جسار
09-08-2008, 05:24 AM
حفظ القرآن الكريم
___________
أيها الأعزاء :
اشتهر المسلمون ، بعنايتهم الفائقة بالقرآن الكريم ، عناية دفعتهم إلى حفظ القرآن الكريم ، كلمة كلمة ، وحرفاً حرفاً 0
ولقد بدأ حفظ القرآن الكريم ، منذ فجر الإسلام ، وعلى مر التاريخ الإسلامي - تصدر أقوام للإقراء - كانوا من ألمع الناس ذكاء ، ومن أكثرهم ورعاً واستقامة وعلماً 0
ومن النادر جداً ، أن يشتهر عالم من علماء المسلمين ، قديماً أو حديثاً ، وهو لا يحفظ القرآن الكريم 0
إن الخطيب المتمكن من القرآن الكريم ، أقدر على تأكيد عبارته ونصرة رأيه 00 من الخطيب البعيد عن القرآن الكريم 0
والكاتب المتمكن من القرآن ، أقوى حجة 00 من الكاتب البعيد عن القرآن الكريم 00 والقرآن الكريم ، يَقَوِمْ سليقة المتحدث والكاتب ، ويصحح من نطقه ولفظه وأسلوبه 0
ولا أجد أكثر تعبيرأً عن معارف حافظ القرآن ومزياه ، أكثر من المقالة المشهورة :
( من حفظ القرآن ، فكأنما استدرج النبوة بين جنبيه ، غير أنه لا يوحى إليه ) 0
ولعل المسلمين - بالإستقراء - وحدهم من بين أبناء الديانات ، لهم كل هذا الاهتمام ، بحفظ ألفاظ كتابهم - كما نزل - باللسان العربي المبين 0
ومن المدهش أن ترى أطفالاً في العقد الأول من العمر ، يحفظون القرآن الكريم كاملاً ، عن ظهر قلب ، وهو الذي يتجاوز عدد كلماته ( سبع وسبعون ألف كلمة ) 0
وتقوم في بلادنا الإسلامية - اليوم - نهضة جيدة ، في تحفيظ القرآن الكريم للناشئة ، وإنه - والله - لخير ما تشتغل به الناشئة ، وتنصرف إليه الهمم 0
ولا زال حفظ القرآن الكريم ، حلماً يدغدغ خاطر كل مسلم ومسلمة ، وأملاً يسعى إليه كل طالب علم 0
فكيف تحفظ القرآن الكريم ؟
هناك عدة مقومات أساسية ، لا بد منها لمن يشتغل بحفظ القرآن الكريم ، وهي :
أولاً : الإخلاص لله عز وجل :
فلا فائدة من الاشتغال بحفظ القرآن الكريم ، لغرض دنيوي أو جاهي أو غير ذلك 00 كذلك فإن الحافظ حين يسعى إلى حفظ القرآن الكريم ، وهو يشعر أنه يتلو كلام رب العالمين ، يكون أكثر توجهاً إليه 00 وبالتالي أكثر قدرة على حفظه واستظهاره 0
ثانياً : الدافع الذاتي :
وهذا أمر أساسي لكل من يحاول حفظ القرآن الكريم 00 إذ لا بُدَ من تحسس اللذة والسعادة في تلاوة القرآن الكريم 00 فللقرآن الكريم حلاوة خاصة ، ولذة مصاحبة يدركها من يبحث عنها ويتحراها 00
( الَذِينَ إِذَا ذُُّكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً )
( وَإِذَا سَمِعُوا مَآأُنزِلَ إِلَى الرَسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَمْعِ مِمَا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ )
إنها السعادة والطمأنينة في تلاوة الكتاب العزيز 00 وليكن معلوماً أن أيَةِ محاولة لحفظ القرآن ، تهمل هذا الجانب فإن مآلها إلى النسيان والإهمال 0
ثالثاً : الالتزام بالشيخ المقرىء :
لعلَ حفظ القرآن الكريم ، أهم أنواع العلوم ، التي اختصها الله عز وجل بالمشافهة 00 والتي تؤخذ بالتلقي عن الأبرار ، إلى الأخيار ، عن سيد الأبرار صلى الله عليه وسلم 0
والالتزام بالشيخ الحافظ ضروري ، من جهة أن كثيراً من كلمات القرآن ، تلفظ بغير الشكل الذي تكتب فيه ، ومن جهة أن أحكام التجويد عموماً ، أحكام سماعية لا تؤخذ إلا بالمشافهة 0
ولقد أثبتت التجربة - أيها الأعزاء - أن الحفظ لا يتم إلا عن طريق شريكين :
جانب يحفظ ويتلو : وهو الحافظ - الطالب -
جانب يستمع ويصحح : وهو الشيخ المقرىء 0
وهذا أمر لا مجال للتفريط فيه أبداً 00 لأن من شبه المؤكد أن أي نوع من الحفظ 00 لا يمكن أن يتم بدون ذلك جميعا 0
والله من وراء القصد
