منتدى دمعـــة ولـــه

منتدى دمعـــة ولـــه (https://www.dm3twlh.com/vb/index.php)
-   المنتدى العام - Main Section (https://www.dm3twlh.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   يا أيها الأصحاء ..! (https://www.dm3twlh.com/vb/showthread.php?t=2373)

اسير 07-19-2006 10:51 PM

يا أيها الأصحاء ..!
 
تناثرت أمام مخيلتي أوراق تحمل نماذج مشرقة لجيل الصحوة المباركة فحمداً لله تعالى على ذلك
وجدت من بين تلك الأوراق ورقة ينتابها الهدوء والوقار والسكينة عن صويحباتها فبدأت أقلب أجزائها وجوانبها بلهفة وشوق وجدت نفسي أمام قصة شاب لا بل أمام قصة جبل جاهد في ميدان لا تحده الحدود ولا ترده القيود والناس فيه ما بين مقل ومستكثر!
إنه ميدان الدعوة إلى الله تعالى
تملكني الأسى وأنا أقرأ قصة ذلك الشاب تألمت لحال بعض شباب الإسلام أيامهم تهدر وأيامهم تضيّع والمسلمون في أشد الحاجة إلى من يعلمهم ويفقههم..
قصة لشاب كغيره من الشباب له وظيفة ولديه زوجة وأطفال، له مشاغل في الحياة وهموم في النفس يتطلع إلى تلك الأسرة الصغيرة تنمو مع الأيام ولكن هو مع ذلك قد أشغله هم الدعوة إلى الله تعالى كالطائر لا يستكين ولا يلين هانت عليه نفسه في ذات الله لما عرف أن السلعة إذا غلت احتاجت إلى ثمن غال.. ولكن الله عز وجل أراد بحكمته شيء آخر
‏{ ‏وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ‏}‏
فلقد أبتلي هذا الشاب بأحد الأمراض المستعصية.. أصبح يصارع المرض.. يعاني من الألم.. كان همه الدعوة إلى الله قبل مرضه.. شمّر ما يقارب من أربع سنوات وهي مدة مرضه.. شمّر عن ساعد الجد في الدعوة إلى الله تعالى.. رغم مرضه وألمه يخطط ويكتب وينفذ ثم يتابع بدقة لجميع الأعمال أخذ نفسه بالهمة والعزم ينظم الدروس والمحاضرات في إحدى مكاتب الدعوة.. آمن بأن الدعوة إلى الله من الجهاد في سبيل الله فلازم هذا الميدان رغم شدة مرضه.. في تلك الأثناء حصل تحسن بسيط في حالته، عاد إلى صحته وهو لا يزال ملازم لدعوته في معهده، في مكتبه، في مجتمعه.. لقد كانت رحلة طويلة عانى فيها ذلك القلب الشيء الكثير.. وتدور عجلة الأيام .. وتمضي عقارب الساعة.. وها هو قد أعياه الألم لقد بدأت الخلايا السرطانية تعاود نشاطها من جديد ومع ذلك فهو يحمل هم الدعوة إلى الله! يجوب القرى وقد تأبّط كيس لا يفارقه في حله وارتحاله وهو مشتغل في دعوته.. أتدرون ما هذا الكيس؟! أتدرون ما هذا الكيس؟!
إنه ليس لحمل الفطائر والحلويات
ولا لشيء من المشروبات يستجم بها من عناء التنقل من قرية إلى قرية..
كلا .. بل هو لحمل ما يخرج منه من بول حيث أصبح بسبب المرض لا يخرج من مخرجه الطبيعي..
ضرب المرض جسده فأسره الفراش.. الأيام تمر بطيئة.. والساعات بالحزن مليئة.. امتلأ القلب بشحنات الخوف والرجاء.. أفكار كثيرة وتتداخلات أكثر.. ولكنها الحقيقة لقد فارق الحياة.. ولكن العجب أن من حوله ذكروا أنه كان يوصي وهو في لحظاته الأخيرة بالدعوة إلى الله تعالى ويسأل عن أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فإلى جنة الخلد إن شاء الله ورحمه الله رحمة واسعة..

يا أيها الأصحاء


الساعة الآن 02:59 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون

أرشفة : مجموعة الياسر لخدمات الويب المتكاملة