جسار
09-14-2008, 12:39 AM
قيل : خاطب الناس على قدر عقولهم
أيها الأعزاء :
إذا كان فَهم الواقع شرط لا بد منه ، لعلاج الواقع ومعرفة كيفية التعامل معه 00 فإن فَهم الآخرين ، شرط أيضاً لمعرفة كيفية التعامل معهم وكسب ثقتهم ومودتهم 00 فإذا أردت كسب شخص - مادياً أو معنوياً - فاعرفه قبل أن تقيم علاقتك المادية أو المعنوية معه ، فإن فعلت ذلك اختصرت نصف الجهد المطلوب أو أكثر 0
عندما تريد زيارة ( سين ) من الناس لتخطب ابنته ، احرص على معرفة ما يستهويه ، وما لا يستهويه ، تختصر كثيراً من الصعوبات والعوائق 00 فإن كان الأب يحب كرة القدم مثلاً ، فحاول أن تعرف عنها شيئاً ولو كنت - مثلي - لا تهتم بذلك 00 ولا تظن أن الأمر صعب ، فكل ما هو مطلوب أن تعرف بعض المعلومات الأساسية عنها 00 وسيتكفل هو بالباقي لأنه لن يترك لك فرصة للحديث ، فتكون بذلك قد فزت بنقطتين من ثلاث 00 الأولى جعلته يتحدث عن نفسه وهذا ما يحبه ، والثانية يتحدث في موضوع يحبه ، وهذا مما يحبه 00 وتأكد أنك حين تفعل ذلك ، توفر على نفسك نصف المفاوضات الزوجية أو أكثر 0
وكذلك الحال عند إرادتك عقد صفقة تجارية 00 أنصحك بأن تتزود قبل اللقاء بمعلومات ولو عمومية عن الشخص الذي ستقابل 00 وستكون تلك المعلومات رسولاً بينك وبينه قبل الدخول في الموضوع ، أي ستكون كالقبلة قبل الزواج ! فهل رأيت أحسن من القبلة شفيعاً أو وسيطاً ؟ !
ليس من المناسب أبداً ، أن تقحم الموضوع الذي تريده ، بل الأفضل أن تمهد له وتجعل له مقدمات قد تبدو بعيدة عنه ، فإن هذا يساعدك على ترطيب الجو ، ويهيىء المناخ الصحي والملائم لنجاح الموضوع 00 وحتى عند الغربيين الذين يعترضون على هذا الرأي ، فقد ثبت أن التمهيد يؤدي مفعوله عندهم 00 فمن القصص التي يرويها ، كارنجي - صاحب كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس - يقول : أن أستاذا حاول الحصول على منحة من أحد الأثرياء ، لبعض الطلبة الفقراء ، فكان المدخل إلى ذلك حديث عن شركة الثري المذكور ، وفروع تلك الشركة ومنتجاتها وأرباحها 00 ألخ ، وما كاد الثري المذكور ينتهي من حديثه ، حتى كان قد ( تبردخ ) أي صار جاهزاً لقبول الطلب والموافقة عليه 0
من اللباقة أن تسعد الناس بإعطائهم الفرصة للحديث عما يحبون ، قبل أن تطالبهم بتحقيق ما تريد 00 حاول قدر الإمكان أن تلم باهتمامات الشخص المقابل قبل مقابلته 00 واجعل الحديث يدور حول ذلك ، تختصر كثيراً من عناء الأخذ والرد 0
كثير من الناس لا يسخو كأسخياء العرب قديماً ، إلا إذا طرب 00 فاجعل الشخص الذي تريده أن يفعل لك شيئاً يطرب 00 وخير مطرب لأغلب الناس هم أنفسهم ! فاجعلهم يطربون بالحديث عن أنفسهم ، ورغباتهم وهمومهم وأمنياتهم 00 وكن واثقاً أنك الفائز في النهاية 00 ويثرثر كثيرا من يثرثر أخيراً ، فاصبر تثرثر كما تشاء 0
ومن الجميل أن نقرأ الأبيات الشعرية التالية حول الموضوع :
قال الشيخ عبدالله النيسابوري :
ولا غنى للفاضل الكبير 00 عن المداراة ولا الصغير
يستجلب النفع بها الحكيم 00 ويدرك الحظ بها المحروم
ومن وارب الناس يختالوه 00 ومن يصانعهم يجاملوه
وأخيراً - أيها الأعزاء - أقول :
حدث محدثك بما يحب ، ثم اتركه يتحدث على هواه 00 وسع أفقك بالإطلاع قدر الإمكان ، على فنون العلم والثقافة 00 شارك من تود كسبه ، بهمومه وأفراحه 00 يفرح هو وتكسب أنت 0 اتبع هذه النصائح - قدر الإمكان - والمسؤولية علي 0