ودمتم بخير - أيها الأعزاء - ورمضان كريم 0
___________
أيها الأعزاء :
اشتهر المسلمون ، بعنايتهم الفائقة بالقرآن الكريم ، عناية دفعتهم إلى حفظ القرآن الكريم ، كلمة كلمة ، وحرفاً حرفاً 0
ولقد بدأ حفظ القرآن الكريم ، منذ فجر الإسلام ، وعلى مر التاريخ الإسلامي - تصدر أقوام للإقراء - كانوا من ألمع الناس ذكاء ، ومن أكثرهم ورعاً واستقامة وعلماً 0
ومن النادر جداً ، أن يشتهر عالم من علماء المسلمين ، قديماً أو حديثاً ، وهو لا يحفظ القرآن الكريم 0
إن الخطيب المتمكن من القرآن الكريم ، أقدر على تأكيد عبارته ونصرة رأيه 00 من الخطيب البعيد عن القرآن الكريم 0
والكاتب المتمكن من القرآن ، أقوى حجة 00 من الكاتب البعيد عن القرآن الكريم 00 والقرآن الكريم ، يَقَوِمْ سليقة المتحدث والكاتب ، ويصحح من نطقه ولفظه وأسلوبه 0
ولا أجد أكثر تعبيرأً عن معارف حافظ القرآن ومزياه ، أكثر من المقالة المشهورة :
( من حفظ القرآن ، فكأنما استدرج النبوة بين جنبيه ، غير أنه لا يوحى إليه ) 0
ولعل المسلمين - بالإستقراء - وحدهم من بين أبناء الديانات ، لهم كل هذا الاهتمام ، بحفظ ألفاظ كتابهم - كما نزل - باللسان العربي المبين 0
ومن المدهش أن ترى أطفالاً في العقد الأول من العمر ، يحفظون القرآن الكريم كاملاً ، عن ظهر قلب ، وهو الذي يتجاوز عدد كلماته ( سبع وسبعون ألف كلمة ) 0
وتقوم في بلادنا الإسلامية - اليوم - نهضة جيدة ، في تحفيظ القرآن الكريم للناشئة ، وإنه - والله - لخير ما تشتغل به الناشئة ، وتنصرف إليه الهمم 0
ولا زال حفظ القرآن الكريم ، حلماً يدغدغ خاطر كل مسلم ومسلمة ، وأملاً يسعى إليه كل طالب علم 0
فكيف تحفظ القرآن الكريم ؟
هناك عدة مقومات أساسية ، لا بد منها لمن يشتغل بحفظ القرآن الكريم ، وهي :
أولاً : الإخلاص لله عز وجل :
فلا فائدة من الاشتغال بحفظ القرآن الكريم ، لغرض دنيوي أو جاهي أو غير ذلك 00 كذلك فإن الحافظ حين يسعى إلى حفظ القرآن الكريم ، وهو يشعر أنه يتلو كلام رب العالمين ، يكون أكثر توجهاً إليه 00 وبالتالي أكثر قدرة على حفظه واستظهاره 0
ثانياً : الدافع الذاتي :
وهذا أمر أساسي لكل من يحاول حفظ القرآن الكريم 00 إذ لا بُدَ من تحسس اللذة والسعادة في تلاوة القرآن الكريم 00 فللقرآن الكريم حلاوة خاصة ، ولذة مصاحبة يدركها من يبحث عنها ويتحراها 00
( الَذِينَ إِذَا ذُُّكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً )
( وَإِذَا سَمِعُوا مَآأُنزِلَ إِلَى الرَسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَمْعِ مِمَا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ )
إنها السعادة والطمأنينة في تلاوة الكتاب العزيز 00 وليكن معلوماً أن أيَةِ محاولة لحفظ القرآن ، تهمل هذا الجانب فإن مآلها إلى النسيان والإهمال 0
ثالثاً : الالتزام بالشيخ المقرىء :
لعلَ حفظ القرآن الكريم ، أهم أنواع العلوم ، التي اختصها الله عز وجل بالمشافهة 00 والتي تؤخذ بالتلقي عن الأبرار ، إلى الأخيار ، عن سيد الأبرار صلى الله عليه وسلم 0
والالتزام بالشيخ الحافظ ضروري ، من جهة أن كثيراً من كلمات القرآن ، تلفظ بغير الشكل الذي تكتب فيه ، ومن جهة أن أحكام التجويد عموماً ، أحكام سماعية لا تؤخذ إلا بالمشافهة 0
ولقد أثبتت التجربة - أيها الأعزاء - أن الحفظ لا يتم إلا عن طريق شريكين :
جانب يحفظ ويتلو : وهو الحافظ - الطالب -
جانب يستمع ويصحح : وهو الشيخ المقرىء 0
وهذا أمر لا مجال للتفريط فيه أبداً 00 لأن من شبه المؤكد أن أي نوع من الحفظ 00 لا يمكن أن يتم بدون ذلك جميعا 0
والله من وراء القصد
ودمتم بخير - أيها الأعزاء - ورمضان كريم 0