .
وهناك رجل يؤجر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها قي البحيرة .
والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها ، والجميع يتمشى حول حافة البحيرة .
وهناك آخرون جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة .
ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين .
وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع .
ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع خارج المستشفى .
ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه .
وفي أحد الأيام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها ، فوجدت المريض
الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل .
ولم يعلم الآخر بوفاته إلا من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب
المساعدة لإخراجه من الغرفة .
فحزن صاحبه أشد الحزن .
وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة .
و لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه .
ولما حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه
انتحب لفقده .
ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة .
وتحامل على نفسه وهو يتألم ، ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ،
ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم
الخارجي .
وهنا كانت المفاجأة !! لم يرى أمامه إلا جدار أصم من جدران المستشفى ،
فقد كانت النافذة على ساحة داخلية .
نادى الممرضة وسألها أن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من
خلالها ، فأجابت أنها هي !!!
فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة .
ثم سألته عن سبب تعجبه ، فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له .
كان تعجب الممرضة أكبر ، إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ، ولم يكن
يرى حتى هذا الجدار الأصم !!!!!!!!!
ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى لا تصاب باليأس فتتمنى الموت .
.
.
ألست تسعد إذا جعلت الآخرين