يا توأم الروح ( ن )
________________
منذ أن كنت روحاً بلا جسد .. كان في لوحة قدري طلاسم وخيالات غامضة .. بدت حقيقة واقعة منذ أن خلقت وترعرعت على حبكِ .. ولم أزل أعايش ما أكابده من أحزان خلفها التعارف ( المشلول ) بيننا !
كتبت إليكِ عديد مرات أسألكِ الرحمة بالربيع من العواصف والانواء الشديدة الجور .. فتعثر القلم وهو يُقَبِّلْ الورقة إليك التي سوف تقرأينها .
لقد رسم طلاسم وخيالات غامضة ! كأنه استمدها من المجهول !
فلم تفلحي فك الرموز وتفسير الابهام حين قرأتها !! وبالتالي لم يَحُقْ صورتكِ في قلبي بعد غير اكليل شوك الورد .. وهذه هي الحقيقة !
افترشت أرض الليل بجمر الشوق .. والنجوم عيون براقة ترصد الليالي .. أو هي كالطيور البيضاء الشاهقة ترفُّ نحو البعيد .. فكل ليلة يسوق القمر نجوم السماء من كوامنها .. كل ليلة افترش الأرض بجمر الشوق والسهد في عيني حالم .. والامل في قلبي واعد .. والشباب في عمري براعم !
يا .. حبيبتي :
هكذا أنا في حبي للحياة ، فالحياة كلمة حب .. والحب لنا حياة !! .. أما حبكِ فهو درب الآلام فيها وأنتِ بعيدة عني ! فبعدكِ سياط لاسعة ! أمشي إليكِ أجني أشواك سنين الفراق .. فكيف يا حبيبتي وأنتِ جمال الحياة يُقدّ من الجفا قلبكِ ؟
ترى .. ما ذنب شباب عمري ان كان لا يشيب الا على عهدكِ ؟
ما ذنب .. عينيّ ان لم تَر حسناً في غير اعتدالك ؟
ما ذنب .. فكري ان أعيته ملابسات طبعكِ ؟
ما ذنب .. عمري حتى يكون خطاً طويلاً لكبرياءكِ ؟
ما ذنب .. أملي إن كان مقيداً بحسنكِ ؟
أيكون كل ذلك ( ذنب ! ) عينيكِ .. هذان الافقان الرحيبان .. اللذان يضوع الاخضرار فيهما .. فاخضوضر كل ما وقع تحت بصركِ ؟!
أم يكون ذنب شفتيكِ .. وهما اللتان سرقتا من دمي اللون ، ومن الاطايب الرائحة ، ومن الزنبق البهاء والخجل ! .. فما مرة انفرجتا تحاكيان الفتنة إلا بفتنة أشد من حد السيف !
أم يكون ذ ّنب خديكِ الشفافين ، اللذين وكأنهما يحجبان النهار بأفق الغروب ، فما لامسهما النيسم مرة إلا وانبرى عبير ( نيسان ) في رواحكِ وغدواتكِ !
أم يكون ذنب شعركِ ، وشعركِ العاطر شلال عنبر لا يُذنب !
أم ذنب جبينكِ ، وجبينكِ شروق شمس واضح ؟
أم ذنب نهديك ، وهما متكوران ومنتظمان كقبتي حرير .. أو كحصانين أبيضين واثبين من صدركِ الدافيء ، الناعم ؟! .. أيكون ذلك حقاً ؟؟!!
اني لا ألومكِ على طبعكِ .. وطبعكِ طبع المطارد الطريد .. ولا ألومكِ على جفاء قلبكِ .. فقلبكِ مقفول على ربيع فوق ربيع ! .
لا هو ذنبي ولا هو ذنبكِ يا حبيبتي .. فكلانا برىء مما نحن فيه ! وإلا لما أمتثلنا ليوم ولدنا بالجنس الذي لم نسأل .. فاختاروا لنا الاسم الذي لا نعلم .. ولا امتثلنا يوم شببنا نحمل الحياة شقاءً على مناكبنا .. وربيعاً ساحراً في قلبينا .. ولما امتثلنا يوم رأينا الحب كل هذه الحياة .. فاستسلمنا ؟!
يا توأم الروح ( ن )
نحن ضائعان في حيثيات موضوع واحد بوقت واحد !!
والنجوم والزهور والشباب والحياة ، شهود على قلبينا المصهورين في حب واحد .. لم تمتد بعد يد الخير لتروي بذوره ، ولتجني عطاءه .. لتسـوّي فصوله ، ولتنسق حبورة .. بل لم تستطع بعد ايقاظ بذور المحبة في قلبكِ بحجة أن أوانها لم يئن بعد !
وبعد : أأشكي من ( انسانة ) تجمعت فيها بدائع التكوين الالهي ، فقدّت انسانة من علق لتتكابر ؟ وتكابرها جانح على قلب انسان .. حتى احترق 0
فليت صبري يشعركِ ما يفعله الجمر .
وليت أمري يغنيكِ عن كل أمر .
وليت حب قلبي عندكِ يحال الى أقدس سر .
وليتَ روحي تعانق روحكِ في بر ما بعده بر .
وليتكِ تذوقين حلو حياتي ، لتتعرفي على طعم المر !!
دمتِ بخير غاليتي
محبك : جسا أإأإ ر