دمتم بخير ، ورمضان كريم
أيها الأعزاء :
إذا كان فَهم الواقع شرط لا بد منه ، لعلاج الواقع ومعرفة كيفية التعامل معه 00 فإن فَهم الآخرين ، شرط أيضاً لمعرفة كيفية التعامل معهم وكسب ثقتهم ومودتهم 00 فإذا أردت كسب شخص - مادياً أو معنوياً - فاعرفه قبل أن تقيم علاقتك المادية أو المعنوية معه ، فإن فعلت ذلك اختصرت نصف الجهد المطلوب أو أكثر 0
عندما تريد زيارة ( سين ) من الناس لتخطب ابنته ، احرص على معرفة ما يستهويه ، وما لا يستهويه ، تختصر كثيراً من الصعوبات والعوائق 00 فإن كان الأب يحب كرة القدم مثلاً ، فحاول أن تعرف عنها شيئاً ولو كنت - مثلي - لا تهتم بذلك 00 ولا تظن أن الأمر صعب ، فكل ما هو مطلوب أن تعرف بعض المعلومات الأساسية عنها 00 وسيتكفل هو بالباقي لأنه لن يترك لك فرصة للحديث ، فتكون بذلك قد فزت بنقطتين من ثلاث 00 الأولى جعلته يتحدث عن نفسه وهذا ما يحبه ، والثانية يتحدث في موضوع يحبه ، وهذا مما يحبه 00 وتأكد أنك حين تفعل ذلك ، توفر على نفسك نصف المفاوضات الزوجية أو أكثر 0
وكذلك الحال عند إرادتك عقد صفقة تجارية 00 أنصحك بأن تتزود قبل اللقاء بمعلومات ولو عمومية عن الشخص الذي ستقابل 00 وستكون تلك المعلومات رسولاً بينك وبينه قبل الدخول في الموضوع ، أي ستكون كالقبلة قبل الزواج ! فهل رأيت أحسن من القبلة شفيعاً أو وسيطاً ؟ !
ليس من المناسب أبداً ، أن تقحم الموضوع الذي تريده ، بل الأفضل أن تمهد له وتجعل له مقدمات قد تبدو بعيدة عنه ، فإن هذا يساعدك على ترطيب الجو ، ويهيىء المناخ الصحي والملائم لنجاح الموضوع 00 وحتى عند الغربيين الذين يعترضون على هذا الرأي ، فقد ثبت أن التمهيد يؤدي مفعوله عندهم 00 فمن القصص التي يرويها ، كارنجي - صاحب كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس - يقول : أن أستاذا حاول الحصول على منحة من أحد الأثرياء ، لبعض الطلبة الفقراء ، فكان المدخل إلى ذلك حديث عن شركة الثري المذكور ، وفروع تلك الشركة ومنتجاتها وأرباحها 00 ألخ ، وما كاد الثري المذكور ينتهي من حديثه ، حتى كان قد ( تبردخ ) أي صار جاهزاً لقبول الطلب والموافقة عليه 0
من اللباقة أن تسعد الناس بإعطائهم الفرصة للحديث عما يحبون ، قبل أن تطالبهم بتحقيق ما تريد 00 حاول قدر الإمكان أن تلم باهتمامات الشخص المقابل قبل مقابلته 00 واجعل الحديث يدور حول ذلك ، تختصر كثيراً من عناء الأخذ والرد 0
كثير من الناس لا يسخو كأسخياء العرب قديماً ، إلا إذا طرب 00 فاجعل الشخص الذي تريده أن يفعل لك شيئاً يطرب 00 وخير مطرب لأغلب الناس هم أنفسهم ! فاجعلهم يطربون بالحديث عن أنفسهم ، ورغباتهم وهمومهم وأمنياتهم 00 وكن واثقاً أنك الفائز في النهاية 00 ويثرثر كثيرا من يثرثر أخيراً ، فاصبر تثرثر كما تشاء 0
ومن الجميل أن نقرأ الأبيات الشعرية التالية حول الموضوع :
قال الشيخ عبدالله النيسابوري :
ولا غنى للفاضل الكبير 00 عن المداراة ولا الصغير
يستجلب النفع بها الحكيم 00 ويدرك الحظ بها المحروم
ومن وارب الناس يختالوه 00 ومن يصانعهم يجاملوه
وأخيراً - أيها الأعزاء - أقول :
حدث محدثك بما يحب ، ثم اتركه يتحدث على هواه 00 وسع أفقك بالإطلاع قدر الإمكان ، على فنون العلم والثقافة 00 شارك من تود كسبه ، بهمومه وأفراحه 00 يفرح هو وتكسب أنت 0 اتبع هذه النصائح - قدر الإمكان - والمسؤولية علي 0
دمتم بخير ، ورمضان كريم