جسار
03-17-2009, 04:03 AM
عندما 00 تحزب الحازبه !!
------------------------------
يحدث أن تحزب الحازبه من حين إلى حين 00 فيطول الليل ويثقل الحمل على الظهر والهم على القلب 00 عندئذ ، تعودت أن ألجأ إلى كتاب أو أكثر لكاتب بعينه 00 أستعين به على القلق أو الانتظار أو الظلامة ، وأستمد منه قوة ، هكذا ، ومنذ سنوات لجأت مرة إلى كتابات غيفارا ومرة إلى ألف ليلة وليلة ومرة إلى إبن الجوزي والشافعي وحسنين هيكل وغازي القصيبي والقباني ومرة إلى أغاني الاصفهاني ومرة إلى روايات دوستويفسكي و0000 وهذه المرة إلى نعوم تشومسكي 0
تعلمون - أيها الأعزاء - أن التسعينات من القرن الماضي 00 قد شهدت نشاطاً متزايداً في ترجمة عدد من مؤلفات تشومسكي إلى العربية ، أذكر منها كتاب ( قراصنة وأباطرة ) ، ( الارهاب الدولي والعالم الحقيقي ) ، وكتاب ( ثقافة الإرهاب ، الغزو مستمر ) وكتاب ( إعاقة الديمقراطية ) وآفاق جديدة في اللغة والذهن 0
وهذا الكتاب ظهر مؤخراً بترجمة تحت عنوان : ( آفاق جديدة في اللغة والعقل )
والى ذلك جاءت سيرة تشومسكي التي كتبها بارسكي ، بترجمة ياسين الحاج صالح وصفوان عكاش ، تحت عنوان : ( نعوم تشومسكي ، حياة منشق ) 00 بينما ترجم حمزة بن قبلان المريني ، عنوان هذه السيرة ترجمة رديئة هي : ( نعوم تشومسكي : حياة من المعارضة 0
على إيقاع حرب الخليج الثانية ، وتطورات الصراع العربي - الصهيوني ، تواتر الاهتمام العربي بمؤلفات تشومسكي كيهودي أمريكي ، مضى على مناصرته للقضية الفلسطينية ، ومقاومته للصهيونية أكثر من نصف قرن 00 غير أن كثيرين أيضاً - ومنهم أنا - وجدوا في تشومسكي أمثولة للمثقف النقدي وللعالم وللناشط السياسي والاجتماعي ، وهو الذي يعدّ أكثر مؤلف حي يستشهد بأعماله ، وثامن أكثر المستشهد بهم في الغرب على مر العصور 00 حتى أنه سبق بذلك هيغل وشيشرون ، وقد صحّ تشومسكي القول إن حياته هي عمله ، وهو الذي نافت كتبه على السبعين ، ومقالاته على الألف ، سواء في الفلسفة أم اللسانيات أم اللغة أم السياسة 0
يرفض تشومسكي اعتبار الطبيعة الإنسانية وقيم العدالة والحرية ، قيماً مشروطة تاريخياً ، الأمر الذي يراه كمدخل للتلاعب بعقول الناس ، ولإزالة الحواجز الأخلاقية التي تحد من تسلّط فئة ، هي وعملاؤها من المثقفين 00 وقد دأب تشومسكي على فضح أمثال هؤلاء المثقفين ، ممن يجيد واحدهم التمسّح بأعتاب السلطان ، كما يجيد التبرير ، وتنمو حاسة الشم لديه حتى ليغدو قادراً على أن يقول ما يحب السلطان قوله ! ، قبل أن ينطق هذا الأخير به !! 0
ويؤكد تشومسكي أن بين المثقفين - ومنهم صحافيون وإداريون حكوميون واكاديميون - من يتعمد تغليف الحقائق البسيطة بلغة غامضة ، تمكنهم من إبقاء ( الدهماء ! ) خارج اللعبة ، وهذا التعميم المتعمد ، يشكل في رأيه ديدن ما يسمى ما بعد الحداثة ! 0
في عودتي هذه إلى تشومسكي ، يحضرني بخاصة إلحاحه على أن يفسح المجال للتعبير عن أفكار الناس وطاقاتهم بحرية تامة 00 ليترك للمجال العام أو للحقل الخاص بهذه الطاقات والأفكار ، أن يحدد قيمته وجدواها 00 كما يحضرني قول تشومسكي : ( لا يجوز لأي كان أن يملك سلطة السماح أو عدم السماح بأي شيء ، وليست النقطة الحاسمة هي أن السماح بحرية التعبير عن الفكر ينقذ أفكاراً مفيدة أو قيّمة ، إن الحق بحرية التفكير أكثر أساسية من ذلك بكثير ) 0
من أفكار تشومسكي ما يوصف بالفوضوية ، وقد تعرض لاستفزازات وتشويهات لا حصر لها 00 لكنه ظل في الثمانين من عمره ، كما كان في العشرين 00 شعله من النقد والوعي والشجاعة والنزاهة ، عدا كونه العالم الذي قيل فيه إنه سيكون للأجيال القادمة ، كما كان غاليلو ، وديكارت ، ونيوتن ، وموزات ، وبيكاسو ، في العلم والفلسفة والفن 0
------------------------------
يحدث أن تحزب الحازبه من حين إلى حين 00 فيطول الليل ويثقل الحمل على الظهر والهم على القلب 00 عندئذ ، تعودت أن ألجأ إلى كتاب أو أكثر لكاتب بعينه 00 أستعين به على القلق أو الانتظار أو الظلامة ، وأستمد منه قوة ، هكذا ، ومنذ سنوات لجأت مرة إلى كتابات غيفارا ومرة إلى ألف ليلة وليلة ومرة إلى إبن الجوزي والشافعي وحسنين هيكل وغازي القصيبي والقباني ومرة إلى أغاني الاصفهاني ومرة إلى روايات دوستويفسكي و0000 وهذه المرة إلى نعوم تشومسكي 0
تعلمون - أيها الأعزاء - أن التسعينات من القرن الماضي 00 قد شهدت نشاطاً متزايداً في ترجمة عدد من مؤلفات تشومسكي إلى العربية ، أذكر منها كتاب ( قراصنة وأباطرة ) ، ( الارهاب الدولي والعالم الحقيقي ) ، وكتاب ( ثقافة الإرهاب ، الغزو مستمر ) وكتاب ( إعاقة الديمقراطية ) وآفاق جديدة في اللغة والذهن 0
وهذا الكتاب ظهر مؤخراً بترجمة تحت عنوان : ( آفاق جديدة في اللغة والعقل )
والى ذلك جاءت سيرة تشومسكي التي كتبها بارسكي ، بترجمة ياسين الحاج صالح وصفوان عكاش ، تحت عنوان : ( نعوم تشومسكي ، حياة منشق ) 00 بينما ترجم حمزة بن قبلان المريني ، عنوان هذه السيرة ترجمة رديئة هي : ( نعوم تشومسكي : حياة من المعارضة 0
على إيقاع حرب الخليج الثانية ، وتطورات الصراع العربي - الصهيوني ، تواتر الاهتمام العربي بمؤلفات تشومسكي كيهودي أمريكي ، مضى على مناصرته للقضية الفلسطينية ، ومقاومته للصهيونية أكثر من نصف قرن 00 غير أن كثيرين أيضاً - ومنهم أنا - وجدوا في تشومسكي أمثولة للمثقف النقدي وللعالم وللناشط السياسي والاجتماعي ، وهو الذي يعدّ أكثر مؤلف حي يستشهد بأعماله ، وثامن أكثر المستشهد بهم في الغرب على مر العصور 00 حتى أنه سبق بذلك هيغل وشيشرون ، وقد صحّ تشومسكي القول إن حياته هي عمله ، وهو الذي نافت كتبه على السبعين ، ومقالاته على الألف ، سواء في الفلسفة أم اللسانيات أم اللغة أم السياسة 0
يرفض تشومسكي اعتبار الطبيعة الإنسانية وقيم العدالة والحرية ، قيماً مشروطة تاريخياً ، الأمر الذي يراه كمدخل للتلاعب بعقول الناس ، ولإزالة الحواجز الأخلاقية التي تحد من تسلّط فئة ، هي وعملاؤها من المثقفين 00 وقد دأب تشومسكي على فضح أمثال هؤلاء المثقفين ، ممن يجيد واحدهم التمسّح بأعتاب السلطان ، كما يجيد التبرير ، وتنمو حاسة الشم لديه حتى ليغدو قادراً على أن يقول ما يحب السلطان قوله ! ، قبل أن ينطق هذا الأخير به !! 0
ويؤكد تشومسكي أن بين المثقفين - ومنهم صحافيون وإداريون حكوميون واكاديميون - من يتعمد تغليف الحقائق البسيطة بلغة غامضة ، تمكنهم من إبقاء ( الدهماء ! ) خارج اللعبة ، وهذا التعميم المتعمد ، يشكل في رأيه ديدن ما يسمى ما بعد الحداثة ! 0
في عودتي هذه إلى تشومسكي ، يحضرني بخاصة إلحاحه على أن يفسح المجال للتعبير عن أفكار الناس وطاقاتهم بحرية تامة 00 ليترك للمجال العام أو للحقل الخاص بهذه الطاقات والأفكار ، أن يحدد قيمته وجدواها 00 كما يحضرني قول تشومسكي : ( لا يجوز لأي كان أن يملك سلطة السماح أو عدم السماح بأي شيء ، وليست النقطة الحاسمة هي أن السماح بحرية التعبير عن الفكر ينقذ أفكاراً مفيدة أو قيّمة ، إن الحق بحرية التفكير أكثر أساسية من ذلك بكثير ) 0
من أفكار تشومسكي ما يوصف بالفوضوية ، وقد تعرض لاستفزازات وتشويهات لا حصر لها 00 لكنه ظل في الثمانين من عمره ، كما كان في العشرين 00 شعله من النقد والوعي والشجاعة والنزاهة ، عدا كونه العالم الذي قيل فيه إنه سيكون للأجيال القادمة ، كما كان غاليلو ، وديكارت ، ونيوتن ، وموزات ، وبيكاسو ، في العلم والفلسفة والفن 0